خربشاتي

 من يستطيع أن يكتب رواية بأجزاء، و كل جزء لا يقل عن ما سبقه؟! هم قليلون جدا، كديستويفسكي ،فاسكونسيلوس و مارغريت آتوود. فبعد حكاية الجارية، تطل علينا آتوود، بهذا الجزء الشيق، لتروي لنا نهاية الظلم، و من يستخدم الدين لكسب الناس، و من ثم للتنكيل بهم. جلعاد هي مثال لكل الديكتاتوريات الدينيه في هذا العالم، فكل متسلط يريد ان يحتمي وراء فكرة عظيمة، ليكسب تأييد الناس في البداية، و من ثم يستخدم هذه الفكرة لظلمهم و قمعهم و قتلهم. فحكاية جون ( أوفريد) تكتمل في هذا الجزء، من خلال حكاية ابنتيها، آغنيس، تلك الفتاة التي امسكت بها جلعاد مع امها، في محاولة جون الفرار بها إلى كندا، عند نشوء جلعاد، و نيكول الفتاة الرضيعة التي هربتها جون الى كندا، لتعيش حياة جديدة، التي ما فتأت جلعاد و استخدمتها ذريعة و حجة و صورة مزيفة لها. لم يدركوا بان الخالة ليديا، التي سنت اغلب القوانين للاستخدام المرأة من قبل الرجل، و جعلها هي المسبب لاثارة رغبات الرجل، و مآسيه، و هذه المرأة ايضا هي وسيلة فقط لانجاب الاطفال، و هي على كل الجهات هي الآثمة، الزانية، سبب كل علة، و كأن هذا الرجل بلا عقل و ارادة، لا يملك السيطرة على نفسه

 جميل ان نعرف الجانب الآخر من حياة أشخاص تقاطعت حياتهم مع أوغي. فجوليان الذي ما فتأ يجعل من حياة أوغست اصعب و اصعب، كان جميلا ان نعرف جزءا من حياته، رغم أنني امقت هذا الولد و عائلته، لكنني فرحت انه نهاية تغلب الخير في داخله على كل ذلك الشر. اما كريستوفر، صديق اوغست، الذي اصبح يرى صداقته معه ثقلا على كاهله، رغم ادراكه ان اوغست لا يملك حيلة حيال شكله، كان من الجميل ان اعرف، انه ادرك ان اوغست طفل مميز، بلطافته و ذكائه يجذب الجميع له. و نهاية كانت شارلوت، الفتاة التي تتظاهر باللطف فقط امام معلميها لتنال الثناء، كان جميلا ان نعرف انها فهمت ان اللطف و الطيبة هي خصال يجب ان تكون دائمه و ليست لتلقي الثناء فقط. 

 كم اعجبتني هذه السلاسة في التدرج في الاحداث التي ابدع بها الكاتب، كان ينتقل بين الاحداث و يتركك لتربط بينها، لم اتوقع مع بداية قراءتي لهذه الرواية، ان تؤول النهاية الى ما وصلت عليه. ان يكون جوليان، ذلك الطفل الملاك، الذي كان موته بداية كل الاحزان لابيه الرسام العبقري  شون، و نهاية كل ما امتلكته والدته بينلوب ايضا. ان يكون هو الوحيد على قيد الحياة، بينما فارقا هما الحياة. كانت البداية مبتذلة جدا، حيث بدأت بذلك المشهد الذي  يستأجر اثنان فيه نفس الشقة، و تنشأ بينهما علاقة قوية، بعدما كانا يتشاجران و يريدان التخلص من بعضها، فلم يوفق الكاتب برايي بتلك البداية. لكن تسارع الاحداث بعد ذلك، من حب مادلين و غاسبار لاكتشاف العالم المجهول لذلك الرسام المجنون الذي يعيشان في بيته، ادى بهم الأمر لاحقا لإنقاذ ابنه جوليان، نعم ذلك الولد الذي لم يؤمن أباه بموته و حاول جاهداً ان يخبر الجميع بذلك حتى آخر لحظات حياته، ليترك قبل وفاته كل ما يدلل على ذلك، و يكشف ان صديق عمره في خربشات الجداريات هو من أخفى ابنه. لم يؤمن بذلك أحد، سوى غاسبار، الذي حاول جاهدا ايجاد طريقة لانقاذه، و حاول ملاحقة مادلين و جعلها تؤ

