خربشاتي

هي قصص طفولية بامتياز ، قصة عائلة مارش ، الذي افتقر حالها ، و كيف عانت تلك الفتيات الاربع ، و حاولن مواصلة الحياة مع والدتهن .  لم تعجبني كثيرا ، صرت لا اطيق قراءة كتب الحفلات الراقصة ، و الفساتين ، و البحث عن زوج غني . 

صياد القصص ، هي عبارة عن مقتطفات للكاتب ، بعضها لا معنى له ، صدقا لم يعجبني ، كان مضيعة للوقت . 

كان السرد مملا جدا جدا ، المزيد و المزيد من الكلمات لوصف حدث بسيط ، قصة بسيطة لا معنى لها ، لمعاناة طفلة المانية تم التخلي عنها اثناء حكم هتلر . اما بخصوص الترجمه فهي سيئة جدا ، حاولت المترجمه التذاكي بترك الجمل باللغة الالمانية بداية ، و من ثم التكرم بترجمتها ، لكنني لم اجد صعوبة بها ، لانني اتكلم هذه اللغة .

كالعادة كتاب رائع لهذه الكاتبه المبدعة ، التي استطاعت تصوير الجزء للمظلم من مرحلة المراهقه ، و الالم الذي يصاحب فقداننا لشخص عزيز ، نحن دوما لسنا قادرين على التجاوز و النسيان ، كما حصل لمايا فيدال ، تلك الفتاة التي تخلت عنها امها ، و هجرها ابوها و ظل طائرا من بلد الى بلد ، لكنها لم تفتقدهما ، و لم تخل حياتها من الحب ، بسبب جديها بول و نيديا . كان موت جدها بول هو الفصل في حياتها ، فعدم مقدرتها على نسيانه و المضي قدما في الحياة ، بدأت بمعرفتها بفتاتين مظلمتين ، كانتا كما تتدعيان صديقتيها ، لكنهما كانتا بداية الانحدار ، الذي اوصل مايا الى التسمم الحكولي ، فادخلت مصحة اوريغون بداية ، و بعدها حاولت التكيف هناك ، لتهرب من جديد ، ظانة ان ابيها يريد التخلص منها . و هنا بدأت مرحلة الضياع الثانيه ، التي بدأت باعتداء عليها ، و تواصلت بتعرفها على ليمان بائع المخدرات ، كانت تعزي نفسها بانها ستتركهم قريبا ، و بانها ليست مدمنه ، عاشت حياة بائسة في لاس فيغاس ، لتنتهي بموت ليمان ، و تشردها في الشارع ، و تسولها بحثا عن المخدرات ، ليتم انقاذها مرة اخرى ، بسبب فريدي ذلك الفتى الذي رافقها الحياة في وكر الم

كنت متشوقة جدا لقراءتها ؛ لكن الرواية بحد ذاتها ممله ؛ و المعلومات التي تحتويها خياليه بحته ، او اكل عليها الدهر و شرب . 

لا اعلم ، لكنني لم اجد ما توقعته في هذا الكتاب ، ااني عاجزه عن التعبير ، لا اجد الكلمات المناسبه لوصف هذه الروايه ، ربما لانه لا يوجد بها اي حدث ليوصف ، مجرد خواء و فراغ .. لا معنى لها .. 

صدقا كم احببت هذا الكتاب ، كم احببت كيف استطاع الكاتب بعبقرية ربط الاحداث الروائية ، بالفيزباء ، كم سمعت عن فيزياء الكم ، و عن نظريات تعدد العوالم و تداخلها ، لكن و لاول مرة اقرأ شيئا بهذه البساطة ، لشرح نظريات يصعب فهمها دوما . هنا نجد الاجابة على اعظم اسئلتنا ، ماذا لو اخترنا خيارا اخرا ؟ ماذا لو فعلنا كذا ؟؟ .. و هذا ما ساله جيسون لنفسه في البدايه ، ماذا لو لم اتزوج و اكملت بحثي ؟ فجاءته الاجابه ، عبر دخوله الى عالم يجد نفسه فيه لم يتزوج بل اكمل حياته العلمية ، لكن هل كان سعيدا ؟ لا ببساطه لا ، هو جيسون العالم المبدع ، اكمل بحثه ، ليبحث عن ذلك العالم ، الذي لم يتخلى فيه عن دانييلا ، و انجب فيه تشارلي ، بعد كل هذه المعاناه ، جاءه جواب سؤاله ، لو لم تختر هذه الخيارات ، ستندم اشد الندم ، و هذا فعلا جواب اكثر سؤال دائما ما نساله لانفسنا ، لو عادت الحياة بنا ، سوف نختار نفس الاختيارات التي قمنا بها ، لانها ستنتج نسختنا الموجودة حاليا .

