مراجعة لكتاب " سفينة نيرودا " ل ايزابيل ألليندي

ها أنذا اخيرا انتهي من قراءتها .. كانت هذه الرواية حلمي ... و اخيرا امتلكتها و قرأتها ..
هنا تنقلنا ايزابيل ألليندي بين اسبانيا و تشيلي و فنزويلا ، بين دول شهدت حروبا طاحنة ، و ديكتاتوريات شرسة ، و بين دول آوت و استقبلت جميع الفارين و الخائفين .
كانت بداية فيكتور مع الحرب الأهلية الاسبانية ، التي كان نتاجها شعارات رنانة لم تورث اسبانيا و كاتالونيا سوى القتل و الدمار ، و فرانكو الذي عاش طويلا ...
هرب فيكتور بحياته بعد أن ظن أنه لن يتعرض لاي خطر لكونه طبيبا ينقذ حياة البشر ، لكنها حرب يقتل الاخ اخيه فيها .
كان قد قرر مسبقا أن ينقل والدته " كارمي " و خطيبة أخيه " روزر " الى فرنسا هربا بحياتهما و حياة طفل لم يولد بعد .
و عندما التقى ب " روزر " في فرنسا ، بعد أن كان قد خسر بلده و ذكرياته و عائلته ، قررا الزواج " حبرا على ورق " و ترك كل هذا الالم و الخوف خلفهم ، بعد أن قررت تشيلي بمبادرة و تنفيذ من شاعرها الكبير " بابلو نيرودا " باحتضان هؤلاء اللاجئين ، لعل و عسى أن يضيفوا و يغيروا شيئا في المجتمع التشيلي ، و هذا ما كان .
عاش " فيكتور " حياة طويله ، أدرك ان من يرافقه و يعرف عنه كل شيء بدون اية كلمه ، هو من يستحق الحب ك " روزر " ، ادرك أن الشعارات التي يرددها الجميع ، كشعارات الاشتراكية ، هي شعارات خيالية لا يمكن تطبيقها أبدا كما حصل في فتره حكم " ألليندي " ، أدرك ان القتل و الظلم و الاستبداد ، لغة عالمية ، لا تختلف سواء بين اسبانيا و تشيلي .
أدرك ايضا ان هناك دوما بصيص أمل ، و ان الخير موجود ، كما احتضنته تشيلي و احتضنته فنزويلا لاحقا ، و ادرك أن وطنك هو من يصون كرامتك و كبرياءك ، و ليس ارض ذقت الويل و الظلم و الذل على ارضها .
لا أعلم كيف لايزابيل ألليندي ان تجمع بين هكذا رواية و شخوص ، و هذا الوصف التاريخي لفترة قاتمه من تاريخ هذه الارض ، كان كتابا لا ينسى بسهولة ...

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار