خربشاتي

 عقولنا نحن البشر تعج بالاسئلة، وجودية، حياتيه، انسانيه، نحن شئنا أم أبينا مزيج بين ما نفكر به و ما نحلم به، افعالنا ترتبط بالعديد من أجوبتنا على ما يدور في عقولنا. كان كتابا لطيفا، اسئلة تطرحها قصة طفل مصورة.

 لا اجد كلمات لاصف واقع حرب عالمية طحنت هذا العالم، من وراء شاشة. ربما تمنيت أن اكون بشجاعة ماري لور، التي حاولت ان تتعرف على هذا العالم بعدما فقدت بصرها، حاول والدها دانيال مساعدتها لتكون قوية بذاتها و نجح نهاية، كانت طفلته قوية لا يهزها و لا يخيفها شيء، احتملت و صمدت اثناء تلك الحرب، تماسكت عندما فارقها والدها و اختفى إلى الأبد، عند وفاة السيدة مانك، و عندما بقيت وحيدة في المنزل، و الطائرات تقصف سان مالو، و كان " فون رامبل" يتربص بها ليقتلها، هي لم تفقد الشجاعة و الايمان بعد كل هذا، لتحاول ان تبث قصة و تطلب النجدة لعل احدا ينقذها، و هكذا كان، انقذها فيرنر و ربما هي انقذت انسانيته بداخله. تمنيت ان أكون بجسارة فيرنر، ذلك الفتى الذي فقد والديه هو و أخته " يوتا"، حاول تعويضها عن فقدان الوالدين، و حياة الميتم البائسة، حاول جعل الحياة ألطف و أجمل، لكن للاسف ابتعد قاصدا المدرسة السياسية في شبلفورتا ، لتتغير حياته للابد او ليفقد حياته حقيقة. كل حادثة مؤلمة تعرض لها فيرنر، حفرت فيه عميقا، عندما ضرب صديقه " فريدريك " و لم يستطع مساعدته، عندما قتلت السيدتان النمساو

هل فكرت يوما بأن تكون الشخص الوحيد على كوكب بأسره؟! ان تكون اول من يمشي هناك ، اول من يصعد تلك التلة ، و أول من يزرع البطاطا ايضا في المريخ ؟! ربما كان حظ واتني عاثرا ، عندما ضربه عمود الارسال ، و ترك وحيدا على المريخ ، لكنه كان شخصا مثابرا ، لم يستسلم للوحدة ، للموت المحتم ، و لظروف المريخ القاسية ، لم ييأس عندما انفجر الهيدروجين الزائد من تحليل الهيدرازين و حرقه ، و محاولة دمجه مع الأوكسجين ، و لم يياس بمحاولاته بتحويل عربة النقل ، الى وسيلة فعاله ليستخدمها للتنقل في المريخ بحثا عن " الباثفايندر " في رحلة ملؤها الأمل لمحاولة التواصل مع الارض مجددا ، و لم ييأس ايضا عندما افصلت حجرة " معادلة الضغط " عن قمرة السكن ، منهية جزءا من حلمه و نجاحة في زراعة البطاطا ، و ايضا لم ييأس في محاولة ناسا الانتحاريه بنقله بمركبة صعود لا أمان بها . صدقا كان " واتني " تجربة مذهلة من الأمل و العمل ، بمجهوده هو و بروحه الحلوة استطاع البقاء و الصمود  و العودة مجددا الى الارض . اما بالنسبة للكاتب " آندي وير " فكان أسلوبه مملا باعثا على السأم ، واجهت صعوبات لاكمال ه

بعضنا يتحرر بالموت ، و كثير منا يتحرر بالحب ... عندما يحبك أحدهم ، بخطاياك ، بماضيك  ، يحبك لأنك أنت ، كما فعل مايكل ، فهكذا تحررت " سارة " بالحب ، و لا شيء غير الحب .. ليس لأحد أن يحكم على ظروف حياة شخص آخر ، دون أن يدرك كل الاسباب التي دفعته الى مثل تلك الحياة ، فمن يقدر أن يتحمل حياة كحياة " سارة " ، طفلة لم يرغب ابوها بانجابها لهذه الحياة ، لفظت الحياة ، الكنيسة ، حتى جداها أمها ، فعاشت حياة البغاء . مسكينة " سارة " لم تعرف ما تعنيه هذه الكلمة ، حتى بعد وفاة والدتها " مي " عندما اغتصبها " دوك الشيطان " و هي ابنة ٨ أعوام ، و بعدها كانت هذه حياتها ، حتى فرت من ذلك الشيطان الى كاليفورنيا " بلاد الذهب و الاوهام و الاوحال " ، عاشت في تلك الأوحال ، حتة ظهر " مايكل " بصيص النور في هذه الحياة . ظنت دوما أنها ناقصة ، لا تليق بقديس مثله ، هو كامل ، و هي تعج في الخطايا ، لكنها لم تعلم بان تقبله لها ، و غفرانه  لهروبها المتكرر ، هو ما سيحررها ، من سيعديها من جديد كاملة ، بنظر نفسها هي و هو الاهم . كانت رواية حلوة ، ابدع

كثرة الاسماء و كثرة الشخصيات التي تظهر و تختفي ، و خلال اول ١٠٠ صفحة كانت تضم العديد من الاسماء التي لا يقدر اي انسان على التركيز او حفظها ليفهم الروابط في هذه الروايه ، صدقا كانت خيبة امل ..  