صدقا كانت مجموعة قصصيه لطيفه ، واقعية الى حد مؤلم ، ابدع عزيز نسين فيها ، و هذه تجربتي الاولى معه و لن تكون الاخيرة . علما بانني كنت قد شاهدت العديد من هذه القصص في سلسلة مرايا .

الا يستطيع البشر تركك و شئنك ؟! طبعا لا يستطيعون ، فيحشرون انوفهم في جميع مناحي حياتك  ، طبعا لن يحاولوا ان يفهموك ، ان يفهموا ظروفك التي تعاني منها او حتى مرضك الذي لا تستطيع الافشاء به خوفا من كلامهم ، و هل برايك هذا سوف يوقفهم ؟! بالطبع لا ، سيحاولوا اختلاق عيوب بك ، في شخصيتك ، سينعتونك بالوحده ، و انك صاحب افكار غريبه ، و سوف تنتهي بالجنون ، هكذا كان حال السيد زومر ، و حال البعض في هذا الكوكب .  " دعوني اعيش بسلام " فعلا فقط دعوني اعيش بسلام .  صدقا كان كتابا لن تندم انك قرأته ، ولو انني احسست بان الكاتب تاه دربه قليلا ، لكن العمل يستحق القراءة . 

عالم الكبار متعب جدا ؛ دائما ما يفرغون الامور من معناها ، دائما ما يحاولون اخفاء البريق و الجمال بكل ما يواجهونه في هذه الحياه ، لماذا نحول كل شيء الى ارقام و تطلعات فارغه لا معنى لها ؟!  لماذا الكبار دوما يقتلون الطموح ، المواهب و كل مظاهر الجمال ؟!  لماذا دائما ما نحاول السخريه من كل موهبة لا نجيدها ، كالرسم و الموسيقى اذا جاءت  من غيرنا سواء كبارا ام صغارا ؟!  صدقا كانت قصة جميلة جدا ، تبين حياة الكبار ، و افتقارها الى القدرة على الاستمتاع بالحياه البسيطة ، و كان الاسلوب جدا رائع و اضفت الرسومات معنى اخر لها .  اتمنى ان اجد ذلك الامير الصغير ، اتمنى ان اشاهد النجوم و ادرك كم هذا العالم واسع و جميل .. 

كل ما استطيع وصفه عن هذا الكتاب هو الرغبه في ايجاد هدف للحياه ، فذلك ما دفع جوزيف الكاتب في مصلحة المحفوظات ، الذي كان يتسلل ليلا الى مكان عمله لجمع شهادات ميلاد ووفاه المشاهير ، و للصدفه وجد بطاقة ميلاد تلك المرأة المجهوله ، فآلمه انه لا يعلم عنها شيئا ، و هو حالنا جميعا ، فنحن مجرد اسماء للجميع ، لا يشعر اي احد بضرورة معرفة الا اسمائنا و اعمارنا فقط ، الا من يهمهم امرنا ، اليس هذا محزنا ان نكون فقط مجرد سبعة مليارات اسم و رقم لبعضنا ، نحن سكان هذا الكوكب المذهل ؟!  و هذا ما حدث لجوزيه ، فتتبع مسار حياة تلك المرأة ، و مما آلمه انها انتحرت ، هكذا بدون اسباب ، لم يتعب شخص نفسه لمعرفة الاسباب ، كانت فتاة يوما لها امال و طموحات ، و فجأة قررت انه لا سبيل لحياتها فانتحرت .  صدقا كان كتابا فريدا ، كالعاده ابدع ساراماغو  بدون ذكر اية اسماء الا جوزيه ، لكن و هو المستغرب كانت التفاصيل مملة جدا و طويلة لا طائل منها الا انها زياده في الكلمات فقط ، فكان كتابا مرهقا لكنتي اكملته .. 😊

