خربشاتي

كتاب لطيف جدا ، صدقا لا اعلم كيف يتحمل بائعوا الكتب هذه المواقف المحبطة في بعض الاحيان و المستفزة حينا اخر ، لكنني أتمنى أن اكون بائعة كتب لاستمتع بقراءة هذا الكم الهائل من الكتب .. 😊

احسست بالملل و القرف لقراءة ٦٠ صفحة منه و لم اعد احتمل اكماله .. كتاب تافه بلا اي موضوع ..

أظن ان كاملة شمسي بدأت روايتها جيدا ، لكنها أضاعت الطريق بعد موت سجاد ... لا أعلم كيف لاي انسان في هذه الحياة أن يبرر القاء قنبلة نووية على بشر مثله ، يدمر حياتهم لاجيال قادمة ، يجعلهم يروون اجسادهم و اجساد احبائهم تذوب امامهم ، تقضي على اية حياة على مسافة اميال و اميال ، فقط لانه يمتلك جنسيتها ؟! كيف ل " هيروكو " أن احتملت ان ترى والدها يتحول الى كائن اخر يحتضر ، ان تبحث عن جثة " كونراد " حبها و خطيبها ، و لا تجد له اي اثر ، ان ترى طوال حياتها اثار الحروق " اللاادمية " على ظهرها للابد ؟! صدقا لا جواب لدي . هربت من ناجازاكي الى ديلي لتبحث عن ما يربطها ب " كونراد " اخته " اليزابيث " و زوجها ، لتلتقي هناك  ب " سجاد" رفيق العمر و الدرب . و بعد زواجهما  هربهما من هندوستان المشتعله في حرب ضروس بين الهندوس و المسلمين ، لينتقلا بين دلهي ، اسطنبول ، و كراتشي . ربما كان زواج سجاد و هيروكو حلوا ، مليئا بالتناقضات و الاختلافات لكنه استمر و نجح ، تقبل سجاد زوجته بكل آلامها و ذكرياتها و حبها القديم المؤلم ، هي تقبلته بخوفه ، بحنينه لب

صدقا كان كتابا حلوا ، لم يزعجني فيه سوى الترجمة فلذلك قيمته ب ٣ نجمات ، كان المترجم سيتعرض عضلاته في بعض الكلمات التي لم تفد القارئ و طبعا لم تغني الكتاب . نتنقل هنا بين ليلي و موزيت ، الاختين التوأمين اللتان كانتا دوما واحدا ، الى ان حدث الشرخ بينهما بسبب تدخل والديهما بطريقة بشعة في عيد مولدهما الرابع ، و استمرت موزيت بكره اختها ، بسرقة حبيب اختها ، و زواجها الفاشل من رجل ثري فقط لتحس بانها تفوقت على ليلي ، بينما هي خسرت حياتها كاملة ، لتنتهي بانتقامها و قتلها لاختها ليلي . اما قصة ماندين الفتاة المفعمة بالطيبة و الحب و السيد غولدن  الذي لا يعرف الحب ، كانت البداية برهان عصبة من المراهقين الفاسدين على ماندين ، فبكل الحقارة الموجودة في هذا الرهان انتهت بمجيء طفل الى هذا العالم . لكن لم يمنع ذلك من تنكر وليم له الى ان احتاج وريثا ، عندما فقد قدرته على الانجاب ، فتذكر ماندين و الطفل ، فرجع على اعقابه ليضم ابنه من جديد . لكنه خلق من ابنه شخصا بلا قلب و لا ضمير مثله تماما ، و بدئ جيمس الصغير بالتنكر لامه بعد ان عرف بذخ حياة والده . لكن ماندين التي لا تعرف الا الحب سامحت و غفرت لوليم 

هل لانني اعيش في هذا العالم اعتبر انانية ؟! لكن مجيء البشر الى هذا العالم لم يكن بارادتنا ، لكن لنا الخيار دوما بالمواصلة ، او ندع الحياة تمر و نحن لا نزال واقفين ننتظر النهاية ، و اكثرنا جبنا هو من يختار ان ينهي حياته بيديه مهما كانت مبرراته . كتاب يحوي فلسفة لا تمت للعالم و للواقع بشيء ، لا فائدة منه للاسف .  

