خربشاتي

 مجموعة من القصص الصغيرة، كانت نهايتها غير واضحة المعالم، لا هدف منها، لا اعلم لمذا كتبها او ماذا يريد منها، غير كمية الاسماء التي تحتويها كل قصه، مما يصعب على القارئ معرفة الشخصية المرادة.. كانت تجربة غير ممتعه، و متعبة بخصوص تذكر ذلك الكم من الاسماء لقصة قصيرة. 

 فعلا هذا الكتاب مؤلم، مؤلم جدا، افتقدت لاحساسي بان الطب هو المهنة الأكثر انسانية في هذا الكون، فواقع الأطباء في بلدي عكس ذلك تماما. فكيف لك ان تكون طبيباً، لا تحس بآلام الاخرين، و تعبهم و امراضهم، كان عذاب آدم كبيرا، و هو يخاول ان ينقذ الامهات و اطفالهن، و حاول اسباغ نكهة من الكوميديا على ذلك، لكنه فعلا استطاع ايضاح الصعوبات التي واجهته كطبيب كان هدفه الاسمى تقديم يد العون لمن يستحق. الطب هو من اصعب الوظائف، ان كنا نستطيع اطلاق كلمة وظيفة عليها، يجب ان تكون بشرا قبل ان تكون طبيب، لأنك لست تاجرا هدفك الكسب، و لست مهندسا تتعامل مع آلات و جمادات،  انت طبيب تستطيع تخفيف آلام البشر. صدقا استطاع الكاتب ايصال معاناة الاطباء  بشكل سلس، و حاول اضفاء طابع الكوميديا المحببه، مما جعل الكتاب رائعا، بعيدا عن تعقيد المصطلحات الطبية. 

 للأسف كانت مملة جدا، لم استطع ان أكملها، لم اجد فيها أسلوب آتوود الشيق الذي يجعلك تلتهم الورق بسرعة، و كانت الترجمة سيئة للغاية، يتم الخلط فيها بين اللغة العربية الفصيحة و العامية البغيضة، فذلك انقص من قدر هذا الكتاب. 

 اعتقد ان باولو حاول ايصال فكرة انه بالحب و الايمان يحيا الانسان، لكن لا اعتقد انه نجح بايصال هذه الفكرة. بريدا فتاة كانت تفتقد الى الجانب الروحي في حياتها، و كانت تبحث عن إيمانها، لم تفتقد للحب يوماً، لكنها لم تعرف معنى ان تحب شخصا بكل عيوبه و حسناته و هذا هو توأم الروح. اعتقد ان تجربتها الروحية و انتقالها الذهني لم تسعف باولو في التعبير عن ايمانه الراسخ و حبه للكون و خالقه، كما استطاع التعببر عنها في روايته الخيميائي.  و ربنا فكرة تناسخ الارواح التي تؤمن بها بعض الاديان، هي فكرة غير واقعية بنظري، فمن مات و دفن لن ترجع روحه للحياة من خلال جسد اخر، فما فائدة الحساب و الجنة و النار اذن؟!   فلسوف تتاح لكل روح التكفير عن ذنبها في حياتها الأولى في حيوات اخرى.  حبنا للكون و خالقه، و ربما لشخص يمثل لنا الكون، ايماننا الراسخ بالله و بمبادئنا و قيمنا هو ما يعطي لحياتنا معناها، و من خلالهما سنصل الى غاية الله من خلقنا، و هو اعمار هذا الكون، ربما في زمننا هذا يسود الالم و الظلم و القهر و القتل، لكنني علي قناعة بان السلام و الحب سيغمر كل المظلومين و المقهورين في هذا الكون. 

 في البداية كان هذا يضايقني كثيراً، رغم أنني لم أكن أتحدث عن ذلك.  و الواقع انه لا يفهم حقيقة التسامح إلا قليلون جداً.  و ليس المجرمون هم الذين بجب أن نغفر لهم ، بل الضحايا. نعم الضحايا، لأنهم كانوا من تسبب في كل هذه المتاعب.  فلو كانوا اقل ضعفاً و إهمالاً، و أكثر حكمة في تقدير الأمور و العواقب،  و ان توقفوا عن التورط في المتاعب، فكم من المآسي يمكن للعالم ان يتجنب في هذه الحالة! ربما أن تكون بريئا، بات يعد الخطيئة الكبرى في هذا العالم، كما كانت جريس ماركوس، تلك الفتاة الايرلندية التي فقدت امها في رحلة طويلة بحثا عن حياة جديدة، برفقة والدها السكير الذي لا يعرف غير الشتم و الضرب، و رفقة اخوانها الصغار. حاول ابوها ان يتخلص منها، لتجلب له النقود، فبدأت حياتها كخادمة، و انتهى بها المطاف متهمة بجريمة قتل، محكوم عليها بالاعدام. كانت تصدق الخرافات و الاساطير و تؤمن بها، فخافت ان تحبس روح والدتها في ظلمة السفينة لأنها لم تجد نافذة تفتحها، لتخرج روحها الى ملكوت السموات.  و عذبتها أحلامها بوالدتها فترة طويلة، و كذلك خافت على روح ماري، و لذلك عاقبتها و كانت تلك الروح جزءا منها، فكانت مريضة نفسية ل

