خربشاتي

لا أعلم كيف استطعن تحمل هكذا حياة ، سافرن فتيات لا يعلمن شيئا ، تركن اليابان و اهاليهن الذين زوجوهن لمن لا يعلمن ، و قبضوا أثمانهن ، متوجهات في رحلة طويلة ، متعبة و في بعض الاحيان قاتلة الى أمريكا . عندما نزلن في بلد الاحلام ، قابلن لاول مرة من سيكملن مشوار الحياة معهم ، لكن للاسف كانت اشكالهم تناقض صورهم ، اعمارهم أكبر من ما كتبوا لهن و لأهاليهن ، يعملون في الزراعة عند الامريكان ، و ليس بمصارف و متاجر كما ذكروا لهن ، كانت زيجات قائمة على الكذب ، لكن لا مفر ، أصبحن في بلاد بعيدة لا يعلمن عنها شيئا . اشتغلن في الزراعة ، الغسيل ، خدمة البيوت ، الطبخ و كل الاعمال ، بدون كلام او تذمر ، تحملن كل تلك الظروف ، و أزواجهن الذين كانوا في أغلب الاحيان سيئين ، مؤمنات بأن هذا هو قدرهن ، أنجبن الاطفال بالاكراه ، و أكملن طريق الحياة ، وواصلن العمل و تربية الاطفال ، كل ذلك بدون أدنى تذمر او شكوى . و عندما قامت الحرب العالمية الاولى ، قامت أمريكا بكل وقاحة و نكران للجميل ، باتهامهم بالخيانة و العمالة لوطنهم " اليابان " و قاموا بتهجيرهم من بيوتهم ، حقولهم ، حياتهم تلك التي تعبوا فيها ، و اج

رغم أن الكاتب يتمتع بأسلوب رائع ، الا ان عدم وجود فكره واضحة ، و ضياع الاحداث فيما بينها اضعفا هذه الرواية جدا جدا . للاسف تجربة مخيبه للامال .  

المطر الاصفر هو مطر الوحدة ، الالم و الموت . مؤلم أن تشاهد قريتك التي عشت فيها انت ، آباؤك و أجدادك ، يتركها سكانها فردا فردا و بيتا بيتا ، لتبقى خالية على عروشها ، تتهدم البيوت و أنت تشاهد ، يحتل قريتك العشب و اللبلاب أمام عينيك . تمر الفصول و السنوات ، تبقى حبيس بيتك ، و ذكرياتك . هذا كان حاله هناك في " أينيلي " وحيدا بين الجبال ، بعد مغادرة الجميع ، و رحيل اولاده بالموت و السفر ، و اخيرا وفاة زوجته " سابينا " . صدقا كان كتابا مؤلما جدا ، واقعيا جدا جدا . من اجمل ما قرات في هذا العام .

يهوى ساراماغو اضافة الجدل لكل ما يكتب ، لكنني هذه المرة اخالفه الرأي ، لم يعجبني هذا الكتاب ، لم يعجبني الطريقه التي طرح فيها خلق آدم و حواء ، لم اقتنع بطريقته بمخاطبه الله ، و اطلاق سمات الخلق عليه في بعض الاجزاء . كيف للملائكة أن يعجبوا بامرأة ؟ كيف لهم أن يخالفوا أوامر الله ؟ كيف يمكن ان يكون هناك اشخاص اخرون غير ادم و حواء و هم بداية الخلق ؟ كلها اسئلة طرحها و لم يجب عليها . للاسف كانت تجربة سيئة اخرى في نهاية هذا العام .  

كانت بدايتها جيدة جدا ، لكنني بعد أن أكملتها الان ، صدقا لا أعلم ما هو غاية الكاتب ، و لا القصد من وراء هذا الكتاب ، حتى انني متيقنة أن الكاتب بذاته لا يعلم ما سبب و ما الهدف من كتابه .  

لا اعلم لكن الادب الياباني .. بات لي بشعا . هنا يتحدث الكاتب عن الصبي نوروبرو ، هو صبي مراهق ، يتلصص على والدته من ثقب في خزانة خشبية ، ليكتشف علاقتها مع الضابط البحري ريوجي . نوروبرو كان يعشق البحر و السفن ، و ايضا ريوجي الذي سمح له و لوالدته بالتجول في سفينته . لا أعلم ما هو البشع في هذه الرواية بالضبط ، هل هو شلة الاطفال مراهقين ، الذين يقتلون الحيوانات بلا شفقه ، و قرروا قتل ريوجي  ، لانهم ببساطة لا يعاقبون لانهم اقل من السن القانوني ، و ليثبتوا انهم قساة للقلوب ، ما هذا السخف ! ام فوزاكو ، الأم التي ثارت ثائرتها على ابنها  التي لل تعلم عنه شيء ، لانه يتلصص عليها ، صدقا ما هذا القرف !!  

كانت مملة جدا ، بالنسبة لقصص الرعب ، كان السرد مملا بلا معلم واضح للقصة . علما بان قصص الكائنات الخيالية غير مرعبة على الاطلاق .

كانت تجربة رائعة و جديدة مع ادب الرعب ، لم اتوقع أن تعجبني لأن اكمل قراءة هذا الكتاب . فتجربة بطل الكتاب مع اسرار مدينة انزماوث الغارقه في الظلام و الاساطير ، هي تجربة مشوقة و ممتعه . بنظري كانت اشد لحظات الكتاب رعبا ، ليس عندما احتمى بشجر الشوك و كان على بعد مسافة قصيرة من جيوش الاسماك البشرية ، بل عندما اكتشف انه واحد منهم .

سمعت عنها كثيرا ، و تشوقت لقراءتها ، لكن ليس كل ما يمدحه الناس يستحق القراءة . قصة تتحدث عن زوجين ، ايميلي الزوجة المحبة لكن المتطلبة جدا ، و ريشار الزوج المحب الذي لا يسال عن شيء غير حبه " المثالي " كما يطلق عليه ، و كتاباته الدرامية ، لا اعلم للان ما الذي اوصلهما للبرود ، و من ثم الاحتقار ، الاسباب معدومة و ان وجدت فهي تافهة . قراءة مخيبة في اخر العام .  

لم اقرأ شيئا بهذه الرداءة من قبل ، رواية تنضح بالكراهية و التعصب ، و ببعض المعلومات المغلوطة . صدقا لم ارى شخصية فارغة مثل د. فرانسوا ، مع انه مدرس في الجامعة ، يجب ان يكون في حياته بعض العمق ، فهو للاسف شخصية فارغة ، ما يهمه في الحياة هو النساء ، و كيف له أن يقضي الوقت مع النساء ، و الاهم من وجهة نظره أن لا يصل الاسلاميون للحكم ، بدون ابداء الاسباب . صدقا هي نتيجه طبيعية لما يحدث في فرنسا و في بعض الدول الاوروبية ، هم يحاولون فقط ان يظهروا حاليا ان المسلمين عالة على مجتمعاتهم ، و هكذا حال المهاجرين في نظرهم ، لكنهم نسوا و تغاضوا أن المسلمين و المهاجرين بنوا تلك البلاد معهم ، ولو أنهم لم يكونوا ذو فائدة لكانوا تخلصوا منهم و اعادوهم لبلادهم على الفور . فلذلك بكل حيادية ، اذا اراد البشر اعمار هذا الكوكب ، يجب أن يتخلصوا من عنصرياتهم البغيضة ، فلكل انسان حرية الايمان و المعتقد ، و ليس هذا ما يحدد تعامل البشر مع بعضهم .  

نحن البشر لا نعلم ، أن قرارتنا و اخطاؤنا هي التي تشكل مسار حياتنا . هنا أولجا تشكو من بعد حفيدتها ، و تركها لها بعد ان رعتها صغيره ؛ و سفرها الى أمريكا ، و تشكو بعد ابنتها و جفاءها ، و انها دمرت حياتها بيديها ؛ ايضا أنجبت ابنة لا والد لها . لكن مع تسلسل اليوميات ، نكتشف السبب وراء هذه المأساة العائلية ، ظنت أولجا ان انجابها لطفله ، من رجل آخر ، خطيئة ستغتفر ، أخفت هذا السر عن الجميع بما فيهم ابنتها ، و في لحظة من الزمن بعد أن جاءت ابنتها التي " في قرارة نفسها تحملها عبء أخطائها " تطلب النقود منها ، بعد أن خسرت كل شيء ، اعترفت لها بهذه الحقيقة المرة . يتصور الانسان ، أنه مهما فعل ، هناك طريقة لاصلاح الامور ، لكنه ينسى أن بعض الاخطاء لا تغتفر ، هي اخطاء كارثية ، تهدم الحياة ، و هكذا كان حال أولجا و ابنتها و حفيدتها .

استمري في السعي ، فإذا سرقت أحلامك ، فقد سرقت حياتك بأكملها . اذا أحببت شخصا ، عملا ، حياة معينة ، يجب ان تناضل لان تحصل عليها . لا يجب ان يمنعك عنها ، فرق في اللون ، او العرق ، او حتى واجبات بالية لا طعم لها . كانت حياة كاثرين و مهسا  مليئة بالاحداث ، لكن كاثرين كانت دائما قوية تعرف ما تريد ، كانت نصف صينية ، تحمل في قلبها ذلك الزخم و الحب للموسيقى ، أحبت رجلا أسودا ، في خضم تلك الظروف الصعبه لحياة السود ، تزوجته بكامل ارادتها ، و انجبت منه ٣ ابناء ، غمرتهم بكل الحب ، عندما أحست بان زواجها بدلها ، و أحادها عن هدف حياتها ، و هو العزف ، و عندما أحست ببعد تي زوجها عنه و خيانته لها ، تخلت عنه . لا تدرك المرأة ، عندما تتخلى عن أحلامها ، و عن طريقة حياتها ، حتى زوجها الذي أحبته و احبها ، يصبح بعيدا عنها ، لانها تصبح امرأة بلا روح ، بلا هدف ، تقنع نفسها بأن حياتها أفضل ، و انها وهبتها لأولادها ، و هي تعلم بقرارة نفسها ، أنها تكذب . ان لم تستيقظ و تعود لتحقيق أحلامها ، بطريقة تشرك زوجها و اولادها في هذه الاحلام ، ستفقد ذاتها ، و حياتها و ستغرق في الندم لبقية الحياة ، و صدقيني ستكون حياة ط

ما نفكر فيه ، نؤول إليه ، إذا لم ترو الحقيقة ، لن ترتاح أرواح الموتى أبدا .  أليس من حق الانسان عندما يموت ، أن يدفن باحترام ، و يحق لمن يحبه ان يحزن عليه و يرى رفاته ؟ ألهذا الحد لم يعد للانسان قيمه  ، لم يعد للانسان الميت حرمه ؟! ألا يحق ل آن و غيرها من النساء في كمبوديا ، او في العديد من مناطق العالم حاليا ، ان يروا امواتهم لاخر مرة ، و ان يعلموا اين تقبع رفاتهم ؟! آن تلك المرأة التي لاذنب لها الا أنها أحبت رجلا يحب بلده أكثر من كل شيء ، سيري ذلك الرجل ، عاشق الموسيقى ، كم أحب آن ، ووقتهما سويا ، لكن لا شيء يفوق حبه لبلده " كمبوديا " التي عانت من الاستبداد تحت حكم الطاغيه روى بوت ،  و بعدها هاجمتها فيتنام  في حرب ضروس ، راح جراءها ٣ ملايين شخص ، اغلبهم لم يوجد لهم اي اثر ، و كيف سيوجد لهم اثر ان دفنوا و رموا في الانهار و الابار ؟! صدقا ابدعت الكاتبه هنا ، وصفت تاريخا لبلد لم اعرف عنه شيئا ، بلد آسيوي حلو و هو كمبوديا ، باسلوب مشوق ، يجمع بين التاريخ و الروايه .  