 للاسف لم اجد ذلك البريق الذي يشدني لمواصلة الرواية، كانت ممله مليئة بالجرائم، و العنف، و ما اكرهه اكثر من كل شيء ان يمارس اب عنف على ابنه كما فعل جاك مع ابنه دانيال. و لربما ان يكون هنالك المزيد و المزيد من الظلام، ظلام النفوس هو ما اكرهه، و ان يكون دانيال لا يرى سوى الظلام و يحس به هو ما نفرني منها. لم تعجبني ابدا، لم اجد مسوغاً واحداً لاكمالها، كانت ممله منفرة. 

 لا اصدق كمية الظرافة و اللطافة التي ترسم البسمات في القلب قبل الوجه الذي يحمله هذا الكتاب، رغم انه لا توجد اي فائدة من هذه الصفحات، الا انه صدقا كان كتابا لطيفا. فمغامرات فارس الفرسان بطل اسبانيا دون كيشوت "كيشادا" و صديقه سانشو كانت مضحكة بطريقة لا تصدق، رغم ان سانشو كان حقيرا جدا و استغل هذيان دون كيشوت، الا انه كان وفياً له بحق، هو الشخص الذي رقف معه و سايره في هذيانه، و رحلاته. اخيرا حقق سانشو حلم حياته، و اصبح حاكماً، ليعلم ان الحكم ليس وجاهة و نقودا و طعاماً فقط، بل هو مسؤولية هو ابعد التصور عن تحملها. و لكن ما كان عجيباً فعلاً، هو خوض دون كيشوت لكل هذه المغامرات، دفاعاً عن جمال دولسينه التي كانت جارته في صغره و لم تدر اصلا بوجوده على أرض الكوكب، و لم يعد يتذكر شكلها، اوهم نفسه بحبها، فقط لان كتب الفرسان، اوردت انه من صفات الفرسان ان يهوى امرأة، فصار يناجيها و يدافع عن جمالها، يا سلام!! صدقا لا أعلم ان كان دون كيشوت مجنونا، ام عاقلا، لكن نهايته كانت حزينه، فالإنسان عندما يفقد حلمه، يموت فعلا. و لكنني للآن لا اعرف كيف استطاع ثرابانتس بكامل قواه العقليه ان يكتب ما يزيد ع

 كان كتابا غريبا، لكنني لا اعتقد لثانية ان جميع الرسامين   يشبهون جوزيف سورس، الذي يهوى الرسومات الغير مكتمله، فبرأيي كانت حياته غير مكتملة و بلا معنى، فهو لم يوضح مراميه و قصده في كل مرة، فلذلك كان يخيب أمله، كما حدث مع فرانشيسكا و ويلهليم. فهو عشق فرانشيسكا منذ طفولته، و لكنه لم يخبرها، احترم ويلهليهم و كانا صديقين لكن بدون ان يخبرا بعضهما، و اخيرا تفاجأ ان ويلهليهم خطب فرانشيسكا و غضب جدا، لكن لا يمكنه لوم احد الا نفسه. احب اباه، لكنه لم يفهمه، احب والدته لكنه ايضا لم يفهمها و يقدر ذلك الفراغ الذي تركه والده في حياتها. سورس رجل مليء بالتناقضات، وعن نفسي أحب الامور المكتملة، لا مجال في حياتي للرسومات الناقصة. 