 نحن البشر ، كالمسارات في هذه الحياة ، عندما نصادف شخصا في هذه الحياة فمسارنا يتقاطع مع مسار هذا الشخص ، و طبعا بارادتنا اما ان ننحرف عن المسار ، او ان نكمل طريقنا .  نحن البشر ننشد الكمال دوما ، نفعل الكثير من الاخطاء في حياتنا ، لاننا بشر ، نتعلم من اخطائنا ، ان وصلنا نهاية الى هدف واضح من هذه الحياة ، ان اكتشفنا حقيقة وجودنا سنصبح مثل ناكانا و هوشينو ، اشخاص انقياء ، و ندرك بصفاء قلوبنا لغة هذا الكون الرائع .  ان اثقلت علينا اخطاؤنا ، و سمحنا للشر بان يتغلل في اعماقنا ، سيكون مصيرنا مثل والد كافكا نهاية . و هناك اشخاص ، تثقلهم ذكريات اشخاص عزيزين فقدوهم ، فتتوقف حياتهم كما حصل مع الانسة ساييكو ، فشاءت نهاية ان تتحرر من ذكرياتها لتصل للكمال .  اما عزيزنا كافكا ، ففهم ان امه و اخته لم يتخليا عنه بدافع الكراهيه ، فاحتفظ بذكرياته ، و قرر مواصلة الحياة ، ليجد هدفا له في هذه الحياة .   صدقا كان كتابا رائعا ، ابدع موراكامي في هذا الكتاب ، رغم تحفظي على بعض الايحاءات ، لكنه بالمجمل اشتمل الكتاب على عرض و سرد سلس ، يجذبك لان تنهي هذا الكتاب لاخر كلمه . 

ان تعرف ، يعني ان تقع في الكثير من المشاكل ، المعرفه هي محيط نغرق فيه كلما عرفنا اكثر .  المعرفه تتضمن ان نصبح اكثر انسانية ، ان نتعرف على الخير و نسمح لانفسنا ان نغرق فيه ، ان ندرك الشر و نجابهه في بعض الاحيان .  ان تكون لنا مبادؤنا ، ان نترك الحب و التضحيه يغمراننا ، وفوق كل ذلك ، ان تتحمل سخرية الاخرين و تقليلهم منك ، لسبب بسيط ، لانك تعرف ، و تود ان تعرف اكثر .  صدقا ابدع نيل جايمان في ايصال هذه الفكرة الرائعة ، عن طريق قصة خيالية لطيفة ، تظنها من قصص الاطفال ، لكنها قصة لمن يمتلك عقلا و يريد ان يعرف . 

صدقا احداث الرواية لا تمت لبعضها بصله ، مما يجعلها مفككة و لا رابط بينها ، بالاضافه الى فجاجة الالفاظ و سوقيتها .. كانت تجربة سيئة لم استطع اكمالها .

لا اعلم لكن اصبحت هذه الكتب مبتذلة جدا ، ان يتزوج ايفان ، و بعدها تتحول حياته الى حياة رتيبه ، بعدما حظي بحياة سهلة نسبيا حتى وصل الى منصبه ، ثم يتداعى الى الكآبة و المرض و الموت .. في رايي ان دستويفسكي يبدع في وصف الحالات الانسانيه بدرجه توفق بها على غيره ، ربما لو قرأت اعمال ليو قبل فيودور لكان الوضع مختلفا . 

لا اعلم ما هو هذا الجحود ، لتقابل افعال ام كهذه الام بهذا الاهمال و التكبر ، هي من زرعت تلك الاراضي خوفا عليكم من ان لا تجدوا شيئا تأكلونه ، هي من جمعت النقود و حرصت كل الحرص لتكملوا تعليمكم ، هي من تعبت في هذه الحياة و كل املها ان تكون حياتكم هانئة سعيدة ، افهكذا تجازونها ؟! فقط تدركون فداحة اخطائكم عندما فقدتموها ، مسكينة تلك المرأة ، تعبت جدا ، و مرضت بدون ان تتالم ، حتى لا يقلق اولادها الجاحدون ، و زوجها الذي ما فتأ يوما الا و يعنفها بشتى الطرق ، كم مرة حاول الهرب منها ، و لكنه يعود ذليلا لها ، و هي تستقبله و تعامله كانه لم يغب عنها و عن اولادهم ، كان يخجل بها لانها لم تتعلم ، و هي من تحملته هو و اخته ، و كل هذا الالم و التعب في  حياتها تلك .  باختصار كان كتابا مؤلما ، مفزعا ، ليكشف حقيقة واحدة ، نحن البشر لا ندرك قيمة الامور الا عند فقدانها ، لندفع الثمن غاليا ، لكن حتى لو رجعت والدتهم لهم ، لا شيء سيصلح تلك الكسور المتراكمه في قلب تلك الام ، فلربما شاء الله اخيرا ان يريحها من هذه الحياة المتعبة لها . 

