مراجعة لكتاب " بوذا في العالم السفلي " ل جولي أتسوكا
لا أعلم كيف استطعن تحمل هكذا حياة ، سافرن فتيات لا يعلمن شيئا ، تركن اليابان و اهاليهن الذين زوجوهن لمن لا يعلمن ، و قبضوا أثمانهن ، متوجهات في رحلة طويلة ، متعبة و في بعض الاحيان قاتلة الى أمريكا .
عندما نزلن في بلد الاحلام ، قابلن لاول مرة من سيكملن مشوار الحياة معهم ، لكن للاسف كانت اشكالهم تناقض صورهم ، اعمارهم أكبر من ما كتبوا لهن و لأهاليهن ، يعملون في الزراعة عند الامريكان ، و ليس بمصارف و متاجر كما ذكروا لهن ، كانت زيجات قائمة على الكذب ، لكن لا مفر ، أصبحن في بلاد بعيدة لا يعلمن عنها شيئا .
اشتغلن في الزراعة ، الغسيل ، خدمة البيوت ، الطبخ و كل الاعمال ، بدون كلام او تذمر ، تحملن كل تلك الظروف ، و أزواجهن الذين كانوا في أغلب الاحيان سيئين ، مؤمنات بأن هذا هو قدرهن ، أنجبن الاطفال بالاكراه ، و أكملن طريق الحياة ، وواصلن العمل و تربية الاطفال ، كل ذلك بدون أدنى تذمر او شكوى .
و عندما قامت الحرب العالمية الاولى ، قامت أمريكا بكل وقاحة و نكران للجميل ، باتهامهم بالخيانة و العمالة لوطنهم " اليابان " و قاموا بتهجيرهم من بيوتهم ، حقولهم ، حياتهم تلك التي تعبوا فيها ، و اجبروهم على ترك كل شيء خلفهم فقط لأنهم يابانيين .
كيف لهذا شعب أن يكون بذلك الجحود ، للأسف هي أمريكا ، بلد المهاجرين ، الذين يتهمون البعض باصولهم ، و نسوا أنهم أصلا مهاجرين ، و ليسوا هم سكان البلد الاصليين .
صدقا كان كتابا رائعا ، و مما زاد من جمال الاسلوب ، استخدام صيغ الجمع في الحديث عن اليابانيات و من ثم ذكرهن و ذكر اسمائهن و اعمالهن .
تعليقات
إرسال تعليق