خربشاتي

 تتناوب الفصول في دورة الطبيعة، كما الحياة التي تمر أيضاً بفصل شتاء قاسي. لكن لنتذكر أن بعد الشتاء سيحل الربيع. ان ظننا اننا السبب في فقدان ذلك العزيز، كما حصل مع المحقق و كازو، نحن نستحق السعادة بعد فراقهم لنا، كنا نسبح في متاهة افكارنا، التي لم يعرفها من نحبهم يوما، كنا نغرق في تلك الدوامات، فانشغلنا عنهم، خوفا من مصارحتهم، ففقدناهم، بكينا كثيرا، تالمنا كثيرا، حرمنا انفسنا من هذه الحياة، لكننا ببساطه لم ندرك بان من نحبهم، يريدون لنا أن نمضي في هذه الحياة، لا ان نبقى واقفين نجلد أنفسنا. عندما نخيب ظن من نحبهم، كما كان مع كيويو، عندما ظن انه فشل و خيب ظن والدته به، فلم يحضر جنازتها، و بسبب عبء هذه الافكار، قرر العودة إلى الماضي ليراها، و ليفقد حياته معها، قرر انه لا يستطيع المضي قدما في هذه الحياه، لكنه لم يفكر بان والدته تريد له الحياة، تريده أن يستمر، و ان يقف حتى لو فشل مرارا ر تكرارا، عندما ادرك حرص والدته على حياته، رجع إلى حاضره و بنى حياة جديدة على أنقاض حياته السابقة. أسامي، لم تستطع تجاوز موت خطيبها، حاولت ان تمنحه الراحة  بإظهار سعادتها، لكن من لم يكن سعيداً، لا يمكنه التظاهر

 لقد انغمست في الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، و نسيت اهم شيء انني استطيع تغيير المستقبل لانه لم يحدث بعد.. قراراتي التي اتخذها اليوم، ستشكل مستقبلي، لن استطيع تغيير الماضي، لكن الحاضر و المستقبل ملكي. سواء عدنا إلى الماضي، او سافرنا إلى المستقبل، لن نستطيع تغيير شيء، لكننا نستطيع في بعض الاحيان استلهام كيف لنا ان نصلح ما اقترفته يدانا. ففوميكو التي لم تنتبه الى غورو عندما هم بالرحيل، كان شعورها بالهجر مؤلما، تمكنت برجوعها الى تلك اللحظة المؤلمة، معرفة ان غورو يحبها كثيرا، لكنه لا يجيد التعبير. اما توتاكو، بعودتها الى الماضي، عرفت عن حب زوجها لها، و انه رغم نسيانه و مرضه، كم يود ان تبقى الى جانبه زوجة محبة. اما هيراي، التي طالما تهربت من اختها الصغرى، و اتهمتها انا تريد الحرية فلذلك تصر على اعادتها الى العائلة، عندما عادت بالزمن، أدركت ان اختها تحبها جدا، تريد منها ان تبقى الى جانبها الى الابد، رغم ان الموت باعد بينهم، لكن هيراي وجدت ضالتها في هذه الحياة. اما كي، كانت كل أمنيتها ان ترى ابنتها، التي لن تقدم لها سوى انجابها لهذه الحياة، فعندما سافرت إلى المستقبل، أدركت ان كل من ساعدتهم،

 الكتاب هو عبارة عن نوستالجيا جميلة، تعود الكاتبة بها الى ايام عاشتها هي و من أحبت في زقاقات الفافيلا " بيوت الصفيح"، نحن نحنّ دوما لايام كانت همومنا و حياتنا فيها بسيطة. رغم الفقر الذي عانت منه ماريا الصغيرة، هي و اسرتها و من سكن في تلك البيوت، إلا ان كل اولئك الجيران من الجدة ريتا و العم توتو و غيرهم، هم من كانت تطيب بهم الحياة. عندما جاء أمر البلدية بهدم كل تلك البيوت، كانت الضربة القاصمة، فتلك البيوت لم تكون فقط بيوتا تضم حيطانا و سقفا، كانت مزيجا من الذكريات، السعادة، الالم و الامل. و رغم كل ذلك التمييز الذي عانوا منه سكان الفافيلا، بسبب لون بشرتهم، الا انهم صمدوا و كانوا جزءا من تلك الارض، و من تاريخ البرازيل . 