متعب ، منهك و مؤلم ان تكون مختلفا عن الاخرين ، لسبب لا دخل لك فيه ، هكذا ولدت ، فينبذك الاخرين ، و لا يتركونك تعيش بسلام ، يحاولون بشتى الطرق دفعك للموت ، بكلماتهم و افعالهم الوقحة دوما .  كل هذا لان الله ميزك عن غيرك ، فخلقك مختلفا قليلا عنهم ، فيسارع البشر لاطلاق مختلف المسميات المؤلمه عنك ، معاق ، مريض نفسيا ، متخلف عقليا ، يال الهول كل ذلك لانك لا تشبههم قليلا .  يحاصروك بكلامهم ، ليضيق عليك هذا الافق الشاسع ، لكن الله يمن عليك دوما ، بمكان صغير ، صغير في هذا الكون الشاسع . هكذا كانت حياة ادم و هاتي ، و ربما حياتي ! 

مؤلم جدا عندما ينساك الجميع ، و انت تمتلك ذاكرة تحوي كل تاريخ العالم الذي خطته ايدي البشريه ، فتصبح بعد ذلك نسيا منسيا ، يتنكر لك الجميع ، فقط لان لك عالم خاص ، عزلت نفسك به ، لتهرب من واقع مؤلم . هكذا كان حال مانديل بائع الكتب القديمة ، صدقا المتني هذه القصة جدا . و كذلك كانت حال القصة الاخرى " المجموعة الخفية " .

 مخطئ من يعتقد ان الموت بعيد عنا ، الموت رفيقنا الخفي في حياتنا ، نحس به و بعذابه عندما نفقد من نحبهم ، و لنا لقاء لا نخلف موعدنا معه عندما تنتهي اعمارنا ، و ياذن الله برحيلنا الى جواره ..  هنا ننتقل مع الكاتب ، في رحلة ناتان و تجربته مع الموت منذ ان كان في عمر ٨ ، لم يعلم بانه بعودته الى الحياة ، اختار طريقا لا فرار منها ، مرعب هو معرفتك لموت من حولك ، انت وحدك فقط من تعلم ذلك ..  لكن ناتان بداية فهم غاريث بشكل خاطى ، الذي حاول مرارا و تكرارا اعداده لهذه التجربه ، بانه هو سيموت ،  شكلت معرفته بموته صدمة كبيرة له ، فاعاد التفكير في  حياته مرارا و تكرارا ،غرقه في عمله ، طلاقه من زوجته التي يحب ، وفاة طفله الصغير سين ، بعده عن ابنته بوني ، و نهاية كيف عامل والدته ، التي ضحت بحياتها من اجله ، كيف قابلها بالنكران و العقوق .  هكذا حاول ناتان اصلاح ما يمكنه اصلاحه ،لعله يتصالح مع موته ، لكنه لم يعلم بان زوجته التي احب هي من سوف تغادر .  قمة الجنون ان تفكر بانك لن تموت ، كلنا فانون ، و عائدون الى خالقنا ، اعمالنا هي التي سوف تنجينا في الدنيا و الاخره . 

عندما تزرع الخير دائما ، سوف تحصد الخير .  عندما يغمر الخير قلبك و افعالك ، تأكد و ان قابلك الاخرين بالكره و الاساءه ، سيفرجها الله عليك ، لحسن نواياك ، و طيب افعالك ..  خربشاتي من وحي كتاب " اطفال السكة الحديدية " لايديث نيسيبيت 

عندما تزرع الخير دائما ، سوف تحصد الخير . هذا كان ما فعله هؤلاء الاطفال الرائعون ، روبيرتا ، بيتر و فيليس ، ساعدوا الجميع ، فكانوا اكبر عون لوالدتهم بعد غياب ابيهم و اتهامه بتهمة لم يفعلها ، بيركس عامل المحطة ، ساعدوه على اكتشاف كم يحبه الاخرين فعلا ، البحارة الذين دائما ما كانوا يؤذونهم ، انقذوا طفل البحار بيل من الحريق . الفار الروسي ، آووه ، و ساعدوه بايجاد زوجته و اولاده ، بعدما فر من البطش في روسيا اما ذلك السيد العجوز ، الذي اعانهم كثيرا ، انقذوا حفيده جيم ، بعد ما كسرت قدمه ، لكن طبعا لم يخذلهم السيد العجوز فساعد اباهم ، و ساعده بالعودة مجددا لاطفاله . لم يمنعهم التبدل العظيم في حياتهم ، ترك حياتهم و بيتهم الذي اعتادوا عليه ، و قلة النقود بين ايديهم ، من ان يكونوا اطفال رائعين طيبين النيه و السريرة . ابدع الكاتب في هذا الكتاب ، عمت البراءة و الطيبه قلبي و يومي .

