خربشاتي

توم سوير و هكلبري فين .. كانا جزءا من طفولتي ، احببتهم صغيره ، لكن يبدوا انني كبرت ، لم اعد استمتع بقراءه هذا النوع من الكتب .

جميعنا لدينا رسائل لم نرسلها ، تحمل مشاعرنا التي لم نقوى على البوح بها لمن نحبهم ، اعتذارنا لاشخاص آلمناهم و لم نملك شجاعة الاعتذار منهم ، عتابنا لمن نحبهم ، و تخلوا عنا عندما احتجناهم ، حوارات باتت على الورق ، لم نقوى على قولها لهم .  جاءت رسائل يوسف الدموكي التي لم تصل وجهتها ، تذكرة بسبطه لحالات بشريه جميعنا مررنا بها ، الم الفقد ، الامل بغد افضل ، كلمات اللحظات الاخيره ، سذاجتنا عندما نعتقد بان الهرب هو حل لكل شيء . 

لم استطع ان افهم ، كيف لانسان ان يستخدم انسانا ،  و هما لهما نفس الطبيعة و الشكل و نفس التركيب ، كيف لي ان اتصور ان يستعبده ؟!  يتحدث الكتاب عن واقع العبودية في قارة امريكا الجنوبيه ، لتكبر ووقاحة الاوروبيون ، كانوا يعبرون البحر تاركين قارتهم خلفهم ، ليتوجهوا الى قارة لم يعرفوا عنها شيئا ، ليقتلوا سكانها الاصليين ، و يحلوا محلهم عبيد من قارة افريقيا ، ما هذه الجرأة و الوقاحة لديهم ، كيف لهم ان يستعبدوا و يبيعوا بشرا مثلهم ، لا يختلفون عنهم الا باللون ، هل لون البشر يبيح استعبادهم بتلك الوحشيه !! ، كان الانسان يعمل حتى يفنى في مزارع القصب الداميه ، و يستباح لذلك الابيض ، ان يضربه ، يقتله ، يستحل نساءه ، ليتركه نهاية اذا مرض او تعب بسببه ، ليواجه مصيره بالموت ، بت ارى ان الموت رحمة لهم من هذه الحياة .  لم اتوقع ان تقدر زارايتيه ، على تحمل كل هذا الالم ، بداية باستغلال سيدها تولوز فالميران لها و هي بنت ١١ سنه ، للتحمل كل هذا العذاب ، لتعلقها فقط بابن فالميران الذي رعته صغيرا الى جانب ابنتها روزيت . قاست و عانت كل هذا الالم في ظل فالميران و تتقلت من سان دومينغ الى كوبا الى نيو اورليانز هرب

والدي اشتريا لي القطار صغيره ، فلم و لن يفوتني قطارهم الذي يتحدثون عنه دوما ..  خربشاتي من وحي كتاب " رسائل سقطت من ساعي البريد " ليوسف الدموكي

عندما نفقد من نحبهم في هذه الحياة ، نرفض تقبل حياتنا بدونهم ، و هذا ما حصل مع كاثرين ميلر ، رفضت تقبل وفاة والديها ، فخلقت عالما خاصا بها ، يتواجد به جميع من يحبوها ، والديها ، و صديقتها فريدا غرين ، ابعدت زواجها ، و اطفالها و خصوصا مايكل ، الذي عانى من التوحد ، و التعنيف من قبل المربية ، و هي ما كان خطؤها باعتقادها ، اقصتهم عن عالمها ، الخالي من الاخطاء . لكن مهما هربنا من واقعنا ، يجب علينا العودة ، و محاولة تصحيح اخطائنا ان استطعنا ، فبهذا نكون بشرا يستحقون الحياة . في رايي ، ابدعت الكاتبه في ايجاد اسلوب يخلط بين الواقع و الحلم ، اتقنته جدا ، في بعض الاحيان اختلط علي التمييز بينهما .