"أتحدث عن شمس أخرى أكبر بكثير ، تلك التي تولد في قلوبنا ... شمس آمالنا العظيمة ، الشمس التي نوقظها في صدورنا حتى تستيقظ كذلك أحلامنا ... " "هكذا رحل موريس من حياتي ، بنفس الطريقة التي انتهجها آدم . قدم الي في حلم ، ثم رحل في حلم آخر . لماذا ينبغي على كل شيء أن يرحل في هذه الحياة ؟ لأن الولادة و بكل بساطة يا زيزا ، تعني الرحيل ، الرحيل منذ الساعة الأولى ، منذ أول نفس نستنشقه . و لا يمكنك مع ذلك أن تقاوم حقيقة الحياة القاسية . " نعم نحن نملك شمسا في قلوبنا ، نوقظها بالامل و التفكير الايجابي ، سواء كنا صغارا ام كبارا يا زيزا . عزيزي زيزا ، كنت دوما طفلا تعج بالحركة ، واسع الخيال ، مفتقدا للاسف لحنان الاب و العائلة ، حاولت أن تنهي وحدتك بصداقة " العلجوم آدم " ، حاولت أن تستعيض عن برودة والدك الحقيقي و المتبني ب اب احببته " موريس شوفالييه " ، لكنك كبرت و تغيرت ، تعلمت من تجاربك في هذه الحياه بحلوها و مرها ، كنت طفلا يتمنى اي شخص ان يمتلكه . انا خلقت في صغري عالما وهميا لي انا ، لاستعيض عن وحدتي بكوني فتاة وحيدة ، كان ابطال عالمي جميع الشخوص الكرت

اجل سأفعل هذا ، سبق و بدأت بالقتل . هذا لا يعني انني سألتقط مسدس باك جونز و أطلق عليه الرصاص ! سأقتله داخل قلبي ، بالتوقف عن حبه ، و ذات يوم سيموت . هذه قراءتي الثانيه لهذه الرواية ، الطفولية ، المؤلمة . رائعة هي احلام الاطفال .. براءتهم ... و حتى افعالهم التي تسبب الازعاج ... لم ادري كيف يمكن ان تسمى افعال طفل بالشيطانيه .. زيزا انت طفل رائع .. ينقصك الحنان فقط .. ينقصك من يفهمك .. مانويل فالديراس .. ذلك الشخص الذي كان يختبئ تحت قناع القسوة .. لكنه فاض حنانا على زيزا .. الطفل المتهم دائما بنظر عائلته .. تلك العائله التي لا يوجد اي حل بنظرها لافعال زيزا " الشيطانيه " غير الضرب .. الضرب المبرح .. لم استوعب يوما كيف يمكن ان تضرب طفلا ذلك الضرب المبرح .. و الهدف منه تاديبه و عودته الى الطريق السليم .. لم يترك الضرب يوما اثرا غير الحقد و الكراهيه بانفس الاطفال ... احببت هذه الروايه جدا .. من اروع كتب الادب .. احببتها جدا .. اثرت فيي جدا ... اثر فيي الحب الابوي من فالديراس ناحيه زيزا ...

هناك الكثير من الارواح العالقة في هذه الدنيا بعد مغادرتها لاجسادها بطريقة وحشية . كيف لك أن تمشي مطمئنا في الشارع ، و فجأة تفاجئ بالجيش " مع العلم انه يجب عليه حمايتك كمواطن في بلدك " هو من يركض اليك و يقتلك . هنا تتحدث الكاتبه عن ثورات ١٩٨٠ التي قامت في كوريا الجنوبيه ، ابدعت باستخدام اسلوب التحدث عن دونج هو كانك انت القارئ .. اسلوب اطفى جماليه لهذا الكتاب . لكنني تعبت من الجثث و القتلى ..  