 أليس غريباً أنه كان من الجائز أن نستمر للأبد في التعبير عن شوقنا لبعضنا، و نتظاهر بأننا لم ننتبه؟ إن الهوس بالكرامة بهذا الشكل يمكن أن يدمر حياتك إن انت سمحت له. كم أحب أدب المراسلات، كم اغبط من عاش تلك الفترات بانتظار رسالة من شخص يهتم به،  او و هو يهمّ بكتابة رسالة لمن يهتم بهم، و كما هي حال جولييت آشتون، تلك الكاتبة المرحة خفيفة الظل، التي تعرفت على جمعية غرينزي للادب و 🥧 قشور البطاطا بالصدفة المحضة، بعد أن باعت كتبها و اشتراه دوزي، صديق اليوم، شريك المستقبل، و من هنا بدأت الحكاية. أبدعت الكاتبتان بنقل جزء من معاناة الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تغفل ان الجنود الألمان كان لهم جانب انساني بسيط ايضا. حاولتا ايصال كل تلك المشاعر من خلال مراسلات بين جولييت ، صوفي صديقة العمر، سيدني ناشرها و هو من ساندها دوما، اميليا ،دوزي ،أيبين ،ريمي من شكلوا تلك الجمعية الرائعة للادب. دعونا لا ننسى اليزابيث، الحاضرة الغائبة، التي لم تظهر بشخصها، و لم تعرفها جولييت، لكنها كانت حاضرة في وجدان الجميع، بعد ان غيبها الموت في سجون الألمان، لكن تلك الشخصية الفذة لم و لن ينساها احد، تلك الشجاعة و الجرأة

 كعادتها هذه الكاتبة الرائعة، اسلوب مشوق جدا من تتابع رهيب للاحداث، تبقيك دوما على رؤوس اصابعك، متشوقا لما سوف يحدث في الصفحة اللاحقة، و اسلوب سلس جدا  في السرد و الحوار، و اضافت ميزة جديدة هنا، الخلط بين ماضي ايدي و حاضره، بحيث تجد ان ذلك الخلط يفيدك في معرفة اوسع لما حدث. لم اعتقد لوهلة أن تكون كل هذه البشاعة ناجمة عن رجل دين، لم يخطر لي و لا لأي شخص سيقرأ هذه الرواية. لم يخطر ببالي ان رجل الطباشير هو شخص مختلف عن القاتل أيضا، يال ذلك الإيدي المخرب المزعج، ذلك الطفل الذي يبحث دوما في المجهول و يبحث عن المغامرة، المولع بجمع الاشياء حتى و ان كانت تلك الجمجمة المفقودة..  كانت نهاية غير متوقعة، انقصت تقيمي لهذه الرواية لان موضوعها لا يعجبني كثيرا و لا يستهويني، لكن جمال اسلوب الكاتبة دفعني قدما للمضي في قراءتها. 

 للاسف كانت مملة جدا جدا جدا، كانت بدايتها صادمه، بحادثة انتحار، و لكن بعدها بدأ الكاتب بالعودة الى الوراء في حياة لويسا، لتصل الى اسباب انتحارها غير الواضحة تماماً. كان زوجها بالنسبه لي لا يعرف ما يريد، تارة يحبها، و تارة لا، و مما زاد في ملل هذا الكتاب، اضافة الى انعدام الاسباب، التفاصيل السخيفة التي يعيد و يزيد الكاتب بها، اضافة الى تلك اللمحات الجنسية التي تعمد الكاتب او المترجم اضافتها، فقل لي بربك كيف لك ان تنظر الى جسد فتاة منتحرة مليئ بالدماء و تصفه بكل تلك التفاصيل المقرفة؟! كانت تجربة سيئة مع مارياس، حاليا سأتجنب الكاتب لفترة من الزمن. 