Its really a great book , Unhei is a sweet Korean girl moved to America , and she faced a really common problem for a foreigner , the name . Her class mate cannot spell her name right , she thought she we be abandoned , and no one will like her , because she has a Korean name , so she wait and want to choose an American name , she forget that our names are our identities , and if any one didn't accept us with our name , our personality and our differences , then we dont want him/ her in our lives . I like this book , its remind me of my childhood as a foreigner in another country .

هذه تجربتي الثالثة مع الادب الإيراني ، بت اعرف جزءا من تاريخ ايران ، بدءا بالشاه ، الذي عاث فسادا في اخر ايامه ، و عندها قامت الثورة الايرانيه ، و نادوا بعودة الملالي من منفاه ، ليقيم الدولة الاسلامية . مخطئ من ظن ان الظلم و الاستبداد انتهى ، سيعيش الايرانيون بين الحديد و النار ، فمن تغنى بتطبيق شعائر الاسلام ، لكن الملالي طبق دينا خاصا به ، ليستمر عهد الاستبداد على الايرانيين . و توالت تلك العصور ، مرورا بخاتمي ، و ... ربما من اصعب انواع الظلم ، ان يظلمك حاكم يدعي انه يحكم بدين الله ، لتكتشف نهاية انه يحكم بدين هو ألفه و اخترعه ، و نسبه لله . هنا سافرت مع ديلفين ، تلك الصحفية الفرنسية الايرانيه ، التي أحبت أن تعيش في ايران تلك الارض التي عشقها و عاش فيها جدها ، فتركت أهلها في فرنسا ، و عادت الى طهران لزيارة خاطفة ، لكنها بقيت هناك لعشر سنين ، لتعلم أن ايران بعيدة كل البعد عن ارض جدها ، لتعيش ايام الظلم و الاستبداد ، و تكميم الافواه و الكلمات ، التي لا تزال للان تعاني منه ايران  للاسف ، و العديد من دولنا .  

كان كتابا لطيفا ، يدعم فكرة ، ان لا تولي ثقتك لاي شخص ، بسبب لطفه الظاهر . رغم انني لا احب الروايات البوليسية ، لكنها كانت مختصرة ، اوصل الكاتب بسلاسة ، المراد من هذه القصة .  

سيعلمونك ان لا تشرق .. لكنك ستفعل .. لا يعلمون ان اسوأ ما في هذه الحياة ، ان تضطر يوما لترك ارضك ، بيتك ووطنك خلفك ، و تنطلق بحثا عن الأمان في مكان آخر ، الجميع يعتقد ان المهاجرون سعيدون ، يريدون اخذ جزء من وطنك ، لكن من خلف بيته و اضطر لترك بلده ليحظى بابسط حقوق البشر ، هو تعيس ، يحمل وطنه في قلبه اينما حل و ارتحل ، يلعن كل من اجبره لترك وطنه ، لتجرع ألم الغربه . هكذا كانت حال بيترو و نينا ، عندما تركا ميلانو ، بعد وفاة والدتهم ، التي ما فتأ بيترو ينتظرها ، لم يصدق انها رحلت و تركته في هذه الدنيا . و هذه حال جوش و عائلته ، الذين اتهموا بابشع الاتهامات ، من سرقة الاراضي و اموال اصحاب البلد ، الى نبذهم و اضطرارهم للاستماع لاسواء الاهانات ، نهلية ليتهموهم بحريق الاراضي . و هكذا كانت الحال ، مما اضطر جوش للعودة الى بلده ، لانك ستدرك ان تتحمل الاهانة في بلدك ، افضل مئة مرة من تحملها خارجها و حمل وزر لا ناقة لك فيه و لا جمل . حاول الكاتب بث حبه للجنوب الايطالي في هذا العمل ، و ايصال جزء يسير من معاناة المهاجرين . كان كتابا حلوا رائعا .