يال هذا الجمال ، يال هذه الروعة ، ايمكن لكتاب ان يحتوي كل هذا الجمال !!  يال حيوية و روعة آن مع مد الالف و تثقيل النون ، تلك الحيوية التي عمت كل من حولها ، ماريلا التي تخفي مشاعرها في داخلها ، ماثيو الذي يخجل من النساء و قليل الكلام ، السيده ليند التي تنتقد و تذم كل من حولها ، السيده باري التي لا تغفر اخطاء الاخرين ، القس و زوجته ، و انا التي عاشت مع آن كل لحظاتها ، التي حلمت و تخيلت معها جمال المرتفعات الخضراء .  صدقا من اجمل ما قرأت ، ابدعت الكاتبه في الوصف و الخيال الرائع ، رغم ان الترجمه لا ترقى لمستوى الكتاب للاسف .  آن ، يا فتاتي الصغيره ، التي لم تدع اي عائق يقف في وجهها ، ابدعت و تفوقت في كل شيء ، كانت ابنة بحق لماريلا و ماثيو ، لكن نهاية لا بد من الحزن بفراق ذلك الصامت الرائع ماثيو ، لكن آن لم و لن تتخلى عن ماريلا ، فتركت منحتها و بقيت معها ، حتى لا تضل وحيدة ، حتى لا تتخلى عنها بعد ان عرفت آن مرارة التخلي صغيرة .  هذا الكتاب من الكتب القليله التي حزنت جدا لانتهائها ..

اخيرا قرأتها ، كنت معجبة بهذه الرواية قبل قراءتها ، لكنني للاسف خاب ظني .  لم المس شيئا من هذا الكتاب ، فقط بنظري كان الدكتور ريو انسانا واقعيا ، يؤمن بالوقائع الملموسه ، فهو السبب بكشف وباء الطاعون الذي غزا مدينة وهران .  اما بخصوص الصحفي الفارغ امبير ، انسان اناني ، حاول مرارا وضع مصلحته فوق مصالح الاخرين ، و كان من البديهي له ، ان يقدر الجميع ظروفه السخيفه ، و ان يساعدوه ، كم اكره هذه النوعيات ، فهم يظهرون غالبا عند وقوع الكوارث ، و يحسبون ان العالم يدور حولهم . 

كان عالما رائعا هو ذلك العالم الذي نقلني اليه هذا الكتاب ، كان الاسلوب بسيطا و سلسا . لكنني صدقا كرهت فلياس فوج كثيرا ، كيف لك ان تسافر حول العالم و لا تستمتع بتلك الاماكن و الثقافات و الشعوب التي مررت بها ! اانت غبي لهذه الدرجه !!  لكن رغم ذلك ، وفى بكل وعوده التي قطعها ، كان وفيا لخادمه باسبارتو ، و لعودا تلك الفتاة الهندية التي انقذها من الموت ، و ربح رهانه بالسفر حول العالم في ٨٠ يوما .  هي قصة لطيفة ، طفولية جدا ، لا تحتوي على التفاصيل ، لكنني سعدت بها كثيرا . 

المرض ، الموت ، هما مترادفان مترافقان في كثير من الاحيان ، مؤلمان جدا ، الموت هو الاكثر ايلاما . تلك الفتاة التي عانت من طفولة مؤلمه ، مع ام مريضه ، عمت الفوضى دوما حياتها و حياة اخيها الصغير . هربت من حياتها السابقة ، بزواج لا يشبهها ، لتعود الحياة مجددا لتؤلمها ، بمرض اخيها الصغير . رغم مرارة المرض ، كانت لحظات تواجدها في غرفة اخيها في المستشفى ، النقيض من طفولتها ، اشعرتها نظافة و رهبة المكان ، بطمأنينة و مدى محبتها لاخيها . لكن كما هو متوقع ، غادر اخوها الصغير هذه الحياة المتعبه ، كان يتأسف على عدم تجربة العديد من تجارب هذه الحياة ، لكن بنظري انه لا شيء يدعو للأسف . الموت دائما يوجع الاحياء ، لذلك تم كتابة هذا الكتاب .