I think every thing will be fine, and our earth will become a better place to live, if the children will role, their innocence, and white heart make everything fine. Bruno didn't know that his father was torturing the people with stripped pajamas because they are different with him in faith and religion. Bruno made a friendship with the boy with stripped pajama shaul, and for the first time he find a true friend, that he decide to live his life with him, after he discovered the ugly truth about his father and his job. I think the writer made this story for adults not for children, i love how the writer implicitly talked about such a big event like what happen in the second world war, without actually talking directly about it. I didnot get how germans will pay what they did for entire race of Jewish, i think what germans did its spread hate and cruelty in every Jew has live the holocaust, and hate will reproduce hate, and that's what spread in our era now. How will any human, t

 وقَالُوا سَتَنْسَى إن تبَاعَدَ بَينَنا . .  فيَا ليْتَ دَارِي مِن دِيَارك تَقرُبُ. ربما من اصعب الامور نسيان من كان لهم في القلب مكان، من كانوا يناظروننا بتلك النظرات التي لا يستطيع القلب معها سبيلا..  تحاول كثيرا، تنعزل، و تغلق اتصالك بما يتيح لك متابعة اخبارهم القليلة.. ربما يساعدك كثرة انشغالك، لكن بمجرد ان يذكر اسمهم امامك، تكتشف ان كل ما فعلته لا يجدي نفعاً. فالامر متروك لله وحده، يا رب صبرا بدون ألم.. يارب..

 اعتبر نفسي ممن لا تجذبه حكايات الجرائم، لكن هذا كان مختلفا مع كيغو هيغاشينو المبدع، كانت اول تجربة لي مع هذا النوع من الروايات في تفاني المشتبه به، و هأنذا أكمل مع جلسة قهوة، يمتاز الكاتب باسلوب شيق يجمع بين الواقعية، و الذكاء و سرعة البديهة، اضافة الى وقائع الحياة اليومية، و مع قليل من الفيزياء و هذا ما أحببته في كتاباته. لننتقل الى الرواية، ربما كان واضحا منذ البداية أن أياني هي الجانية، لم يخف الكاتب ذلك، لكن ذلك لم يكن مهماً، مقارنة بايجاد كيف تمت عملية قتلها لزوجها السيد ماشيبا، و لماذا ؟ ليتضح نهاية ان السيد ماشيبا كان حقيراً بكل ما للكلمة من معنى يقترن بالنساء لانه يراهن فقط ماكينات تفريخ لا أكثر، فيمهلها سنة للانجاب، ان لم تستطع بكل وقاحة يخبرها بأن وقتها قد أنتهى و انه بدأ علاقة جديدة، يال الحقارة! هكذا كان حال جونكو المسكينة، التي لم تحتمل ارتباط ماشيبا بصديقتها اياني، رغم ان الاخيرة لم تعلم بارتباط ماشيبا بصديقتها، و لتتضح حقارة ماشيبا، دائما ما يختار صديقة حبيبته ليرتبط بها لاحقا، كما هو حال أياني التي ارتبط بمتدربتها بعدها. رغم انه لا شيء يبرر قتلك لإنسان، لكن فعلا كان ما

 عندما شاهدت عنوان الرواية شدني كثيرا، اردت ان اعرف ما هو وجه الغرابة في عقل مولود، لكنني لم اجد شيئا، ربما لأنني أعتقد انه من واجبه ان خطف فتاة كما فعل دون ان يتثبت من هويتها او حتى ان يعرف اختها على ارض الواقع، فمن واجبه ان يكون على قدر فعلته و يتزوجها. لم ارى غرابة ايضا في عمله مع والده، لكن كانت الغرابة في والده الذي يدعي انه يملك ارض بيت تلة التوت الي بناها اخيه و ينسبها له و لولده. لم ارى غرابة في ان مولود كان لا يحب المشاهد الجنسية في الافلام، فهناك بشر لا يحبونها و لا يستسيغون وجودها الا لجذب العديد من البشر لمشاهدة فيلمهم. فلم أرى صدقا ما هو وجه الغرابة في مولود و حياته، الا انه كان عبارة عن ٦٠٠ صفحة من الثرثرة، و مقاساة الاتراك الذين يتركون قراهم و يحلمون و يعيشون في اسطنبول، كان الكتاب معادا جدا ،فقصة من يترك قريته و تطحنه حياة اسطنبول صارت ممله جدا. 