"كنت أحاول ان اشرح لوالدي أن الحياه هبه غريبة . في البداية نغالي في تقديرها ، و نعتقد أننا استلمناها لنستخدمها دوما . ثم نسيء تقديرها حين نجد أن الحياة قصيرة جدا و غير كاملة و نكون مستعدين تقريبا للتخلي عنها . و في النهاية ندرك أنها لم تكن هبه بل دين ، و عندهتا فقط نحاول أن نستحقه . " يوجد عندي الكثير لاقوله ، لكن الكلمات تخونني ، اوسكار طفل رائع رغم صغر عمره ، الى انه حاول ان يعيش حياة كامله خلال ١٢ يوما سبقت رحيله عن الدنيا . كان مؤثرا في حياة الماما الوردية " المصارعة سابقا " ،والديه ،  بيغي بلو ، بوبكورن ،  و حتى الدكتور دوسلدورف الذي حرره من احساسه بالذنب قبل رحيله عن هذه الدنيا ، و في انا  ايضا . كالعاده ينجح شميت بكتابة نص رائع من خلال ٩٥ صفحة فقط . 

نحن في هذه الحياة عبارة عن فكرة ، مبدأ ، او ربما لا شيء . نحن من نحدد بقاءنا هنا ، هل سيطول ، ام سيطويه النسيان ؟! من آمن بفكرته ، بمبدئه ، سيعيش طويلا ، لن يغيبه الموت ، و الا فلا داعي لذكرك . هكذا كانت بياتريس ، واثقه رغم الشك في داخلها ، مستعدة لافتداء الجميع بحياتها ، و هكذا فعلت ، افتدت اخاها و مدينتها  بحياتها و رحلت . توبياس بنظري كان مهزوما مترددا جدا ، مغرورا جدا حتى لو لم يقتنع بذلك ، يريد اثبات نفسه بانه كامل بشتى الطرق حتى لو تضمنت ايقاع الاذى باناس لا ذنب لهم . يبقى البشر هكذا ، يجابهون الظلم بالظلم و العنف ، يصنفون البشر وفق معايير تناسب من يدعون السلطة و الحكم ، ربما ابشع شيء في هذه الحياة ان تكون سياسيا او حاكما  ، هو بشع جدا ، لان الجميع يختارون الظلم و التفرقه بدل الامان و السلام . الا في شيكاغو ، فجوانا و ايفيلين اتفقوا نهاية على السلام . و لا شيء غيره ، اعطوا للانسان حرية الذكريات و الامان و الاعتقاد ، حاولوا تناسي الماضي ، لبدء اساس لحياة اجمل . مبدعة انت فيرونيكا روث ، ففكرة الظلم و التفرقة و طبيعة البشر ، و كيف ان اغلب حكوماتنا تنظر الينا كفئران تجارب اجدت

قرأت جزأين من الرواية في يومين ! احداثها مشوقة جدا ، و صدقا فيها الكثير من العبر ، و من واقعنا نحن . سيكون العالم مرعبا ، عندما يحتله اصحاب المعرفة المجانين ، من يظنون ان اختراعاتهم و دراستهم و علمهم هو حكر عليهم ، هم فقط من يفكرون  عن كل البشرية ، لان باقي البشر لم و لن يستطيعوا الفهم ! لا اعلم من أعطاهم الحق بذلك  ، الله خلقنا جميعا بنفس العقل ، نحن قادرون على التفكير ، لا نحتاج لتفكيركم و لرعايتكم . هؤلاء هم جماعة المعرفة ، في هذا الكتاب ، و في واقعنا ، حاولت جانين ان تستعبد عقول البشر و تحاول السيطرة عليهم ، ان تجعلهم دمى قتل خاصة بها ، و بكل وقاحة تخبر الجميع انها تريد الازدهار و البناء . وقحون جدا من يمتلكون المعرفة  بهذه الطريقه ، لكن هل بربكم يكون الحل هو الفتك بهم كما فعلوا بكم ؟! لا اعلم لماذا من يحاول الاصلاح و الثورة على الظلم ، يكرر اخطاء عدوه نفسها ، يقتل الابرياء ، و يبرر فعلته بانهم هم من جنوا على نفسهم ، بربكم كيف تحكمون ، انتم مثلهم لا تختلفون عنهم بشيء . بياتريس ايتها المتمردة ، من تضع دوما مصلحة الجميع فوق كل شيء ، هي تنكر ذاتها في سبيل مصلحة الاخرين ، تضحي بن