فيلم " انا اسطورة " هو نسخة مشوهة عن هذه القصة الرائعة ، ف نيفيل هنا شخص فريد ، لم يصب بالعدوى ، التي كانت تنتقل بكل الطرق ليس عن طريق البشر فحسب ، حاول التأقلم مع هذه الحياة ، لكن الاحباط كان ملازما له دوما . درس البكتيريا و الدم ، و طرق العدوى ، و كان الكاتب يورد معلومات دقيقة طبيا ، و هو ما زاد من جمال هذا الكتاب ، كان الكلب بصيص الامل في حياة روبرت ، رغم ان روبرت كان قد اعتاد على فقدان الامل ، لكنني انا من تألمت لموت الكلب . و عندما وجد روث ، احس انه لم يعد وحيدا ، فريدا ، في هذا العالم ، لتدور الاحداث ، و ليكتشف انه هناك في الخارج ، من حاول ان يتماشى مع العدوى ، و اعتبروا نفسهم القادة ، و سمحوا لانفسهم بقتل بني جنسهم ، فقط لانهم ارتأوا  انهم اكثر ذكاءا منهم ، يال العجب ، أوليس كلكم مرضى اموات ! لكن نيفيل كان قد أغفل انه قتل العديد منهم ليحيى ، في حين انه تألم عندما رآهم يقتلون بعضهم ،  لكن أليس القتل واحدا لا يبرر ؟! طرح هذا الكتاب العديد من الاسئلة العالقة في عالمنا للان ، كيف يبرر كل انسان قتل الاخرين ، و يضفي عليه المشروعية ، و كيف يحاول الكثيرين التخلص دوما ممن ي

كتاب لطيف ، كنت احتاج لهكذا كتاب للعودة للقراءة ، رغم ان الكاتب صدقا لا يعلم شيئا عن النساء و لا عن الطبخ 🤣. اختلف جدا مع الكاتب ، الانسان لا يحتاج الى الخيانات الزوجيه او في اي علاقة طويلة الامد ، للتجديد ، ان الخيانة مهما كان تبريرها تهدم و تخرب العلاقات ، تفقد الشريكين ثقتهما بالاخر . 

هل الله موجود ؟ سيجيبك كل شخص حسب معتقداته ، منهم من سيخبرك بسرعة " نعم هو موجود " بدون تفكير ، هذا ما اعتاد على ترديده ، و منهم من سيجادلك و يخبرك " هو غير موجود ، أرني انظر اليه ؟ " مسكين هذا الشخص ، يجادل فيما لا يجادل فيه ، يعتمد على عقله البائس ، ليردد جمله يخاف منها في قرارة نفسه . و منهم من يتمهل و يقول ، " لا أعلم ، لكنني أستشعره دوما ، عندما كسرت فجبرني ، عندما تهت فدلني " . مسكين من يربط الله بالماده ، هو ينتظر ان يظهر الله بكماله ، مسكين من لا يستشعر وجوده رغم انه مقتنع بوجوده ، مسكين من يظن أن الله خلقنا لكي يقيدنا ، رغم انه خلقنا أحرارا ، لنا حرية الاعتقاد و التفكير ، فكيف يظن أنه سيقرر عنك ؟! انت وحدك سيد الموقف ، يمكنك انكار وجوده ، و يمكنك الشعور بوجوده ، لكن دوما يجب عليك أن تتحمل العواقب . تجربة روحية فريدة ، عاشها الكاتب بين ثنايا تلك الصحراء ، طبعا يجب أن تعيشها هناك ، عندما تتجرد من كل شيء ، و ينفتح عقلك و ذهنك للصحراء . اجاد الكاتب وصف تجربة روحية عاشها ، حتى أثرت في و احسست انني كنت معه هناك في ذلك الجبل " جبل تاهات "

لا أحدَ ينكُرُ أنه كان عامـاً صعباً .. وأن بقاءنا شاهدين على آخرِ أيامِه  إنجازٌ يستحقُ الرضا ويستوجبُ الحمد.. علّمنا أن السلامةَ في البُعد .. وأن من أغلقَ فمهُ حَفِظَ نفسه.. وأن البيتَ هو المأوى.. وأن العائلة هي الإرثُ الأغلى.. وأن أغلب الظواهر الإجتماعية مجاملاتٌ يمكنُ الاستغناء عنها .. وأن طباعَنا تتبدّل.. وأمنياتنا تتغير.. فعلاً كان عام إستشعار لِلنعم  .. الحمدلله ❤