كيف تحول انسان الى كائن لا يمت للبشرية في شيء ! كيف للشر ان يتملك انسانا لهذا الحد ؟!  كيف لاي انسان ان يرى معاناة عائلة على ولدها ، و يستمر بتمثيله و خططه ، لقاء حفنة من النقود !  هذه قصة انسان وجد جثة شاب ، غني يهرب المخدرات من بوليفيا الى البرازيل ، فسرق ممتلكاته ، و تركه للموت ، و عاد مرة اخرى ليبتز العائلة ، بجثة شخص سرقها ، و ادعى انها جثة ابنهم ، بالتعاون طبعا مع صديقته الشرطيه ، يال السوء ، يال هذا العالم البشع . يبرر الانسان بشاعته دوما ، كل تلك الافعال البشعة ، لقاء النقود !! 

صدقا لا اعلم حقيقة ما افكر به بعد انتهائي من هذا الكتاب ، احب طريقة السرد هذه ، تتناوب يوميات آمي اليوت و نك دون لتتيح للقارئ معرفة الاحداث من الطرفين ، صدقا الى انتصاف هذا الكتاب ، كنت على يقين بان نك هو القاتل الذي يدعي البراءة ، ذلك الرجل الذي عاش مع آمي الزوجة المثاليه ، آمي الرائعة كما ارادها والداها ،  الكاتبان المتميزان اللذان حاولا خلق كائن مثالي من ابنتهما ، و نسيا انها بشر ، لها الحق في الخطأ .  نعود الى نك ، الذي اوهم زوجته لاكثر من عام بانه زوج فاتر ، حاول القاء اللوم عليها دوما ، بينما هو يعيش حياة مقرفة مع فتاة تصغره عمرا .  كنت اساحزن كثيرا ، لو كانت هذه الحقيقة ، لكن فاجأتني الكاتبة ، بان آمي تعاني مشاكل نفسية حقيقة ، تحاول ان تظهر كانسانه مثالية دوما ، لا تحب سؤال زوجها عن شيء ، لا ترغمه على شيء ، هكذا كانت تتدعي ، لكنها للاسف غير ذلك ، ابتدعت باحتراف طريقة فريدة لتعاقب نك على خيانته لها ، صممت طريقة لموتها على مدى ١٢ شهرا ، ببراعة ليتهم نك نهاية بقتلها ، و لتموت هي كقديسة .  لكن لسوء حظها ، كان نك ذكيا ليكتشف اللعبة ، فحاولت الرجوع له بطريقة درامية ، بطولية ، فقتلت دي

لا اعلم لم تعجبني و حسب ، لم يستطع الكاتب ايجاد طريقه سلسة للكتابه ، كان الكتاب مبهما ، بدون طعم او لون .  للاسف تجربتي مع الادب الالماني سيئه ما عدا ريمارك ، فهو اروع كاتب من اصل الماني . 

مقتطفات روائيه ، تعبر عن حالة ما ، مشاعر مكسورة في نفس انسان ما ، لكن للاسف مهما فعلنا و مهما كتبنا .. لن ترجع تلك المشاعر و صاحب هذه المشاعر كما كان . 

تكمن المشكله يا ابساك ، بكونك مختلفا دوما ، يبدؤون بالسخريه من احلامك و طموحاتك ، عندما لا تنكسر ، ينبذونك بعيدا عنهم ، يتعاملون معك كانك مريض ، قذر ، كل ذلك لانك فكرت بما يخافون التفكير به . كيف لكم ان تنبذوها فقط لانها حلمت بان تكون حرة ، ان يكون لها اطفال ، حلمت بالطيران و التحليق ، مسكينة ابساك ، عانت و تعبت كل حياتها ، حتى قتلتها عدوتها الاولى ، انثى ابن عرس . قصه رائعة ، اعجبني اسلوب الكاتبة جدا ، عبرت عن فكرة عظيمه بابسط الكلمات .