 هل يمكن لأحد أن يكتب بكل تلك السلاسة و الروعة؟ نعم هي هذه الكاتبة من تمتلك قلما بكل هذه السلاسة، التي تجعلك لا تشعر بالوقت و لا بالصفحات، فقط تلتهم الورقات بسرعة، لتعرف النهاية، تلك النهاية التي لم تخطر على بالك. ربما انقصت من تقييم هذا الكتاب، لان موضوعه خيالي، يثير بعض الرعب في النفوس، ربما لان الموت للان يؤلمني كثيرا، من يفقد شخصا يحبه، و يغيبه الموت، يبقى ألمه دائما. أعرف احساس جو، ذلك الشاب المراهق الذي فقد أخته الصغيرة المحبوبة آني الى الابد بسبب حماقة و تنمر هيرست، هيرست اللعين، كلنا امتلك شخصا كهيرست في مرحلة الدراسة، ذلك الشخص المتنمر الذي رباه والداه هكذا، بانه كامل لا يمكن المساس به، و هو شخص حقير يسبب الالم للجميع حتى و ان كان طفلا صغيرا حقيرا. و اقدر مشاعر جو بعد عودته، هربا من دين، او عودة الى بلدة لطالما سببت له الالم، و كالعادة عاد هيرست لمضايقته و لجعله يفر سريعا، ربما كانت ماري التي لم تخب نظرتي بها شخصا انتهازيا انانيا، لكن من ترتبط بشخص كهيرست، فهي اسوأ منه.  ما لم أتوقعه، ان يكون صديق  جو، هو ذلك البدين الذي سبب له العرج و كل هذه المشاكل بسبب دينه، هل يعقل أن تعتب

 مات فرانكو... فليحيا الأمل... بهذه الجملة و لا غيرها ألخص هذه الرسالة الرائعة، لديكاتور من أعتى الرؤساء المجانين الذين مروا على هذا العالم. هذه رسالة تحمل معاناة شعب مقهور رزح تحت حكم ديكاتور اكثر من ٣٠ عاما، رسالة لخصت كل معاناة الشعوب التي كانت و ما زالت تعاني تحت حكم الجبابرة للان.

 أخيرا انتهيت من قراءتها، رغم عدم طول صفحاتها، لكن الملل الذي اصابني في بدايتها، اطال مدة قراءتها و اصراري على اكمالها. اعتقد ان الكاتب حاول أن يصور وضع الأرجنتين الدموي في تلك الفتره من خلال قصة حياة تشابارو، لكنني لم استشعر قساوة تلك الفترة لانغماس تشابارو بقصص حبه الفاشله، بدءا من زواجه الاول الفاشل، و الثاني الفاشل أيضا، و حبه لايريني العاجز، كما هي حالة أغلب الرجال، ذلك الحب الصامت، يحبها لكنه لا يجرؤ على قول ذلك لها، كما برر هو لا يستطيع اجابة سؤال عينيها، يال الأسف و الحسرة؟! ربما كان تصرف موراليس طبيعيا، فمرارة الفقد تجعل الانسان في بعض الأحيان يتغير، يتحول الى انسان بلا مشاعر، فما فعله إيسيديرو بزوجته بتلك الوحشية، و أخيراً يستنكرون عليه هذا التحول في شخصيته، رغم أنني أمقت العنف جدا. الفقد يغيرنا دوما، عندما نفقد من نحب، لا نعود كسابق عهدنا أبداً، تشابارو فقد ساندوفال صديق عمره و زميله، فقد بايث من ساعده و هربه خارج بوينس آيريس، عندما كان عرضة للقتل، و فقد حب حياته بسبب جبنه. كانت حكايته حكاية فقد متواصل، مؤلمة جدا. 

 كل منا يحمل بداخله مدن من بخار و نار، تعج باشخاص عاشوا يوما ما، و ربما لا يزالون على قيد الحياة. ذلك البخار هو ذكرياتنا، احلامنا، آمالنا و تطلعاتنا، هم بخار أناس أحببناهم و مضوا، ربما فقدانهم للابد، لكنهم لا يزالون يعيشون بداخلنا، ربما هو بخار لأناس آلمونا جدا، و لن نغفر لهم ما حيينا، أتستحق هذه الحياة ان تؤلم الناس حد عدم الغفران؟! كم أحببت مارتن من سسلسة مقبرة الكتب، اعجبتني هذه الشخصية المبدعة الوحيدة المليئة بالالم، تعرفت على جزء من شخصيته، والدته و حبه الاول. اما عن عائلة سيمبري الرائعة، و حبهم للكتب و من يكتبونها على مر الزمان، فتلك القصه التي تربط بينهم و بين ساراثانتثس، مبدع دون كيخوته كانت لطيفة جدا. اما عن غاودي، ذلك المعماري المبدع، الكاره للزوايا ،الذي لطالما أحببته، ربما تلك القصة التي سردها ثافون عن خطته لاكمال الساغردا فاميليا، كانت تعبر عن ما يواجهه المبدعون في هذه الحياة البائسة. اما كوريللي ذلك الشيطان الذي كان بالمرصاد لكل كاتب، بدءا بمارتن، و انتهاءا بثرافنتثس ،رغم ما تكنه له من كره، لكن كوريللي هو في الواقع كان يمثل هذه الحياة، فعندما تجتهد في عمل ما، ستخسر اشياءا