هذا الكتاب من افضل ما قرأت لهذه السنه ، فاوغسطين ذلك الشاب الذي عاش وحيدا دائما ، منحه الله موهبة لم يمنحها لغيره ، و هي قدرته على رؤية الاموات . لكل منا شخص ميت احببناه و احبنا ، نرفض و هو يرفض ان يتركنا ، ربما يعتبر البشر هذا الكلام ضربا من الجنون ، لكن ذلك الانسان الراحل ، عندما نستشعر نحن الاحياء الذين نحبه وجوده معنا ، يخفف ذلك عنا وطأة الفراق . و بعدها يطرح الكاتب اكثر الاسئلة وجودية ، هل يرتبط العنف بدين من الاديان ؟ هل يمكن لله ان يشجعنا نحن البشر على القتل و العنف باسمه ؟ هنا جاء الجواب ، نحن البشر نختار من كلام الله ما يناسب اهواءنا ، يبرر عنفنا و كراهيتنا ضد بغضنا البعض ، و نتجاهل ان الله اخبرنا انه هو المحبه ، و انه لا اكراه في الدين . ما ادهشني ، ان اوغسطين ، رغم انه تعرض لتفجير ارهابي ، و كان بعدها قد التقى باخ الرجل الذي فجر نفسه ، الا ان ذلك لم يغير قناعاته ، و لم يجعله يكره البشر ، الذين قابلوه دوما بالاستنكار و التنمر ، لتنتهي حياته لكي ينقذ ٨٠٠ شخص في مسرح غالمون . كان الكاتب مبدعا ، ابدع قصة باسلوب مشوق ، و طرح للعديد من التساؤلات الوجوديه ، الدينيه و الفلسفي

الجبال هي طريقة للعيش ، من يتعود تنفس هواء الجبال العليل  ، سيتصعب حياة للمدن ، و هو ما حصل مع والدي بيترو ، ظلا على حنينهما للجبال التي جمعتهما بداية ، و نقلا هذا الحب لولدهما . صدقا كان الاسلوب و الحوار ، و السرد مملا جدا جدا جدا .  

لا يطير ، الا من يمتلك الشجاعة ، هذه هي الحقيقة دوما . ما اجمل ان تحافظ على وعدك ، و هذا ما فعله القط ثورباس ، وعد النورس كنغة و اوفى بوعده ، فحضن البيضة ، و انتظرها لان تفقس ، و هكذا ولدت محظوظة بين القطط ، رعاها و أطعمها ، و نهاية ساعدها و علمها الطيران ، و لاجل ان يوفي بوعده ، انتهك المحرم من قوانين القطط ، و تكلم بلغة البشر ، ليساعد محظوظة و يعلمها الطيران ، و هكذا كان ، طارت محظوظة ، ووقف ثورباس فخورا بها ، حزينا لان ذلك يعني الفراق . القصص التي على لسان الحيوانات ، دائما لا تجذبني ، لكن الكاتب هنا اجاد السرد و الحوار 😊.

مرعب هو كل ما يخالف الطبيعة ، هل لك أن تتصور مدينة لا يزورها الموت ؟ هل لك أن تتصور ان تعيش و تعيش و ليس هناك حد لهذه الحياة ، انك بعد كل هذه الحياة ، و مع كل من فقدناهم ، اننا لن نؤول الى الله و نرى من فقدناهم ؟! هكذا كانت الحياة في تلك المدينة ، العديد من البشر ، ليسوا احياءا ، و كذلك ليسوا أمواتا ،  ضاقت بهم المستشفيات ، البيوت ، و حتى الشوارع . لكن دائما يعود الانسان الى طبيعته ، حاول العديد منهم ، وضع حد لآلام من يحبونهم ، و تجاوزوا حدود المدينة ، الى مدينة يموت فيها البشر ، ليدفنوا من يحبونهم و يريحوهم من عذاباتهم . و تدور الايام ، حتى قرر الموت من جديد ان يبعث برسالة ، ليعلم البشر بانه عائد  بعد منتصف تلك الليلة ، و مع نهاية دقات الساعة ، توفي جمع هائل من البشر المعلقين بين الحياة و الموت ، عادت الحياة الى سابق عهدها . صدقا دائما ساراماغوا يفاجؤني بافكاره و كتبه ، رغم انه اطال السرد الممل في هذا الكتاب ، فلذلك اثرت تقييمه هكذا . اخيرا ، رغم رمزية القصة ، عندما فسر الكاتب ، غياب الموت عن عمله ، فعزاه الى وقوعه في حب عازف الموسيقى ، الحب دائما يعني الحياة ، و بذلك منحت موت ال