خطر انت ان كنت تمتلك عقلا تستخدمه للتفكير عكس الجميع . لكن ألم يخلق الله العقل لنا للتفكير ؟! ان كنت تمتلك عقلا و افكارا  و مبادئ ، يصعب السيطرة عليك ، لن تكون جزءا من القطيع ، سينبذونك و يبتعدون عنك ، سيشعرونك بانك غريب و مختلف ، هذا كان واقع بياتريس ، عقلها يعمل فهي جامحة . كان مؤلما أن تضطر للتخلي عن والديك ، لتكتشف ذاتك ، كل مبادئ نكران الذات التي اعتقدت بياتريس انها لم و لن تمتلكها ، اكتشفت خطأ ذلك ، فهي تهرع لمساعدة الاخرين و انقاذهم ،  لكنها اضافة لذلك تمتلك الشجاعة ، فلذلك اختارت جماعة الشجاعة. لكن بعد اختيارها و اثناء مرحلة التلقين  اكتشفت ان الشجاعة في بلد الشجاعة مختلفة ، فهي تشجع النذالة و الضرب الى حد الموت ، تبجل قتل الذات ، مؤسف ان يتم خداعك بشعارات رنانه . لتكتشف اخيرا عمق المؤامرة التي تجري بين المعرفة و الشجاعة للاطاحة بنكران الذات . هنا حاولت هي و توبياس لانقاذ اهلهم ، لكن كان الثمن غاليا ، هي فقدت والديها ، ضحيا بانفسهما لتعيش هي و اخيها " كايلب " ، فكانا اكبر مثال لنكران الذات . صدقا كانت رائعة ، قرأت هذا الكتاب خلال ليلة واحدة  ، مناقشة القيم و كيف

هل من الممكن ان يحتوي كتاب على هذا الكم من الفرح ؟! دكان جدي كتاب للاطفال ، يتحدث عن نظرة الاطفال الى عالم الكبار . تلك القواعد العشرة هي ملخص لطيف لكيفية تعامل الكبار مع الاطفال ، الحياة للاطفال مليئة بالحلوى ، و اللعب و الكثير الكثير من القصص .  صدقا هذه الطفلة صغيره بعملها في دكان جدها البقال و جدها القهوجي كانت مميزة مليئة بالافكار و ايضا بالمصائب .. فمن بيع البطاقات ، و من زيادة الاسعار كيف ما حلا لها ، و من وصفها الادوية للمرضى ، كانت عالما حلوا . نحن في دواخلنا طفل صغير ، يجب ان نحافظ عليه مهما كلفنا الامر ، فهذا الطفل الصغير يجعلنا نستشعر الفرح و الحب ، يحمينا من هذا العالم السيء ..   

صدقا لا اعلم ربما كثرة الاسماء ، كثرة التفاصيل التي لاداعي لها براي المتواضع ، بربك من يريد ان يعرف عن لون البحر و الثلج  و السماء  كل دقيقة ؟! كانت مخيبة للامال ..  

من يجمعهم حب الموسيقى ، يجمعهم القدر نفسه . كارلا ، اراسموس و جوان ، كلاهم أحب الموسيقى كل على طريقته ، كارلا بصوتها السوبراني الرائع ، اراسموس بعشقه و ابداعه في صنع الكمنجات ، و جوان بعزفه بطريقة لا مثيل لها . اراسموس و جوان رغم عدم معرفتهم ببعض الا انهم تشاركوا ذات الحلم ، و ذات الغناء ، لتجمعهم الصدف في البندقية ، و لينتهوا الى نفس المصير . احب الموسيقى ، و احب معرفة معلومات عنها ، و هو ما وفرته لي هذه الرواية الحلوة .   

اذا كانت الترجمة مبدعة كهذه ، فطوبى لهكذا مترجم .. صدقا رواية كار هي رواية مكررة و معاده ، لكن المنفلوطي بترجمته و جزالة ألفاظه اعطاها جمالية و ابداعا لا مثيل له . قرأا ترجمات عديدة ، لكن لم اجد كهذه الترجمة ، أغنت الرواية ، و اعطتها نبضا جديدا . اما بالنسبة للرواية ، مخطئ من يعتقد ان نوعيات " ماجدولين " لم يعدن موجودات في هذه الحياة ، هن كثر ، الكثيرات من يحلمن بالثراء ، فتتزوج المال ، الكثيرات من يحلمن بالزواج من وسيمي الوجوه ، فيتزوجن الجمال ، لكن هن ينسين ان المال و الجمال لا يدومان ، فيبدأن بلوم الزوج لما فعل بماله و جماله ، و يبدأن بلوم الحياة و النصيب ، لكن للاسف يتناسين أن السبب فيما فعلته يداهن هن أنفسهن ، و هذا لا ينطبق فقط على النساء في زمني و لكن على الرجال ايضا . كل زواج بدون مودة و محبة ، هو زواج لا روح فيه ، ليدوم الزواج و لننجب اطفال اصحاء لهذه الحياة ، يجب أن يكون اساسه هو المودة و المحبة ، المال و الجمال زائلين و متبدلين ، يوما معك ، و يوما ليس لك . 