اشد اعدائك هم من بني جنسك ، لا اعلم كيف لشخص عانى مثلك ، ان يظلمك لنفس الاسباب ؟! جاني عانت كثيرا ، فجدتها زوجتها خوفا عليها من العبودية و الظلم ، لكنها كانت مظلومة من زوجها الاول ، كانت تبحث عن الحب و الامان عنده ، لكنه كان بخيلا جدا بمشاعره ، لا يعرف الاحساس . صادفت جو ، احست بانها سوف تجد دفئا في قلبه ، و هربت معه و تزوجته ، لكن طموحاته و امواله ، غيرته ، او في الواقع اظهرت طبيعته ، البرود ، و التقليل من جاني ، و مشاعرها ، و جمع النقود و السلطه . حتى توفي ، و بعدها عوضها الله بتي كيك ، شاب يجلب البهجة اينما حل ، عاشت معه اجمل ايام حياتها ، تركت كل قيودها و خوفها ، و تبعته اينا حل و ارتحل ، لياتي كلب مسعور ، لينهي حياته و هو يدافع عنها . استطاعت الكاتبه ببراعة التعبير عن معاناة الكثيرين ، بسبب لونهم ، دينهم ، و شكلهم . اغلبها امور لم يختاروها بانفسهم ، لكن بعض البشر ، يسمحون لانفسهم بان يعيروك و يؤذوك بها .. التمييز و العنصريه هي احقر افعال البشر .

دائما هي النتيجة نفسها ، كيف لم ذاق مرارة الظلم ، ان يذيقها لغيره ؟! كيف من تحمل الجوع و العذاب و البطش ، ان يعيد تكرار تلك المعاناة عندما يمتلك القدرة ، بعد حروب طويله ، و سقوط القتلى الكثيرين ، في سبيل الحريه ، و التخلص من الظلم ، ان يستمتع و هو يذيقها لغيره ؟! هذه الاسئله دائما قائمه في عقلي ، كيف استطاعت كوين ، ان تفكر باقامة مباريات جوع جديدة ، كيف لها ان تفكر بتعريض اطفال لا يعلمون شيئا ، لذلك الاذى و الرعب الذي تعرض له جميع اطفال المقاطعات ، هايميش ، فينيك ، جوانا ، ايبوناريا ، آني ، بيتي ، بيتا و كاتنيس ، لمجرد رغبتها بان تنتقم من الكابيتول ؟! كان هذا الجزء الاخير رائعا ، ابدعت الكاتبه ، بوصف طريق الحريه التي خاضتها المقاطعات لكسر ظلم الكابيتول ، كذلك كيف عاد الفارين من ظلم الكابيتول ، لتكرار ما وقع عليهم ، مع غيرهم ، مبررين انهم ذاقوا نفس العذاب ، ايعقل ان يكون هذا مبرر لقتل البشر من جديد ، وحدها كاتنيس من وعت الحقيقه ، حقيقة مطامع كوين ، بلوتارك ، و حتى غايل ، و هكذا قررت ، بدلا من تغذية انتقامها لقتله الكثيرين ممن احبتهم ، قررت قتل كوين ، هذه المرأه التي بررت لنفسها جميع ما

مجددا لا اعلم كيف لفيلم ان يدمر رواية كهذا العمل ؟  هنا بدات شرارة الثورة ، شرارة الثورة على الظلم الذي قبعوا تحته سكان بانيم ل ٧٥ سنه ، تحملوا التعذيب و السجن و القتل و الجوع و العمل لساعات طوال بدون عائد يكفي لسد الرمق .  كانت الشرارة في جولة النصر لكاتنيس و بيتا بدءا من مقاطعة رو و ثريش ، حاول الرئيس سنو جعلهم سخيفين بشتى الطرق ، لانه يعلم بانها تحدته عندما قررت اكل التوت المسموم هي و بيتا في نهاية الالعاب الماضيه ، كان يعلم بان كاتنيس قادره على اشعال الثورة ، و بيتا بكلماته و نقائه هو زاد للتلك الثورة .  لم يتاخر طويلا عقاب الكابيتول للفائزين ، اقاموا مسابقات ربعية بمنتصرين سابقين ، هذا يعني ان كاتنيس ستكون المرشحه الوحيده من مقاطعتها و بالتالي بيتا سيكون معها .  عاد الجحيم مرة اخرى ، ارسلوا جميعا لقتل بعضهم ، لكن ان تقتل محترفا في القتل هنا تكمن المصيبه ، كانت كاتنيس تعلم انها ستحاول بشتى الطرق حماية بيتا ،  لان بيتا و خلال دورتين للالعاب ، حاول دوما ان لا يسمح لهم بان يغيروه ، بان لا يسمح لهم بان يقتل اي احد ، و هكذا كان ، لم يقتل بيتا اي متسابق ، لا اعلم كيف لكاتنيس ان لا تلحظ ا