لكن يا عزيزي موريتز هناك بعض الميتات التي لا تخلف وراءها جثثا ، فإن الحضارات مثلا عندما تموت و لا يبقى وراءها جثث ، و كذلك الأديان إذا ماتت و الأوطان ، ان البشر أحيلنا يموتون دون أن يخلفوا جثثا . لن اقول اكثر من ما قيل ، انت يا موريتز انسان جبار ، لتحتمل التنقل بي ١٠٦ معتقلات من رومانيا مرورا بهنغاريا الى ألمانيا ، ان تمضي زهاء ١٣ عاما ، معتقلا بلا ذنب ، تارة لانك يهودي ، و انت لست يهوديا ، تارة لأنك روماني لكنك في الارض الخطأ في هنغاريا ، تارة لانك ألماني و لكن يال الأسف ، هزمت النازية و انتحر هتلر . ان البشرية كانت و لا زالت لا تقيم وزنا للإنسان ، ذلك الإنسان الذي بنى كل تلك الحضارات ، و كان هو السبب الأوحد لهدمها ، هو من خطط و فكر ، و لكنه بعقله " الصغير " لم يقم وزنا لنفسه و بني جنسه ، راح يكيل التهم و الجرائم لبني جنسه ، و يزج بهم في السجون ، ابتدع الانسان كل الوسائل للتنكيل و تعذيب الانسان ، تلاعب بالاديان ، غير الهويات و الشخصيات و الاسماء ، ليس لشيء فقط ليحقق قانونا و نظاما ابتدعه هو نفسه . يال العجب ، و يال بشاعة عصر العبيد الذي كنا و لا زلنا نعيشه . صدقا ابدع ج

تبا للحروب التي يعاني منها البشر في كل انحاء الارض يوما بعد يوم ، مخطئ من يظن أن الحرب تنتهي مع الرصاصة الاخيرة ، الحرب تسكن قلب و عقل كل من عاشها حتى رحيله عن الحياة ، أوتظن انها تنتهي برحيله ، بالطبع لا ، ستبقى حية ذكرى تلك الحرب في ذاكرة كل جيل من الاجيال . حرب تشن باسم الدين ، نعم باسم الدين ، أوليس الدين هو ملاذنا و ملجأنا و سلامنا ؟! كيف لهم أن يدنسوا الاديان بقتل البشر ؟! أوليست جميع الاديان صانت حياة الفرد و اعتبرتها مقدسة ؟! كيف تقتلون ، تدمرون ، و الاسوا من كل ذلك تغتصبون باسم الدين ؟! يال الالم و البشاعة . ايمانويل ، طفل الحرب ، عانت أمة ماريا و خالته ميرنا ويلات الحرب ، و هربتا بحياتهما الى البرازيل لعلهما تبدءان حياة جديدة ، لكن كيف لماريا أن تنسى ؟ كيف لميرنا أن تنسى ؟! .. صدقا رواية مؤلمة ، رغم قصر صفحاتها ، كان عملا مبدعا من قبل الكاتب ، و كانت ترجمة مبدعة كالعادة  من قبل مارك جمال ..  

كثرة التفاصيل ، و بطء الاحداث ، منحني شعورا بالملل ، مما جعل بداية الهدف من هذه الرواية مبهما و مملا . كان استعراضا لحياة " نجدانوف " الشاب الثوري المدافع عن روسيا الجمهورية ، لكنني لم ألمس اي افكار ثورية . ربما لو قرأت هذه الرواية قبل أعمال ديستويفسكي كان لي رأي اخر ، لكن صدقا لا أحد يضاهي ديستويفسكي في وصف روسيا ، ووصف احداثها ، و ايضا وصف الحالة النفسيه و اختلاجاتها باسلوبه الفريد . فعذرا تورجنيف ، كان اسلوبك مملا جدا .  

اغلب البشر لا يعلمون شيئا عن مدى ألم اولئك الاشخاص الذين فقدوا قدرتهم على الحركة ، الكلام ، او حتى من يعانون من امراض نفسية سببها لها بشر آخرون ، هم فقط يمطرونهم بكلام و شفقة بائسة ، معتقدين بأنهم بهذا يكونون انسانيون ، بشرا ، و بعدها ينامون مرتاحي البال و الضمير ، يال بشاعة هذه المشاعر ، هم لا يحتاجون شفقتكم الكاذبة ، هم يريدون أن تتركونهم و شأنهم ، ان يكونوا كأي بشر عاديين ، عندما يمرون بمكان ، أن يمروا غير مرئيين ، لا يريدون منكم أن تقفوا  تتاملوهم و تمطروهم بنظرات الشفقة المقرفة ، هم يعلمون بصدق كيف منظرهم و كيف هم اشكالهم ، ل يسوا بحاجة الى نظراتكم ، الى تلك الكلمة البغيضة " معوق " الى ان تبلغ اسماعهم ، لانه أخيرا هم لا دخل لهم بما آلت اليهم الحال ، هم يسمعونكم ، يسمعون كلماتكم ، هم يرونكم ، يرون تلك النظرات البغيضه ، للاسف ! هكذا هي حال " ويل ترينر " ، هو سئم كل تلك النظرات المشفقة المؤلمة ، هو سئم كل تلك الكلمات الفارغة التي يجابهه بها البشر ، و حدها " لو " بتصرفاتها الغريبة اللطيفة ، بأزيائها الغريبة ، هي من فهمت انه سئم من الشفقه ، هي الوحيدة الت