هذه تجربتي الثانيه مع كافكا ، و للاسف لم تتغير قناعتي عن كتاباته ، لكنه نقيضا لكتابه التحول ، اجاد الوصف و التعبير ، كان الالم و السوداوية طاغية على كلماته لميلينا ، رغم ان حبه واضح لها ، هي كانت سعادته ، ضياؤه وسط الظلام . لكن ربما لمعرفتي المسبقه بزواج ملينا في فترة هذه الكتابات ، لم استسغ الكتاب ، مقرفة هي تلك العلاقات التي يخون فيها الانسان شريك حياته التي سبق و اختاره و ارتبط به .

كانت معرفتي بسيلفيا بلاث من خلال امتحان التوفل ، اعجبني شعرها ، فبدات البحث عن هذه الكاتبه و الشاعرة الامريكيه ، احب جدا ادب الرسائل ، يستهويني جدا ، احب الرسائل ، ان تكتب جزءا مهما منك على الورق بخط يديك ، و تبعث بها لمن تحبهم او لمن يهمهم امرك ،  و تبقى تنتظر الرد ، ان لهذه الامور حلاوة و طعم اخر .  سيلفيا بلاث ، خلف الكاتبه و الشاعره ، تختبئ سيدة هشه ، لكنها عانت كثيرا ، من والدها بداية ، و انتهاء بزوجها تيد ، من البشع جدا ، ان تكون نهاية حب ، و زواج دام ٦ سنوات ، اثمر ابنين رائعين ، هي الخيانه ، و بكل وقاحة ، انتقل للعيش معها ، و اظهر حقيقته لسيلفيا ، لكن هي حاولت بشتى الطرق ان تبقى قوية ، من اجل طفليها ، لكنها لم تعد تحتمل ، فكانت النهاية ، اقدمت على الانتحار ، و هو ما آلمني جدا .  في هذا الكتاب ، تعرفت عليها ، جدا ، احببتها ، و احببت ما خطت يداها . 

لا اعلم لكن اسلوب الكاتب كان مبهما ، تداخلت العديد من الافكار و القصص ، التي لا تمت بصله الى بعضها ، و لم ينهي فكرة واحدة . كان الكتاب عباره عن وصف حياة عائلة صينيه على لسان الحفيد ، كان مليئا بالخرافات الصينيه ، التي في بعض الاحيان تتنافى مع العقل ، لا يوجد معنى واضح لهذا الكتاب .

دائما هناك من يدفع ثمن حروب السلطة ، و هو الشعب ، الذي يكد يوميا ليبحث عن لقمة العيش ، ليجد نفسه عرضه للقتل ، بسبب خلاف بين اطراف لا يعلمون شيئا عن هذه الارض التي يتقاتلون عليها . لكن و ان كنت اعلم مسبقا ، بتجنيد اطفال صغار في العديد من الحروب ، و تجريدهم من طفولتهم ، و براءتهم ، و تحويلهم الى سفاحين ، يقتلون بدون ادنى تفكير ، مزودين بدافع الانتقام ، لاهل فارقوا الحياة بدون ذنب ، و باعطائهم المخدرات ، لينفذوا الاوامر بدون تفكير ، و ليتخفي احساسهم بالالم و التعب . يخلقون من الاطفال ، الات قتل ، هؤلاء الاطفال من يدفع ثمنها فقط . كان هذا الكتاب مؤلما ، كيف فقد الكاتب الامان ، و العائلة و الحب ، وجد نفسه يقتل ليعش و لياكل ، مات كل من يعرفهم و يحبهم ، حتى عمه امله الوحيد . كان الكتاب وصفا حقيقيا لما يجري في كثير من بقاع العالم ، كان الاسلوب رائعا ، و كان الطرح سلسا رغم كل ما يحتويه من الم .

صدقا هذا الكتاب للجميع ، فالفكره و سلاسة الطرح و السهولة بايصال الفكره و الهدف من الكتاب لا مثيل لها . كيف تجاوز جيا ازمة فقدان عائلته و بيته مع الموجة الكبرى التي محت كل ما واجهها ، و كيف احتوته عائلة صديقه كينو ، و عدوه فردا من هذه العائله ، و ساعدوه ليحيى من جديد . ارادة الحياة دائما ما تتغلب على الموت ، فعندما نواجه الموت ، او نفقد من نحبهم ، سوف نتالم و ننكسر ، لن نعود لذاتنا القديمه ، جزء كبير منا رحل برحيلهم ، لكن عندما تتغلب ارادتنا بالحياة على ضعفنا ، فسنهزم خوفنا ، و ننهض من جديد ، لنكمل مشوار الحياة .