يال بشاعة الافلام ، و يال روعة الكتب ، من اعطاهم الحق ، بتغيير اغلب احداث القصه المكتوبه ، و تحويلها الى فيلم فارغ ، لا روح فيه .؟! فيما كانت الكابيتول ساعية لفرض قوتها ، و قمع ثورات المواطنين بالحديد و النار ، اقاموا مسابقات الجوع ، تلك المسابقات الوحشيه ، التي ينتزعون بها اطفال المقاطعات ، ليقتلوا بعضهم بوحشيه ، و يبثونها للجميع ، ليتابعها سكان الكابيتول للتسليه و الرهانات ، و يتابعا باقي سكان المقاطعات غصبا ، كيف يصبح القتل تسلية للبشر ؟! كاتنيس ، فتاة النار ، تضج بالغضب و الكبرياء ضد الظلم الذي وقع عليها و على جميع سكان المقاطعات ، التي لم تنسى بيتا ابذي انقذها من الجوع يوما . بيتا ، ذلك الشااب البريء ، يكره ان يقتل احدا بيده ، حاول جاهدا ان لا يسمح لهم بتغييره ، رغم كل الظروف و المصاعب ، كان هناك حب ، و شجاعه ، شجاعة اوصلت كاتنيس و بيتا للفوز ، و تحدي الزعيم سنو ، ليثبتوا دائما ان الامل بغد افضل ، يبقى حاضرا في قلوب المظلومين دوما .

كم احببت هذا الكتاب ، و قبلا احببت الفيلم كثيرا ، لكن هذا الكتاب ، و هذه القصه كان رائعا جدا . دائما ما بادرني السؤال ، ايهما الحقيقه ؟! هل هو ادوارد دانيالز ، المارشال الذي جاء مع شريكه تشاك ليحقق في قضيه هروب مريضه راتشيل سولاندو ، من سجن و مستشفى للمجرمين الاكثر خطورة ، ليبدأ اكتشاف حقيقة هذا المكان ، في حين يحاول الجميع جعله مجنونا ، ام هو اندرو لايديز ، الذي قتل زوجته بعدما اغرقت اطفالهما ؟! ربما يكمن ابداع الكاتب ، في جعلك دوما تتساءل ايهما هو الحقيقة ؟ ليجعلك دوما سواء كنت تقرأ هذا الكتاب ، ام تشاهد الفيلم الذي ابدع فيه ليوناردو ديكابريو ، لا تمل منه ، و كأنك لاول مرة تتعرف عليه .

رواية مجريات ما حصل ، هو اكبر انتقام ، فبذلك تستطيع وصف بشاعة القتل ، و هذا ما فعله الكاتب ، وصف مجريات ما حصل لابيه .  الاب هو سند و امان اطفاله ، و هكذا كان للكاتب ، كان والده محور حياته ، و اكبر مصدر دعم له ، كانت جريمة والده انه كان طبيبا بحق ، هدفه تخفيف معاناة البشر ، و هذه تعتبر خطيئة كبرى في عالمنا المادي هذا ، فحاولوا تنغيص حياته بكافة الطرق ، فصلوه من تدريسه الجامعي ، حاولوا تشويه سمعته ، لكنه ابى و استمر مدافعا عن ما يؤمن به . لكن للاسف ان بقيت متمسكا بمبدئك ، سيصل بهم الحقد و الكره لدرجة قتلك ، و هو ما حصل ما والد الكاتب .  قتلوه ، لينهوا افكاره و كلماته التي بثها في كل مكان ، لكنهم لا يعلمون ان من امن بمبادئه و هو ابسط مقومات الحياه ،  سيعيش طويلا جدا ، و بقتله هم اطالوا حياته اكثر ، فسيستمر وجوده بوجود ابن كاكتور ، و بوجود طلابه و الكثيرين ممن يؤمنون باحقية عيش الانسان و حقوقه . 

كالعادة يتجلى اسلوب ايزابيل ليندي في محاكاة اسطورة  زورو ، فانتقلت معها من ولادة دييغو الى شبابه و سفره الى اسبانيا ، و كيف عاد و اصبح مدافعا عن الحق و العدالة ، ما اعجبني كثيرا تلك العلاقة الاخوية الرائعه التي نشات بين دييغو و برناردو ، و كيف كانا عونا لبعضهما في طريق حياتهما الطويل .  لكن كان السرد مملا جدا جدا ، و هناك العديد من التفاصيل التي لا داعي لها الا اطاله عدد الصفحات .  و هذا ما انتقص من هكذا عمل .