لم اجد اجزل من هكذا لغة و من هكذا ألفاظ ، صدقا من يبدع رسائلا كهذه غير الرافعي ، و كيف ل " فلانه " ايا كان اسمها ان تتركه بعد ان قرأت كل ما كتبه لها ، صدقا لا أعلم . رحمك الله يا رافعي ، و سامحك الله يا " فلانه " على ما فعلت بقلب هذا العاشق . لكنني اجد " رسائل الاحزان " و "السحاب  الاحمر " اجمل و اجزل من " اوراق الورد " لكن ذلك لم ينقص من سحر كلمات الرافعي شيئا .  

من يقدر كباولو أن يجعلك تعيش تجربة روحانية في كتاب ؟!  من كباولو يحاول ان يخلصك من مخاوفك بكلمات بسيطة ؟! صدقا كان " لأليف " تلك الفتاة التركية النصيب الاكبر من معرفة هذا الرجل الرائع و مشاطرته رحلة طويلة عبر سيبيريا . كم احب تلك التجارب الروحانية ووصفها الرائع الذي يبدع فيه باولو .  

هل الخطأ في انا ام في البشر ؟! لا اعلم للان ما هو الهدف من هذه الرواية ، ما هو المغزى من سلالة " آل بويندا " الكرام ،  لم اجد بهم شخصا راشدا ، فهم اغلبهم مجانين و مقرفين ، تداخل العلاقات في هذه العائلة مقرف . كيف لهذا الكتاب ان يعد من اجمل ما كتبه البشر ؟! كانت من اسوا ما قرأت صفحات و صفحات ممله و لا معنى لها ، رغم ما سمعته عن ماركيز و ابداعاته ، الا انني اجده اقل من شخص عادي ، كل كتبه ممله و لا مغزى لها .  

لا اعلم ما هو الممتع في هكذا كتاب ، قصة عن تداخل عالم الجن الذي لا نعرف عنه شيئا و عن عالمنا ، الفاظها ضعيفة ، و التعبير عن الفكرة سخيف . محزن حال الكتاب العرب في هذا الزمن ، ينتقون افكارا يعتقدون انهم يتفردون بها ، لكنها افكار سخيفة ، لا يعرفون كيف يعبرون عنها ، و لا كيف ينتقون الكلمات و الجمل و يربطونها ببعض للتعبير عنها .  

كم كانت رواية موجعة ، كيف لحلم بسيط في الحياة الكريمة ، تنقل الرجال من فلسطين الى الكويت في رحلة العذاب و المشقة التي تنتهي بالموت . مؤلم ان تكون طموحاتك بسيطة .. بسيطة جدا ، فقط حياة كريمة  ، ترسم الاحلام و الخطط لتحققها ، فيستغلك الجميع ، المهربون الجشعون يسرقون نقودك و احلامك . تكون نهايتك موتا في صهريج للمياه فارغ ، ساخن من حر الشمس اللاهبة .  

اي كتاب رائع هو رسائل الاحزان ، كيف لكتاب صغير لا تتجاوز صفحاته ٨٠ ، ان يحتوي كل هذه المشاعر ، و اللغة الجزلة . كيف لكلمات ان تنقل عالمك كله الى داخل هذه الكلمات . من اروع من الرافعي في هذه الكلمات و الرسائل . هو الكتاب الوحيد الذي قراته ٣ مرات .  

هذا الكتاب للان لم افهم ما المغزى منه ، رغم ان الكاتب اظهر كيف خرج اهل حيفا منها ، و اجاد وصف ذلك الواقع المؤلم ، لكن ماذا تتوقع عندما تترك طفلك ، في بيتك الذي اجبرت على تركه و الفرار ، و يتبنوه اليهود الذين استطونوا بيتك ، و عندما تعود للبحث عنه بعد ٢٠ عاما ، و تجده مجندا في جيش الدفاع كما يسمونه ، هل لك الحق في العتب و اللوم ؟! طبعا لا ، هو كبر و عاش على انه يهودي ، لا يعلم الا تلك الروايات التي زرعها من رباه في راسه . هو ليس خطاه ، و ليس خطا اهله ايضا ، كل له اسبابه و دوافعه . 

كان اول كتاب قراته ، عندما اردت العودة للكتب ، باي ذلك الطفل الهندي الذي فقد عائلته مع غرق السفينه التي اقلتهم من الهند ، و الذي عاش في مركب صغير مع نمر ، و كيف تعايش مع ذلك النمر ، و عندما وصل الى الجزيرة النائية كيف تغلب على تلك الصعوبات الى حد انقاذه . تعلمت من هذا الكتاب ، مهما بلغت صعوبات الحياة معك ، ان اردت احتيازها فستتجاوزها بمعونة من الله . ابدع يان مارتل في هذا الكتاب ، كان سبب عودتي للقراءة منذ اربع سنين و لازالت للان .  