تشوقت جدا لقراءة هذا الكتاب ، لكنني فوجئت بالسرد و الوصف الممل الذي اتبعه الكاتب ، يغدق بالتفاصيل ، و يغدق في وصف اتفه الامور ، مما جعل الكتاب مملا ، و فقد المعنى الذي يريد الكاتب سرده و ايصاله . 

كانت صدفة رائعة عندما عثرت على هذا الكتاب ، الذي يتحدث عن نونيز ذلك الشاب الذي هبط على عالم العميان ، كان يظن بانه سيصبح ملكا متوجا عليهم ، لا لشيء الا انه يمتلك عينين ، لم يدر بخلده ذلك المسكين بان بلد العميان بعد فتره من عماهم ، كانوا قد كونوا طريقه فريدة لعيشهم ، لا تعتمد على البصر ، تعتمد على حواس و قدرات يمتلكونها غير البصر . كانوا متمكنين من حياتهم ، حتى باتت كلمة رؤيه و بصر غريبة عليهم ، مسكين ذلك النونيز . عندما يؤمن الانسان بفكرة ، يصبح كل ما عداها باطلا ، و من قوة ايمانه بها ، يظن الجميع بانه على حق و هم مخطئون ، من شدة اقتناع العميان بانه لا يوجد عالم اخر غير عالمهم ، بات نونيز يشك بما يقدر هو على رؤيته بعينيه ، حتى بات يفكر بانتزاع عينيه ليصير مثلهم ، و ليتزوج من احداهن . لكنه اخيرا اثر الفرار و الهرب ، هربا بعينيه و معتقداته ، و لذلك ، في هذه الحياة ، عندما نكون على حق و صواب ، يجب ان نتشبث بمعتقداتنا ، و ان لا نسمح لاحد ان يزعزع مبادئنا و ثوابتنا .

كم سمعت باسم هذا الكتاب ، لكنني لم اتصور ان ايزابيل الليندي هي الكاتبه ، رغم انني احبها و احب اسلوبها ، لكن هذا الكتاب هو ليس بجودة ما سبق و قرأت لها ، هنا الكثير من السحر ، و الكثير من الخيال .  انا احب الواقع ، التاريخ ، لذلك لم يعجبني كثيرا ، بالاضافه الى طول السرد الممل في بعض اجزاء الكتاب .  دائما ما كنت اتساءل ، لماذا البعض من شعوب العالم المتقدم " كما يطلقون على انفسهم " ينصبون انفسهم حماة للاقليات ، الذين عاشوا حياتهم بسلام و امن طيله منذ وجودهم ، من سمح لهم بتسميم حياتهم ، بغزوهم بتكنولوجيا لا تناسبهم ،  الم يعلموا انهم يدمرون حياتهم ، بنشرهم قصصا عنهم في مجلاتهم و اعلامهم ، يجعلون العديد من جامعي الثروات ، يهاجمونهم و يقتلونهم ببرود ، فتنتهي هذه الجماعات ، بوقت قصير من معرفة العالم لهم ، و هذا ما يقدمه من يسمون نفسهم بالباحثين و المصورين .  هنا جاب الكسندر الامازون مع جدته ، لم يعلم بان هذه الرحلة ، ستخلق منه رجلا واسع الافق ، قادر على مواجهة المستقبل ، هو و صديقته الرائعه ناديا سانتوس ، كانا خير عون لبعضهما ، و جزءا مهما في اكتشاف الحقيقه ، و مساعدة هنود الضباب و ا