 إننا نتشبث بندوبنا أكثر من تعافينا، إننا نتذكر تحديداً اليوم الذي جرحنا فيه، لكم من يتذكر اليوم الذي اندمل جرحه قيه؟! نعم نحن لا نعلم ان كل نهاية نمر بهما، تحزننا، هي بداية لشيء جديد سنمر به، لم لا نفكر بكل الامور الجيدة التي حدثت معنا في حياتنا، لماذا سننتظر اشخاص اخرين او احداث مريرة لتذكرنا بكم نحن محظوطين لاننا لازلنا نتنفس للآن؟! لماذا لا ندرك لطف الله بنا دوما!! ؟ كم اتمنى ان التقي باشخاص احببتهم عندما أغادر هذه الحياة، اتمنى ان ألتقي بأبي لاخبره بانني جد آسفه لانني لم اكن معه في اخر أيامه، ان أسأله هل هو يراني كما أراد، و هل خيبت أمله يوما ما؟!. افهم آني جدا، افهم معنى ان تكون مختلفا في وسط البشر، هي عانت من تشوه في يدها لكنها نست كيف ضحى ايدي بنفسه لينقذها، و نست ايضا ان الله حباها بنعمة كبيرة، ان استطاع الطبيب سمير، ذلك الطبيب الذي عانى مما عانته هي ايضا من قطع في اليد، فمن الله عليه بطبيب انقذه، ليصبح هو طبيب ايضا و ينقذ آني يوما ما، نعم كل ما يحصل، يحصل لسبب يعلمه الله، و كل خير تفعله سيرد لك يوما ما، فلنحاول ان نكون بشرا، ليسهل الله طريقنا في هذه الحياة و عنده يوم نلقاه. ص

 كان هذا الجزء ممتع جدا، فكيف مر الشتاء القاسي على غريغ و عائلته و راولي. انه شعور مرعب ان تستيقظ و ترى العالم يكتسي باللون الابيض، انا لا احب الثلج، فلونه يشعرني بالاكتئاب، عانى غريغ كثيراً ليذهب و يعود يوميا إلى المدرسه، و ما لبث ان تحولت تلك الرحلة اليوميه إلى مصدر هذاب و تعب. كانت معركة الثلوج الاخيرة معركة دامية بين سكان اسفل التلة، و سكان أعلاها، لينتصر أخيرا العامل الذي يزيح الثلج، لا تسألوني كيف؟ و لكن صدقوا او لا تصدقوا كانت تلك النتيجة. اشعر بالحزن لفراق هذه السلسلة، و لفراق تلك الرسومات الرائعة، على امل بلقاء جديد. 

 لا اعلم لماذا تجري الامور هكذا في عائلة غريغ، من منا لا يحلم بتمضيه رحلة كرحلتهم، لكن في الجانب الاخر كانت رحلتهم كارثيه لابعد حد، حتى منعوا من دخول المنتجع مدى الحياة.؟! لكن المتعة و اللطافه تستمر مع هذا الجزء قبل الاخير، صدقا استطاع جيف كيني ان يدخل الفرح إلى قلبي مع هذه السلسلة. 

 يصلح هذا الجزء فقط لطفل صغير، لا يناسبني بتاتا. فهو يحتوي العديد و العديد من الأسئلة، و الرسومات، التي تناسب لتنمية خيال طفل صغير. 

 كم بت احزن على غريغ المسكين، كل خططه فاشله، بدايه خوفه من العاب الفيديو، و توببخه الدائم لكذبه المستمر، و ما احزنني اكثر هو كمية المواقف السيئه التي يوقع روديك اخيه غريغ فيها. و لكن رغم عدم ايجاده لهدف ما، ما يعجبني فيه هو اصراره على المحاولة من جديد. 