كم احببت هذا الكتاب ، و كم احببت الفيلم ايضا ، فهنا نرتحل مع روبرت لانغدون الى دولة المسيحية " الفاتيكان " ليكتشف تلاعبا و تزويرا  في الداخل البابوي ، و كيف قام احد الكهنة ، بتصوير نفسه مخلصا ، كل ذلك ليصل الى منصب البابا كاصغر كاهن يتولى هذا المنصب . دان براون مبدع في التسلسل و التشويق ، عندما تبدا بكتاب له لا تتركه الا مع نهاية صفحاته .  

مشكلة هي تزواج الاعراق في بعض الدول ، كدول الخليج مثلا ، بعضهم يحب الخادمة ، و ينجب منها اطفالا ، لكنه يصحو من ذلك فيما بعد ، كيف هو ابن السيد ان ينجب طفلا آسيويا من خادمته ، لقد نسي بجبروته هو انه ابنه من لحمه و دمه ، و ان جاء هذا الطفل لهذه الحياه ، فهو بقرار منه هو ايضا و ليس منها هي فقط . عيسى " جوزيه " طفل نصف كويتي ، نصف فلبيني ، صراع الهوية ، امه " جوزيفين "  اعدته ليكون كويتيا ، عائلة والده رفضته لان ملامحه فلبينيه ، كم هم البشر قاسون ، كم هي المجتمعات قاسيه ... كان كتابا حلوا ، ناقش قضية عانى منها الكثير ، الكثير من الاطفال المنبوذين ، و لازالوا للان يقدمون على مثل هكذا قرار ، انجاب اطفال لا يرغبون بهم .  

من انت لتفكر ، من انت لترفض ، انت فقط عليك اتباع الاوامر ، الحقيقة هي ما تقولة لك الدولة ، اذا استخدمت عقلك للتفكير ، تصبح كارثة ، مصيبه ، يجب اسكاتك فورا ، لا يحق لك الزواج ، الحياة ، فقط عليك العمل ، و ليس اكثر . هكذا هي الحياة في بريطانيا الاشتراكيه كما تصورها الكاتب ، هي مظلمه و سوداء . جورج اوريل هو كاتب مبدع ، المعظم يسمونها ديستوبيا ، انا اسميها واقعا ، هي واقعنا دوما ، في كل زمن تتواجد هذه النماذج من القمع ، من يفكر و يستخدم عقله هو انسان خطر ، أوليس العقل اوجده الله لنا لنفكر ؟! ..  

مبدع انيس منصور في كتابه حول العالم في ٢٠٠ يوما ، كنت معه في الهند ، تذوقت طعامهم الغني بالبهارات ، شربت شايهم ، سافرت معه الى افريقيا ،روسيا ، ... و كل مكان سافر اليه . لم و لن اجد كاتبا مبدعا ينقلك معه اينما حل و ارتحل كانيس منصور " رحمه الله ." 

هذا أنا أعود لاكتب عن الطنطورية ، هي قصة كل فلسطيني ، و عذابه ، عندما أجبروا على ترك وطنهم ؛ و هجروهم من بيوتهم و اراضيهم التي لم يعرفوا غيرها يوما ، فقط لان العالم اراد التخلص من اليهود ،  فجاؤوا بهم ووضعوهم ووطنوهم في بلد ليست لهم ، دائما ما اتساءل كيف تحمل الفلسطينيون هذه المصيبه ؟ ! هم حاولوا الصمود دوما ، لم يرضخوا و يستكينوا لهم ، دافعوا و لا يزالون عن ارضهم ووطنهم ، عن ذكرياتهم هناك ، دفعوا الغالي و الثمين و لا يزالون .. فطوبى لهم ، و كان الله الى جانبهم دوما .. احب رضوى عاشور ، احب طريقتها في الكتابة و التعبير .  