ما زال ادب امريكا الجنوبية قادر على ادهاشي ، في هذا الكتاب يختلط كأس العالم ١٩٧٨ المقام في الارجنتين ، مع شخوص و احداث الرواية التي قامت في بيرو ، بينما يرزح البيروفيين و الارجنتينيين و اغلب دول قارة امريكا الجنوبية تحت حكم العسكر و القادة الديكتاتوريين ، جاءت اقامة كأس العالم تغطية على بشاعة الواقع السياسي في الارجنتين و اغلب دول المنطقه . كان فيليكس ، ذلك الشاب الهادئ ، المنضبط بالقواعد ، يعيش حياة هادئه و يعمل في ارشيف القضاء ، حتى انقلب عالمه راسا على عقب بموت صديقه الوحيد خواكين ، بعد ان ترك له رساله يصعب فهمها ، فدارت الاحداث و الايام ، ليجد نفسه يسير على خطى صديقه خواكين نفسها ، مجند سري في الاستخبارات البيروفيه ، ليطلع على هذا الواقع الاسود ، الذي لم يتوقعه يوما . لكن لم اتوقع ان يصل الحال بوالد خواكين ، ذلك الرجل الذي امن بالشعارات الرنانه في اسبانيا ، العداله و المساواه ، تلك المفاهيم التي يرددها الشباب و لا يفهمون معناها ، ليفر بعدها بابنه هربا من ظلم فرانكو ، تاركا زوجته المسكينه في احد المستشفيات النفسيه ، لتنتظر عودة زوجها الى اخر عمرها ، كان هذا الرجل الظالم ، هو سبب جم

هي رسالة من اب راحل الى ابنه ، يحدثه فيها عن التقائه بفتاة البرتقال ، بصدفه عجيبه ، حيث كانا في قطار ، و ساعدها كما كانت نيته بتجنب وقوع كيس البرتقال الكبير من بين يديها ، لتضل تلك الفتاة عالقه في ذاكرته و قلبه ، ليعود القدر و يجمعمها مرتين في اوسلو ، و ليقوده الحب بالسفر الى اشبيليه بحثا عن فتاته ، فعند لقائهما لن يفترقا ابدا ، حتى فرق الموت بينهما . كان كتابا لطيفا ، جمع بين قصه حب لطيفه بين جون اولاف و فيرونيكا ، و قصه لطيفه بين اب و ابنه .

انا اعشق كرة القدم ، احب هذه اللعبة الشعبيه الرائعة ، التي للاسف غلب عليها الطابع التجاري منذ فتره ليست بالوجيزة ، لكن مباراة واحد للظاهره رونالدو كانت كفيلة لكي اقع بحب هذه اللعبة ، و مباراة واحده لريال مدريد حاليا كفيله بجعل يومي بهيجا .  اختلق الكاتب ادواردو اسلوبا رائعا ، في تسلسل تاريخي لهذه اللعبه ، كان يبدي جمال هذه اللعبه ، ويعرف بلاعبين اسطوريين مروا في تاريخ الكره ، لكنه ايضا اوضح كيف استغل العالم و اصحاب الاموال هذه اللعبة و حاولوا بث دعايتهم التجاريه و السياسيه مثل فرانكو و موسيليني و هتلر ، و ايضا شركات مثل اديداس و العديد من الشركات الاخرى ، حاولوا توظيف الكره لخدمة مصالحهم .  لكنني رغم مادية كرة القدم الحاليه ، لا ازال اراها لعبة رائعة ، تسمح لعدد من الموهوبين بالظهور و الحصول على فرضة في هذا العالم البائس .  كم احببت ظهور بيليه و غارينشا ، انتصارا على عنصرية بغيضه حاولت و لا تزال تغزو العالم  ، في رايي كما هو راي الكاتب ، اصل كرة القدم هو امريكا اللاتينيه و ليس انجلترا ، فمن يخلق كرة جميله فيها العديد من الفنيات هو اصل اللعبه ، و ليس غيره . 

عمل رائع ، لرجل اوجد طريقة مثلى للتواصل مع العالم ، بعد ان فقد صوته في حادثة اليمه ، لجأ الى الرسم و التعبير بالالوان ، ليتبين نهاية انه رسم كل حياته على قطعه قماش هائله ، خلد فيها جميع لحظات عمره ، بدءا بزواجه ، ميلاد اطفاله ، وفاة ابنته ، حتى خياناته لزوجته . كانت كلها قابعة على ذلك القماش .  ما يؤلم حقا ، ان تلك القطعه المفقوده التي اجتهد ميغيل ساليفتيرا ليجدها ، كانت مؤلمه ، تلك القطعه تكشف خيانات والدهم ، ليقوده ذلك لاكتشاف اخ له من ابيه .  دائما ما يثير الدهشة بنفسي ، كتاب امريكا اللاتينيه ، فهم مبدعون ، قاصون رائعون ، لا تخلوا اعمالهم من قصص رائعه واقعيه ، عبرة واضحه ، و جزءا من التاريخ .