 مجموعة قصصية لطيفة، تتميز نهايتها بالواقعية، و هو ما أعجبني في هذا الكتاب، اعجبتني اخر قصة بعنوان كاتدرائية كثيراً، و ذلك الفهم المشترك الذي طوره الزوج عن الضيف الأعمى، ليصل الى فهم غايته، و مساعدته بتخيل جزء من هذا الكون عن طريق الرسم، رسم الكاتدرائية.

 كان مملا، لا قيمة لهذا الكتاب، اسلوب الكتابة ممل و رديء، العديد من الاسماء التي لا نعرف عنها شيئا، بسببه تركت القراءة قليلا، اريد كتابا اخر يعيدني للقراءة، و بالتاكيد ليس هذا الكتاب. لا اعلم ما هو الهدف من وجود توم في صخرة جانوس حارسا لمنارة لا يأتيها احد؟!.

 تخونني الكلمات جدا ، لا اجد ما اعبره به بعد قراءتي هذا الكتاب. إلا ان اقول انها كانت شجاعة حتى الرمق الاخير، لروحها الرحمة و السلام دوما. 

 هكذا يحدث عندما تحل الفوضى التي يسميها بعضهم بالقيم في مجتمعاتنا الآن، فالفوضى لا تجلب الا مزيدا من الفوضى و التعاسة. المرأة ليست وعاء إنجاب فقط كما حصل في جلعاد، و كذلك هي ليست منفلتة العقال، تخون، و تعرف العديد من الرجال كما كانت قبل جلعاد، العديد يطالبون بالحرية، لكنهم نسوا ان الحرية هي رديف المسؤولية. العديد من الرجال و النساء في عالمنا، يفكرون بانه اذا ساد عالم جلعاد، فتصبح الحياة سلسة لان الرب سيرضى عن الجميع. لكن الله منحنا عقلا كاملا، و اعطانا حرياتنا رجالا و نساء، و حملنا مسؤوليتنا في هذه الارض باعمارها، و الاعمار لا يأتي بلبنة فاسدة، كما هم الناس في جلعاد، الذين اباحوا للمرأة ان تستباح و ان تكون فقط رحما يمشي على ساقين، و لا يأتي الاعمار ايضا بحياة كالتي سادت قبلا، بلا ضوابط بلا كرامات. اعمار ارضنا يأتي بتنشئة اطفال سليمين، لاب و ام يعرفان معني الحب و الاحترام، و يربيان اطفالهما على الحب و احترام الاخرين. ابدعت آتوود ديستوبيا رهيبة، عالم من الفوضى يخافها الجميع و كحال اورويل نجحت في هذه المهمه،  و كانت نهاية غير متوقعة ابدا، توقعت ان سيرينا جوي هي من وشت بأوفرد، لكن النهاية

 الكثير و الكثير من الكلام، و لكنه لا يوصل لشيء، للاسف لم استطع اكماله، عانيت كثيرا لافهم العلاقة بين الاسماء في هذه الرواية لكن عبثا احاول، هل من المعقول ان احتاج الى ٣٠ صفحة لاعرف ان صاحب البدلة الداكنه هو هاري هول؟!  لا اعلم لماذا حاول الكاتب تعقيد الامر، كل قارئ يهرب من عالمه الخارجي المعقد الى الكتب، فلماذا لا يكتب الكتاب بسلاسة؟!! 

 هل فقط يمكننا التعبير عن حياة الكبار بهذه الطريقة السوقية الفجة؟! هل صعوبة حياة الكبار تكمن في الخيانات و العلاقات المفتوحة؟!  لماذا هذه الكلمات القبيحة التي ملأت صفحات الرواية، لماذا كل الرواية تدور حول الجنس بمصطلحات قبيحة جدا؟! صدقا كان كتابا لا طائل منه، لا يصلح للقراءة أبدا، لم يصور شيئا من حياة البشر ابدا، كان مقرفا، كان سيئا، لم اتوقع ان كاتبة رباعية صديقتي المذهله، يمكن لها ان تكتب مثل هذا الكتاب، بمثل هذه الالفاظ، هل تعتقد ان مشاكل حياة الكبار تكمن في الخيانة فقط، حياة الكبار متعبة، و غارقة في الاكاذيب و الصعوبات، فكل شخص يبرر افعاله و كذبه بطريقته، و يتمادى بها اكثر و اكثر، الزواج مسؤولية، و انجاب اطفال لهذه الحياة مسؤولية كبرى.