هذا كتابي الثاني لنيكوس كازانتزاكيس ، كانت تجربتي الاولى مع زوربا اليوناني و كانت سيئة جدا جدا . اما مع المسيح يصلب من جديد ، كانت تجربة جيدة ، صورت مشهدا أتخيله دوما ، ماذا لو عادت الرموز الدينيه للحياة مرة أخرى ، هل من  يتشدقون باتباعهم لتعاليمهم سيتقبلونهم ؟! هل من ينسبون كل الكوارث لغضب من الله علينا لعدم ايماننا و بعدنا عنهم و بعدنا عن تعاليم رموزنا الدينية ، هل سيستمعون لهم ان عادوا من جديد لاعادتنا الى طريق الله من جديد ؟! هل الشيوخ و الكهنه و الرهبان ، الذين في مجملهم دوما يتاجرون بالشعارات الدينيه سيتركون لتلك الرموز المجال و سيستمعون لهم ؟! طبعا لا ، فأغلب البشر يحفظون و لا يفهمون ، يرددون و لا يشعرون ، هم لا يعرفون معنى الايمان ، كيف يستشعرون عظمة الله في ابسط الامور ، الله يرزق الجميع ، بدون حساب ، لا ينزل الكوارث علينا عقابا ، لكن الحياة التي خلقها الله فيها الجميل و فيها البشع ، لولا الاوقات العصبيه التي مررنا بها ، لن نستشعر فرج الله و حلاوة اوقاتنا و ايامنا . مسكين مانولي ، بداية طلبوا منه أن يستشعر المسيح ، و ان يحاول ان يكونه لمدة عام ، و عندما سار على دربه ، كره

أنهيت هذا الكتاب خلال يوم واحد ، و من لحظة اكمالي له احاول ان استجمع افكاري ، و مشاعري اتجاه ما قرأت لكنني عبثا أحاول . مشكلتي أنني طالما سمعت بالأيزيديين ، لكنني لم أعرفهم الا هذه السنه ، لا أعلم كيف لهم أن يتحملوا كل هذه الابادات ، كل هذا الظلم و الجور ، و مشكلتهم فقط أن لهم ايمانا يختلف عما حولهم ، فتارة يكفرونهم و يقتلونهم ، تارة يحاولون " هدايتهم " كما يقولون غصبا و عنفا ، فعاش الأيزيديين منغلقين على نفسهم ، كل ما يرودنه في هذه الحياه هو أن يحيوا بسلام ، و يحافظوا على ايمانهم بعيدا عن البشر . أوليس دين كل انسان و معتقداته و ايمانه هو ما يجعله يشعر بالامان و السلام و النجاة ، لماذا نحارب البشر في معتقداتهم و ايمانهم ، نحن نعبد الله جميعنا في قلوبنا ، كيف لأي شخص مؤمن بوجود اله واحد يسمح لنفسه بقتل الاخرين ، لاختلاف الطقوس و الشعائر ؟! أنا عندما سمعت بوجود " داعش " تملكني الخوف و انا لم التقهم في حياتي ، لأنني أعلم أن مثل هذه التنظيمات لا تمت لاي دين بصله ، هم فقط بعض الوحوش الجشعة لا أكثر ، يعبدون المال و شهواتهم القذرة ، يقتلون لغرض القتل و المتعة ، ما اقذر

صدقا قرأت الكتاب ، لانه من ترجمة المبدع " صالح علماني " رحمه الله لا اكثر . فكرة لطيفة تناقشها الكاتبه هنا ، ماذا يحدث لو تولت النساء حكم البلاد ؟! المرأة اكثر اتقانا في العمل ، شغوفة جدا بما تريد عمله ، معظم النساء يكرهن الظلم ، يحاولن مساعدة من يحتاج المساعدة . لكن لن تكون الحياة وردية اذا حكمت النساء ، فالنساء غيورات ، يتمسكن بالقواعد كما هي بدون فهم لها ، يكرهن بعضهن في بعض الاحيان ، في ذلك أختلف مع الكاتبة ، و اختلف معها في تعريفها للحرية ، فالحرية هي حرية التفكير و التعبير عن آرائي و تقبل الاخرين لهذا التعبير ان كانوا مختلفين معنا ، و ليس هي حرية في العلاقات بين الرجال و النساء او بين الجنس الواحد فقط . ضيق تعريف الحرية هذا .  

صغيرتي ماتيلدا ، تلك الفتاة الصغيرة التي لا تنسى ، لطالما اهملها أبويها لانها كما كانا يقولان " ليست بمستوى ذكائهم الفذ " ، فطبعا فالأب محتال ، يبيع سيارات قديمة على أنها جديدة ، أما الام فعقلها فارغ تماما ، تهتم بالتلفاز و اللوتو فقط ، أما " مايك الصغير ، فهو طفل صغير لا يعلم شيئا . لكن رغم ذلك ، تعلمت ماتيلدا لوحدها ، قرأت جميع كتب الاطفال ، و أغلب الروايات العالمية و الموسوعات العلمية و هي تكاد لا تبلغ الخامسة من العمر ، كانت تحسب الارقام بسرعة و دقة فائقة ، كانت طفله رائعة ، عقلها أكبر من عمرها بكثير . و حين تذكر أبويها ، أن ماتيلدا أصبحت في عمر المدرسة ، دخلت عالما جديدا من الاطفال و المدرسين  ، للاسف لتصطدم بكائن مزعج لا يفهم شيئا كالآنسة " ترانشبول " ، لكنها نهاية اثبتت نفسها كطفله متفوقة ، محبوبة بين زملائها ، و ساعدت الآنسة " هني لتستعيد ميراثها . صدقا أبدع رولد دال في هذا الكتاب ، احسست انني اعيش مع ماتيلدا هذه الحياة ، و مما اطفى روعة لهذا الكتاب هو الرسوم المرافقة له .  