بعد قراءتي لابنة الحظ ، و هو اول عمل قرأته للكاتبه ، احببت تشيلي و امريكا الجنوبية ، احببت الطريقه التي تبدع الكاتبه بها بالمزح بين الشخوص و التاريخ .  لكن في صورة عتيقه ، ظهر جزء دموي من تاريخ هذا البلد ، حيث قاتل التشيليون بوحشيه ضد البروفيين ، و هناك خسر سبرو ديل باليه ، قدمه ، و فاز في رحلة كان هدفها الموت ، لينسى لين سومرز حب حياته ، التي فقدها .  هذه الحكاية حكاية الم ، مات ، و تاه فيها جميع من احببتهم سابقا ، تاو شين ذلك الطبيب الصيني الرائع ، اليثيا سومرز ، التي حققت حلم زوجها ، و رحلت مع جثمانه الى الصين ، ليرقد في مثواه الاخير .  اما حفيدة اليثيا ، فكانت  متفردة كجدتها اليثيا ، احبها الجميع ، من جدتها لابيها باولينا ، الى جميع من عرفها في تشيلي .  اكثر ما احببته في هذا الكتاب ، كيف وقف و دعم تاو شين و اليثيا سومرز ابنتهم لين  ، عندما اخطات بحق نفسها و حياتها ، لكنهم تقبلوها ، ووقفوا الى جانبها لاخر لحظات حياتها . 

لا اعلم كيف تكتب ايزابيل الليندي هذه الاعمال الرائعة ، لقد بت متيمة بكل ما خطته يداها ، هذا المزج الرائع بين الشخوص و الواقع ، و التاريخ  .  هنا نتعرف من خلال هذا الكتاب ، على مأساة الهجره من دول فقيرة ، الى امريكا الحلم ، هروبا من واقع مؤلم في بلادهم ، كما حدث مع ايفيلن بعد ان تعرضت لابشع انواع التعذيب و الاضطهاد في غواتيمالا ، فرت بحياتها الى امريكا ، و بعدها دارت تلك الحياة لتجمعها بلوثيا و ريتشارد .  لوثيا و ريتشارد ، يعملان كمدرسين في الجامعه ، حاولت لوثيا بكل الطرق ، لتدخل الى قلب ريتشارد البارد ، الذي عانى من فقد طفليه و زوجته التي احبها ، ليغلق على نفسه ، و لكن بحيوية لوثيا المرأه التشيليه الحيويه ، و في محاوله مستميته لمساعدة ايفلين التي لا يعرفونها ، لكنهم قرروا مساعدتها لاحساسهم بصدقها ، و كانت النهاية سعيده للجميع .  كانت رواية رائعه جدا . 

تولا ، تلك الفتاة التي ضحت بكل شيء في حياتها ، بالحب ، بالزواج ، بحياة خاصة بها ، فقط لترعى اختها روزا بداية ، و من ثم كرست حياتها للاعتناء بابناء اختها بعد وفاتها ، و الاعتناء بابناء راميرو زوج اختها من زوجته الثانيه بعد وفاتهما .  لم اعلم بان هنالك اناسا يضحون بحياتهم كلها ، لاجل حياة غيرهم ، لكي يقدموا حياة افضل لغيرهم ، كما فعلت تولا ، التي ضحت بكل شيء في سبيل اولادها الخمسه ، نعم كانوا اولادها هي ، و ليسوا اولاد الاخرين .  كان اسلوب الكاتب سلسا ممتعا ، رغم نقله لواقع مرير لتولا ، و حياتها المليئه بالاموات و العذابات . 