الكثير و الكثير من السرد الممل ..ربما الكتب ذائعة الصيت ليست كما نتوقع دائما .. مخيبة للامال ..  

زوئيل ، فتى قرر خطف طائرة بلا اي دافع سياسي ، ديني ،... بلا اي كراهية الا للفتاة التي أحب استرولاب ، تلك التي تمثل بنظره برج ايفيل ، الذي قرر ان يصطدم به بعد خطف الطائرة . لكل منا دوافعه ، فهذه قصة شخص احب ، و لم يبادله الطرف الاخر الحب الا متأخرا ، فالانتظار و الاهمال ، يجعل قلب العاشق باردا بعد طول الانتظار . ما كرهته في هذا الكتاب وصف ألينور بصفات بشعه ، لا تمت لها بصله ، فهي انسانه مختلفه ، ليس ذنبها انها مصابة بالتوحد ، و لا يوجد ما يبرر تلك الالفاظ و الصفات البشعة .  

صدقا لم ارى شخصا يهوى استغلاله كما هو حال ريكاردو ، خدعته الفتاة التشيلية المزيفة كما اثر وصفها ، في صغره ، و بعد لقائه في باريس ، دائما ما  استغلته لانها متيقنة بانه يحبها ، فاستغلت دائما حبه لها لتعيش الحياة كما تريد ، و عندما تريد ان تحس بان هتاك شخص يحبها تعود الى ريكاردو ، اهكذا تستغل شخص كان ذنبه فقط انه أحبك ؟ ! ربما الشيء الوحيد الممتع هنا هو التعرف على تاريخ بيرو ، و انتقاله من الديمقراطيه الى العسكريه الى الديمقراطية من جديد . كانت بداية سيئة لي مع يوسا ، لكنني سأحاول ان أقرأ له من جديد .   

يبدو ان عالم السحر لا يستهويني ، لا اجد اي متعة في اي قصص غير واقعية و مليئة بالخرافات ..

لا اعلم كيف استطاعت السيدة توكي احتمال كل هذا ، بدءا بابعادها عن عائلتها ، و اعلامها باصابتها بالجذام ، ذلك المرض الذي يشوهك ، و يصيبك بآلام كبيرة ، يعزلك عن العالم ، و في تلك الفترة لا شفاء منه ، كانت وحيدة ، صغيرة ، تحاول النجاة بنفسها . و بعدها كتب الله لها الشفاء ، لتدرك بانها حبيسة ذلك المكان ، مصح  تشينوين للابد ، لا يمكنها الخروج من هنا ، حاولت ان تخلق عالما لها ، بالاصغاء الى هذا الكون الواسع ، للاشجار ، للقمر ، اوجدت عالما جميلا ، لتستطيع ان تتقبل حبسها ، و تشوه يديها ، و يال السعادة ، نجحت ، و بعد ان سمح لهم بترك المصح اخيرا ، و بمعاملتهم كبشر طبيعين ، ياه كم حلمت السيدة توكي يوشي بتلك اللحظة ، لتكتشف بان العالم في خارج المصح قاس لا يرحم ، لم و لن يعاملوها على انها طبيعية ، ستبقى اصابتها بالجذام وصمة في حياتها ، رغم انه قدرها و ليس اختيارها . اطلت الحديث عن السيدة توكي ، حقا آلمتني و ألهمتني هذه السيدة الرائعة كما ألهمت سينتارو و جعلته يجد هدفا له في هذه الحياة .