و هنا تستمر الروعة ، و لو انني أحببت " تشارلي في مصنع الشوكولاته " أكثر . هنا نمضي مع تشارلي الصغير و السيد وينكا ، الى الفضاء الخارجي في ذلك المصعد الزجاجي ، لنلتقي بالوحوش الشريرة الخضراء ، التي حاولت القضاء على بعثة الفضاء الامريكية المرسلة الى الفندق الفضائي . لكن تشارلي الصغير و السيد وينكا اثروا انقاذهم ، رغم احتجاجات اجداد و ابوي تشارلي . و عندما عادوا جميعا الى مصنع الشوكولاته ، كان الاجداد على مفترق طرق ، و فرصة العمر لكي يرجعوا صغارا ، لكن كالعادة تتفوق الانانية عند البشر ، و لم يستمع الاجداد الثلاثة لنصائح السيد " وينكا " ، لاستعمال " وينكا فيت " فتقلصت سنين حياتهم الى الطفولة . هنا حاول الكاتب ايصال بعض الدروس اللطيفة ، مثل أن أغلب القادة و الرؤساء ، يتم تعيينهم او اختيارهم و هم لا يصلحون لهذه المراكز ، كما هو حال الرئيس و مربيته في هذا الكتاب ، و ان الانسان دائما أناني ، يعتقد أنه يعرف كل شيء ، متجاهلا اي نصيحة او تعليمات . و مرة أخرى اضفت الرسومات طابعا خاصا لهذا الكتاب .  

ما كل هذه الروعة ! أيمكن أن يحوي كتاب كل هذا الجمال ! كم أحببت تشارلي ذلك الطفل الصغير النحيل ، الذي يعيش هو ووالديه و أجداده الاربعة في نفس البيت ، و لا يجدون ما يقيتهم ، لكن رغم ذلك يحاولون ، و يستمرون ، و يفرحون . كان كل حلم تشارلي و عائلته وجبة شهية تقيتهم ، او لوح شوكولا رائع يستمتعون به . عندما أعلن السيد ويلي وينكا عن البطاقات الذهبية ، و الخمس فرص لزيارة مصنعة الشهير الغامض ، كم تمنى تشارلي ووالدية وأجداده أن يحصل تشارلي على واحدة منهن ، ليأكل الشوكولا لباقي حياته . لم يعلم أن هذه البطاقة التي ربحها ، ستغير حياته ، ليصبح هو مالك هذا المصنع الصغير ، لانه كان طفلا ذكيا ، قنوعا ، ليس شرها أكولا ك " اغستيس غلوب " و ليس علاكا فارغا  ك " فيوليت " و ليس قنوعا يعتقد أنه سوف يشتري كل شيء حتى البشر ك " فيروكا سالت " و ليس طفلا فارغ العقل و الروح ك " مايك تي في " . كم أحب قصص الاطفال التي تحوي عبرة للكبار . كم أحببت الرسومات الجميلة التي زينت صفحات هذا الكتاب .  

كيف لانسان أن يحتمل رؤية وطنه ، ارضه ، شجره ، هواءه و شمسه ، تلك الدروب التي مشى عليها دوما ، تلك البيوت التي عاش فيها كل عمره ، لحظات سعادته و حزنه ، كيف يحتمل ان يرى أهله ، اصدقاؤه ، رفاق عمره ، يهجرون ، يقتلون ، يساقون بعيد عن هذا الوطن ، كيف له أن يحتمل أن يأتي شراذم من كل انحاء الارض ، ليحتلوا هذا الوطن و يستبيحوه ؟! فلسطين ، جرح دامي في قلب ابنائها ، و في قلوبنا جميعا ، بعمق الالم كان هذا الكتاب مؤلما ، ينقل جزءا يسيرا من معاناة ابناء فلسطين ، و مصابهم الجلل بارضهم و بذلك العدو الغاشم الذي هجرهم ، و نكل بهم ، لكنهم للان صامدون ، يصرون على ارضهم ووطنهم . رغم أن بعض الدول الحقيرة ، سارعت ووضعت يديها بأيد اليهود طالبة للسلام بدون مقابل ، من أنتم لتطلبوا السلام ؟ ماذا صنعتم لتركضوا بحثا عن السلام ؟ هل دافعت عن أرض فلسطين الحبيبة ؟ طبعا لا . هل تعلمون كيف شعور من يفقد أرضه ، بيته و أهله ؟ طبعا لا فانتم بلا وطن و بلا تاريخ . هل ساعدتم بأموالكم الطائلة يوما في بناء بيت ، مدرسة ، او حتى طريق هناك في ارض البرتقال الحزينة ؟! لا ، فانتم ساعدتم منذ زمن اليهود و أمريكا بتمويل جيوشهم لقت