الاسرار و الكلمات التي لا نستطيع قولها ، هي سبب آلامنا دوما ، نكابد الامرين في مجابهتها في داخلنا ، و يالعجب يكون الخلاص و الشفاء هو في حديثنا عنها !  ايرينا و ألما ، حياتهما مليئة بالاسرار التي آلمتهما للنهاية ، ايرينا عانت من حياة مؤلمه بسبب قذارة زوج امها ، مما جعلها في هرب دائم ، و خوف دائم .  اما ألما ، التي كانت جبانة جدا ، و كم اكره الجبناء ، تلك الفتاة التي احبت ايشيمي فوكودا من اول يوم وقعت عيناها عليه ، و هو بادلها المثل ، لكنها للاسف لم تطق الفقر ، و انعدام المستوى الذي كانت ستعيش فيه لو تزوجت ايشيمي ، ففضلت الهرب ، و زواج من ابن خالتها ، صديقها الوحيد ، لتحافظ على رتابة الحياة ، كانت تعلل دائما لنفسها انها فعلت الصحيح ، كانت تبرر بان حبها لايشيمي بالخفاء هو افضل شيء حصل لها ، لكنها لم تدرك انها جبانة ، فرطت في سعادتها مع من تحب ، لقيود تافهه هي النقود ، و المركز ، و يالعجب ايشيمي اصبح يمتلك تلك النقود بعدها بجده و حبه لعمله .  كانت قصة حلوة ، فتاة تعمل في دار للمسنين ، ترافقهم و تلاطفهم ، و تخفف من وطئه هجر عائلاتهم لهم ، كالعاده ايزابيل الليندي تتفوق في كتابة هذا العمل ، ب

كانت تلك الفتاة التي تعلمت الكتابه ، لتقيت نفسها في هذه الحياة الصعبه ، كانت هنا هي البدايه ، لمجموعة قصصيه رائعة ، اهم ما يميزها هو نقل الواقع بكل المه و بشاعته و فرحه ، و كانت النهاية مع اثوثينا تلك الفتاة التي احتجزها الوحل ، و تمسك بها اخوانها في محاولة لان يبقوها معهم للنهاية ، و محاولة الصحفي بكل قوته و استطاعته لانقاذها ، لتفتح تلك الفتاة الباب لذكريات حاول هو ان ينساها ، ذكريات له اثناء الحرب العالميه ، ليستعيد الخوف ، و بشاعة الحرب .  ما المني فعلا ان العالم يدفع الكثير و الكثير للصحافة و الكاميرات لتنقل  الواقع كما يرددون لكنهم عن طلب اي انسان واقعي محتاج لعونهم و جزء من نقودهم التي يدفعوها عن طيب خاطر لنقل الحقيقة صورة و بثا ، فيتناسوا الامر ، و يصموا اذانهم حتى لا يسمعوا شيئا من ذلك الالم و المعاناة ، للاسف عالمنا يدفع كثيرا للصور و البث الحي ، و لكنهم لا يحاولون تخفيف بشاعة الحياة لاؤلئك الذين يحتاجونها صدقا   

اوف رجل حشري يعيش بلا هدف ، يقدس امورا يراها مقدسة في نظره هو فقط ، يتدخل فيما لا يعنيه دوما .  الاسلوب ممل جدا ، للاسف لم استطع اكمالها . 

كم احب هذا الشعر ، احب جزاله الالفاظ ، و الابداع في التصوير ، كم اعشق اشعار ابن الفارض و الصوفيين ، فقط لبلاغه التصوير و جزالة الالفاظ ، فمن غير ابن الفارض يستطيع ان يقول :  قلبي يحدثني بانك متلفي ..  روحي فداك عرفت ام لم تعرف ..  او ان يقول :  خيالك في عيني و ذكرك في فمي  و مثواك في قلبي فأين تغيب ؟ او ان يقول :  عرج بطويلع ، فلي ثم هوي ،  و اذكر خبر الغرام و اسنده الي ،  و اقصص قصصي عليهم و ابك علي ،  قل مات و لم يحظ من الوصل بشي .  لم اتخيل انني ساقرأ ديوان شعر ، لكن ان لم اقرأ لابن الفارض فلمن سأقرأ ؟! 😍