 دائماً ما يردد الكبار ان أيامهم اجمل و احلى، لكننا نجدهم ينشدون الراحة التي توفرها التكنولوجيا، لاعتبر ان هذه الجمله يجب على الأجيال الكبيرة ان يرددوها فقط. و هكذا كان حال غريغ، عندما طالبت والدته بان يعودوا الى ايام زمان، فوجد غريغ نفسه يعيد ترتيب الحديقة العامة بدون هاتف هو و جميع سكان البلدة، و تخلى مكرها عن مشاريعه التي تدر عليه الملايين هو و راولي 😂. و ما اكثر ملايين غريغ. لكن ما اعجبني حقاً كيف اخترع فرانك قصة سيلاس الخرموش فقط ليحظى بحمام نظيف بعيد عن العيون، و هكذا عرف غريغ سر والده، و ادرك ان والده لم يعد غاضبا منه لانه اضاع غطاء معجون الاسنان 😂😂.. 

 ربما يجب على الجميع ان لا يحاول تطبيق ما يكتبه الاخرين في المجلات او مواقع التواصل، لانه لا يفضي إلى خير، و هكذا تعلمت أسرة غريغوري الدرس، و دفعت ثمنه غاليا، فتلك الرحلة التي خاضوها لتعزيز اواصرهم الأسرية كانت متعبة، سيئة، عانوا فيها الكثير و الكثير من المشاكل. لكن ما لم اتوقعه هو إصرار ماني على ما يريد، و اخيرا اعاد خروفه كما اراد.

 مسكين غريغ، كانت كل قرارته بائسة، و ارجع تدني مستواه الدراسي، و فقدان صداقته مع رولي، و مل ما حدث معه الى الحظ، و عندما وجد الكرة رقم ٨ العجيبة، قرر اسناد قرارته لها، لكنها زادت الطين بله. اسلوب جيف كيني المميز و رسوماته اللطيفة هي ما تجعلك تستمر بدون الشعور بالملل، لكنني اتساءل ما قصة كيني مع الانوف الكبيرة؟  و لماذا غريغ هو الوسيم بين رسوماته فقط؟!! 

 مسكين هو غريغ، حاول جاهدا ايجاد فتاة ترافقه للحفله، لكن بسبب غروره و انانيته  لم يوفق بذلك، بل وجد راولي صديقة له، رافقته في الحفلة، و كانت رفيقته الدائمة، كم فرحت بشعور غريغ بانه طرف ثالث.. . لا أعلم كيف استطاع جيف كيني للان ان يكتب ٧ أجزاء بدون أن يحس القارئ باي ملل. 

 ما هذا ال ماني، رغم حداثه سنه الا انه يملك الكثير في جعبته، من تعذيب والدته بتحضير اكله بطريقة معينه، و من سرقة اغراض اخيه غريغ و بيعها، و لكن ما لم تصدقه انه قطع الكهرباء عن بيتهم ما عدا غرفته في خضم عاصفة ثلجيه، و جعل جميع عائلته يعانون من البر الشديد و نقص في الطعام، و هو ينعم في غرفته بالدفء و الطعام، فقط لانهم لم يعلموه ربط حذائه جيدا؟!!!!!. مازالت الرسومات تعطي طابعا لطيفا، فكاهيا على هذا الكتاب، ما فتأ هذا جيف كيني يزيد يومي لطفا و حلاوة. 

 فعلا لكل مرحلة من حياتنا طعمها الخاص، لا اعلم لماذا نستعجل لتخطي المراحل، فنصيحة غامي ل غريغ هي نصيحة ثمينه جدا. في هذا الجزء تتوالى المصائب فوق رأس غريغ، من حفلات المدرسة الغريبة، الى حفلة زواج عمه، و الى... لكن الكاتب عرف ببراعة كيف يمزج بين الكوميديا و تلك المشاكل التي تخالها معقدة، قادرة على افساد يوم احدهم ان وقع بها، فما فتأ الكاتب ينقل غريغ من موقف الى اخر بخفة دمه المعهودة. صدقا سأكمل كل هذه السلسلة فانا بامس الحاجة لشيء لطيف في يومي. و هكذا هي هذه السلسلة. 