لقد كنا هناك .. انا كنت هناك ، اعاني الاكتئاب و انتظر اليوم الذي سأنهي فيه تناول ادوية مضادات الاكتئاب ، أنا اعلم ما هو الحزن ، و كيف يكون صديقا لك شرسا لا يتركك ، أعلم صراع الافكار الذي لا ينتهي ، اعرف كيف تجتاح الوحده قلبك و عقلك ، أنا كنت هناك و لا زلت . لا أعلم ما الرابط بين ما أقرأ و بين حياتي لهذه الفترة ، فكل الكتب فيها جانب عن الاكتئاب و القلق و التفكير و الفوبيا ، ملازماتي الوفيات ، و للصدفة العجيبة جميع أبطال الكتب ، يتناولون صديقي الوفي " زولوفت " مضاد للاكتئاب . لم احضر الفيلم و لا افكر بذلك ، كان كتابا عاديا ، يوميات امرأة خرجت من طلاق متعب ، و حب منتهي ، وقررت المغامرة و السفر الى ايطاليا حبا في تعلم تلك اللغة الموسيقية ، و من ثم سفرها الى الهند و بالي و زواجها . اكثر ما اعجبني هنا هو خلط بعض الكلمات الايطالية في سياق الاحداث ، مما اوقعني في غرام هذه اللغة التي باتت على لائحة امنياتي ، بعد انهائي للغة الالمانية .  

رواية  لا تستحق القراءة ، مليئة بالمهووسين و المجرمين ... بالنسبة لي هي مضيعة للوقت .. 

تلك المرأة الساهمة المتأملة في حديقتها ، تبدو من بعيد ملاكا طاهرا . ذلك المخلوق الاخضر ، الذي لا ذنب له في شكله كيفما كان ، ذنبه الوحيد أنه يحمل كل ذلك الحب لتلك المرأة المتأملة ، ذنبه أنه يستطيع أن يفهمها ، يعرف شعورها و أفكارها . عندما علمت المرأة بقدرته على معرفة مشاعرها ، ظهرت كما هي حقيقة ، بشعة القلب ، الأفكار و العواطف . فلا تغرنك المظاهر يوما ، فكل ما يهم ما استوطن القلب و العقل . عبقري أنت يا موراكامي في هذه القصة الرائعة .  

أجد نفسي عاجزة عن ترجمة افكاري و مشاعري بعد قراءة هذا الكتاب الرائع . لن و لم أجد افضل و اروع من ما خط في نهاية هذا الكتاب على لسان امين معلوف  و حسن الوزان أو  ليون الافريقي ليعبر عن روعة هذا الكتاب : مرة جديدة يا بني ، يحملني هذا البحر الشاهد على جميع أحوال التيه التي قاسيت منها ، و هو الذي يحملك اليوم الى منفاك الاول . لقد كنت في روما " ابن الافريقي " ، وسوف تكون في في إفريقيا " ابن الرومي " و اينما كنت فسيرغب بعضهم في التنقيب في جلدك و صلواتك . فاحذر ان تدغدغ غريزتهم يا بني ، و حاذر ان ترضخ لوطأة الجمهور . فمسلما كنت ، يهوديا أو نصرانيا ، عليهم أن يرتضوك  كما أنت ، او يفقدوك . و عندما يلوح لك ضيق عقول الناس ،  فقل لنفسك أرض الله واسعة ، و رحبه هي يداه و قلبه ، و لا تتردد قط في الارتحال الى ما وراء جميع البحار ، الى ما وراء جميع التخوم و المعتقدات و الاوطان .  

كان كتابا مملا ، لم استطع اكماله ، تجربة سيئة مع غيوم ميسو ، و بداية سيئة لقراءاتي لهذه السنه .. اتمنى ان تتحسن مستقبلا .