كل منا هارب في هذه الحياه ، منا من يهرب من ذاته ، سوداويته ، من الحرب ، من الفقر ، لكل منا اسبابه .  و في هروبنا سنجتمع باناس هاربين مثلنا ، نتقاسم معهم الحياة ، و الامل دوما .  لكن ما اجمل بعد كل هذه المعاناة ان نجتمع بمن نحب نهاية ، بهذا الوصول سننسى تعب  و ارهاق كل الطريق المتعبه التي قادتنا للوصول .  كتاب مبهج ، و كاتب مبدع ، تخلى عن الكلمات   ، برسوم اروع ، ليتمنى كل قارئ ان يكون ذاته في تلك الرسوم الجميلة .  لا حاجه للكلمات هنا ، ففكرة الكاتب وصلت بابسط طريقة ممكنه ، بالرسمات .. 

ماما ارينا ، كم كنت سيئه ، كيف لام ان تعامل ابنتها هكذا ، كيف لام ان تستعبد ابنتها سواء بحكم التقاليد او بغيرها هكذا ؟ ، هل الامهات ينجبن البنات ليخدمنهن حتى موتهن ، مانعات عنها الحياه ، الدراسه ، و الحب ؟!  هل يمكن لام ان تزوج رجل احب ابنتها ، و طلبها منها ، لابنة اخرى ؟ لم ارى ظلما اكبر من ظلم ماما ارينا لابنتها خوسيفينا " تيتا " .  كان كتابا رائعا ، ابدعت الكاتبه فيه ، ابتدعت اسلوبا رائعا من الخلط العجيب بين وصفات الطعام و بين الحياه . اسلوب متفرد غريب ، انتج كتابا و قصة رائعه . كان مشوقا فمنذ بدأت بقراءته لم استطع النوم حتى اكملته . 

كتاب ممتع ، كفاصل لطيف ، يتحدث هيسه فيه عن حنينه لوطنه ، و تجواله في المناطق التي احبها ، من غابات ، اشجار ، بيوت ، بحيرات و كنائس ، مع وجود مقتطفات شعريه للكاتب .  لكنه ليس من نوعيه النثر او الشعر التي تعلق في ذهن القارئ .

لم اقرا شيئا بهذا السوء ، لا ادري هل السبب هو الكاتب باسلوبه الذي ادخل الحلم بالواقع ، فلا نستطيع  التمييز بينهما ، ام الترجمه المبتذله من المترجم ، بالفاظ عاميه زادت من بشاعه الكتاب ، اكره ان اقرا كتابا بهكذا ترجمه   

دائما توصل الحكومات شعوبها الى حاله الاشمئزاز و القرف من الحياه السياسيه و الحياه بشكل عام التي يفرضونها عليهم ، و هذا ما حصل ، بسبب الكذب المتكرر ، الوعود الزائفه ، قرر الشعب عدم الانتخاب ، ما فائدة الانتخاب اذا كانت نفس الاسماء و الشخصيات ستعود مجددا ؟!  لكن هل تسكت الحكومه ؟ ، بالطبع لا ، ثارت ثائرتهم ، و كالعاده اتهموا من صوت بصوت ابيض بالخيانه و العماله ، لكنهم لم يسألوا انفسهم عن السبب الذي اوصل الشعب لهنا ، علما بان الشعب لم يفعل سوى ما كان حقا له بموجب الدستور ، صوت ابيض .  و بدأت مسيرة التخوين ، و ايجاد كبش محرقه لهذه الكارثه ، بعد هجرهم للعاصمه ، فمن المستخيل بنظرهم الضيق ان يكون الشعب كله اتفق على هذا لوحده ، لا بد ان احدا حرضهم ، قوة خفيه ، فعادوا بالزمن اربع سنين للوراء ، و كانت كبش الفداء ، هي زوجة الطبيب بطلة كتاب العمى ، كل ذنبها انها لم تصب بالعمى في ذلك الوقت .  لكن من يعش كثيرا بين الكذب ، يمله اخيرا ، كما حصل مع وزيري العدل و الثقافه و نهاية مع المأمور ، لكنه للاسف لم يعلم ان ثمن البصيره و الادراك في مثل هذا العالم غاليا ، فدفع حياته ثمنا له .  ابدع ساراماغو هنا ، ا