 من منا لم يحلم بامتلاك كلب في احد الايام، لكن الحلم غير التطبيق و هذا ما أدركه غريغوري، في صيفه الطويل و الطويل الذي لم يحظ به بيوم جميل كما يأمل، فمن نادي المطالعة، الى ديونه التي لا تنتهي، الى رحلات والديه التي لا تنتهي الا بمزيد من المشاكل و الفكاهة ايضا. صدقا يوميات غريغ باتت رفيقتي هذه الايام، و لن انسى اسلوب الكاتب الرائع في جعلك تلتهم الكتاب سريعا، و البسمة لا تفارقك، و ترقبك لمزيد من الاحداث و الصور. 

 كم أحتاج خفة الظل التي يحتويها هذا الكتاب في حياتي هذه الايام، روعتة تكمن في كل تلك المواقف الكوميدية التي يتعرض لها غريغ في حياته، ربما هو أناني يحب نفسه، لكنه صدقا من اخف الناس ظلا، كل ما يخطط له من شر ينقلب ضده و الى مواقف ملؤها الخير. و ان ظن في بعض الاحيان انه نجا، فتدور الايام ليدفع ثمن ما فعله، فكل من قرأ هذا الكتاب و ظن انه يشجع المراهقين على عمل الامور الغير مسؤولة، فهو مخطئ لان الكاتب بخفة ظله يبين عقاب غريغ على هذه الافعال. من المؤكد انني ساكمل هذه السلسة. 

 ان رودويك هو مثال للشخص البشع الاناني الكسول، الذي يعتمد على الاخرين فقط لتسير حياته، فهو يعتمد على ابيه و امه لينجح في دراسته، و يثير المشاكل و المتاعب بانشاء فرقة يدعي بانه يعزف الموسيقى و بينما هو مصدر ازعاج لعائلته، يحتفظ بزلات اخيه غريغوري ليذله و يستغله مستقبلا. رغم انني الاخت الكبيرة، لكن علاقتي باخي لا تشبه ابدا علاقة رودويك باخيه غريغ. لكن هذا الكتاب ايضا كان كمثيله مليئا بالمواقف الكوميدية خفيفة الظل بين غريغ و عائلته، اخيه و رايلي ايضا. و لا ننسى أيضا ان تلك الرسومات الجميلة التي ابدع الكاتب بها لتضفي لمسة كوميدية اضافية لهذا الكتاب الرائع. 

 أيعقل يا غريغ ان تكون قاسيا على صديق يحبك و يقدرك ك راولي، هو صديق الطفولة و شريك المشكلات، هو من تضحك معه و تفرح معه، فلماذا كان جزاؤه ان ينعت بالغبي و ان لا تدافع عنه عندما يحتاجك؟! ربما هذا اسوا ما في هذا الكتاب، الا ان يوميات غريغ فعلا ادخلت الفرح و السعادة لقلبي، و ما أحوجني لهذا الفرح، كان اسلوب الكاتب يتسم بالمرح من خلال وصف احداث يومية يمر بها غريغ مع والديه و اصدقائه و معلميه، اتطلع كثيرا لتتمة كل هذه اليوميات. 

 هل يمكن أن يحتوي كتاب على كل هذه البراءة،؟ نعم ما خطته يدا إليزابيث ليرد في هذا الكتاب. الاطفال و البشر من أمثال بن و جاكي هم من يمنحون هذه الارض البراءة و البركة، و بقربنا منهم نكتسب شيئا من لين القلب و البراءة. لا أعلم كيف لاحد أن يؤلمهم او ان ينغص حياتهم بكلمة او بتصرف، من يمتلك أن يخلق نفسه، او ان يتحكم بشكله، فصدقا من يكون بقربهم سينسى كل تلك الامور التافهه المتمثلة بالشكل، فجوهرهم هو الاثمن.