مراجعة لكتاب " يرى من خلال الوجوه " ل ايريك ايمانويل شميت

هذا الكتاب من افضل ما قرأت لهذه السنه ، فاوغسطين ذلك الشاب الذي عاش وحيدا دائما ، منحه الله موهبة لم يمنحها لغيره ، و هي قدرته على رؤية الاموات .
لكل منا شخص ميت احببناه و احبنا ، نرفض و هو يرفض ان يتركنا ، ربما يعتبر البشر هذا الكلام ضربا من الجنون ، لكن ذلك الانسان الراحل ، عندما نستشعر نحن الاحياء الذين نحبه وجوده معنا ، يخفف ذلك عنا وطأة الفراق .
و بعدها يطرح الكاتب اكثر الاسئلة وجودية ، هل يرتبط العنف بدين من الاديان ؟ هل يمكن لله ان يشجعنا نحن البشر على القتل و العنف باسمه ؟
هنا جاء الجواب ، نحن البشر نختار من كلام الله ما يناسب اهواءنا ، يبرر عنفنا و كراهيتنا ضد بغضنا البعض ، و نتجاهل ان الله اخبرنا انه هو المحبه ، و انه لا اكراه في الدين .
ما ادهشني ، ان اوغسطين ، رغم انه تعرض لتفجير ارهابي ، و كان بعدها قد التقى باخ الرجل الذي فجر نفسه ، الا ان ذلك لم يغير قناعاته ، و لم يجعله يكره البشر ، الذين قابلوه دوما بالاستنكار و التنمر ، لتنتهي حياته لكي ينقذ ٨٠٠ شخص في مسرح غالمون .
كان الكاتب مبدعا ، ابدع قصة باسلوب مشوق ، و طرح للعديد من التساؤلات الوجوديه ، الدينيه و الفلسفية .