آه يا عزيزي فاسيا ، كم قاسيت فقط لانك لم تستطع انجاز عملك في وقته ، رغم أنك امضيت عمرك شخصا منضبطا ملتزمت بما عهد اليك من عمل. الا يحق لك أن تفرح ، أن تحب ، أن تحتفل بخطبتك لمن احببتها ؟! أيحق لك لوم نفسك كل هذا اللوم فقط لانك سمحت لنفسك بالفرح ، و شغلتها قليلا عن عملك ؟! صدقا من اقدر من ديستويفسكي على تصوير هذا الصراع عند هذه الفئة المنضبطة من البشر ! من يحبون أن يكون لكل شيء وقته ، و ان يكون كل عمل متقنا ، من يحبون أن يكون العالم فرحا اذا أحسوا بالفرح ، أن يكون الجميع محبوبا ، إن أحبهم شخص ... هم يعانون بصمت ، هم يمتلكون قلوبا ضعيفه اتجاه التقصير و السعادة .  

كان كتابا مملا ، اسلوب سردي ممل ، تفاصيل كثيره لا داعي لها ، بالاضافه الى ترجمة سيئة من المترجم . مجموعة من الاطفال وجدوا انفسهم في جزيرة بعد دمار العالم ، لا اعلم كيف تم تعيين شخصيه فارغة ك " رالف " زعيما لهم ، فهو شاب عديم المسؤولية ، متنمر . كيف له او ل " جاك" او لغيره ، ان ينتقصوا من " بيجي " لكونه يعاني من زيادة الوزن ، و لانه يلبس نظارة سميكة ، و بينما يعاني " بيجي " من الربو ، ربما في هذا العمل البائس ، أكثر ما شدني و اثر بي ، هو " بيجي  " ، شخصية بسيطة ،  وله بعد نظر ، و ما زال صامدا رغم كل الكلام الجارح .  

ها أنذا اخيرا انتهي من قراءتها .. كانت هذه الرواية حلمي ... و اخيرا امتلكتها و قرأتها .. هنا تنقلنا ايزابيل ألليندي بين اسبانيا و تشيلي و فنزويلا ، بين دول شهدت حروبا طاحنة ، و ديكتاتوريات شرسة ، و بين دول آوت و استقبلت جميع الفارين و الخائفين . كانت بداية فيكتور مع الحرب الأهلية الاسبانية ، التي كان نتاجها شعارات رنانة لم تورث اسبانيا و كاتالونيا سوى القتل و الدمار ، و فرانكو الذي عاش طويلا ... هرب فيكتور بحياته بعد أن ظن أنه لن يتعرض لاي خطر لكونه طبيبا ينقذ حياة البشر ، لكنها حرب يقتل الاخ اخيه فيها . كان قد قرر مسبقا أن ينقل والدته " كارمي " و خطيبة أخيه " روزر " الى فرنسا هربا بحياتهما و حياة طفل لم يولد بعد . و عندما التقى ب " روزر " في فرنسا ، بعد أن كان قد خسر بلده و ذكرياته و عائلته ، قررا الزواج " حبرا على ورق " و ترك كل هذا الالم و الخوف خلفهم ، بعد أن قررت تشيلي بمبادرة و تنفيذ من شاعرها الكبير " بابلو نيرودا " باحتضان هؤلاء اللاجئين ، لعل و عسى أن يضيفوا و يغيروا شيئا في المجتمع التشيلي ، و هذا ما كان . عاش " فيك

كان تقييمي فقط ب ٣ نجمات ، للمترجم الرائع مارك جمال . اما بخصوص الرواية ، لا اعلم ما اكتبه عنها ، لانها كمية كبيرة من الهراء و القرف ، حب من طرف واحد بين انطونيو و روساريو ، تلك الفتاة التي بدأت حياتها بمأساة ، لكن بيديها قلبت حياتها لجحيم مستعر ، بين القتل و المخدرات و الرجال الكثيرين ، عاشت حياة مؤلمة ، لكنها صنع يديها . اما بخصوص انطونيو الجبان ، فهو كان ظلا لصديقه ايميليو ، بلا شخصيه ، احب روساريو و كان صديقا لها ، و بقي طوال الرواية يحدثنا عن حبه لها ، لكنه كان جبانا مقرفا ، لم يعلمها بهذا الشيء ، رغم انها اصلا لا تستحق الحب ، من لا يعرف و يقدر الحب ، لا يستحقه أبدا .