خربشاتي

لا اعلم ما السبب ، لم يرقني هذا الكتاب ، رغم انني احب كثيرا ليو تولستوي و اسلوبه الفريد ، لكنني لم اجد شيئا من اسلوبه في تحليل الشخصيات و الامور ، رغم انني املت دوما ان اقرا الحرب و السلم ، لكن للاسف كانت عكس ما اتوقع .  حياة البذخ و الترف للنبلاء في روسيا او في اي مكان ، باتت مضجره و مقرفه ، يحملون القابا فقط ، هم عباره عن اناس مفرغين من الداخل ، لا يفقهون شيئا للا التبجح و التفاخر ، حياتهم عباره عن حفلات بذخ ، و طرق لتزويج اولادهم بمن هم في نفس مستواهم .  يبدو ان في هذه السنه تلقيت العديد من الضربات في كتب احبب قراءتها .  ساكتفي بقراءات الروايات القصيره لليو ، فهو ابدع فيها . 

عندما نكون في مواجهة حتمية مع الموت ، كلنا نتمسك بالحياة ، حتى ولو كانت حياتنا متعبه ، رتيبه ، حتى لو كرهنا كل شيء ، تبقى لنا رغبة في الحياة ، و هو ما حصل مع بطلة الرواية .  كانت بأرقها ، و عدم قدرتها على النوم ، حاله فريدة ، جعلتها تلك الحالة تعيد التفكير بكل حياتها ،  روتينها ، زوجها ، طفلها ، و اعمال بيتها .  هكذا هم نحن البشر ، عندما تحل بنا بعض الامور الخارجه عن ارادتنا ، عندما نفقد ما اعتدنا به ، نعيد تفكيرنا بكل ما عشنا به ، و يال الاسف عندما نكتشف ان ما عشناه بعيد كليا عن ما نحن بالحقيقه ، بعيدا عن احلامنا و حياتنا التي حلمنا بعيشها .. 😑  

اه يا كاتيا الكسندروفنا ، لم تعلمي يا صغيرتي ما ضيعتيه من بين يديك ، حب رجل عرف الحياة جيدا ،  عاش العديد من التجارب ، لكنك كنت حبه الاول و الوحيد ، كان لك ابا ، صديقا ، و حبيبا .  كاتيا لم تعلمي ان الحياة الاجتماعية ، او حياة النبلاء ، هي كلام فارغ ، و ان اعجاب الرجال زائل ، كل رجل يعجب بوجه جميل ،  و يبيح لنفسه فرصة الاقتراب و تدنيس هذا الجمال ، مدعيا الحب بكلمات فارغة جافه .  فوجئت بداية بان ليو تولستوي كتب كتابا عن حياة رتيبه ، قصه حب ، لكنني ادركت المغزى من هذا الكتاب ، الحياة ليس وردية دائما ، افعالنا التي لا نراها كبيره ، من الممكن ان تدمر مشاعر يكنها اشخاص عزيزون علينا كما هو حال سيرج ميخايلوفيتش ، لتصبح الحياه رتيبة فارغه ، لكن بالحب القديم ، و بالتفاهم الحالي تستمر الحياه ، ليجعلنا الله نقدر ثمن ما اضعناه بجهلنا ..  اسلوب مبدع لكاتب كبير .. 

حاولت رفاييلا بكل جهدها لاصلاح ذلك الفتى الذي حاول سرقتها و ربما قتلها ، حبسته في حمام بيتها اتقاءا لشره ، لم يدر بخلدها يوما انه سيصبح رفيق وحدتها ، هي التي عاشت ٩٣ عاما كانت في معظمها وحيده .  حاولت ان تغيير مسار حياته للافضل ، آوته ، اطعمته ، و تحدثت معه لفترات طويله ، قصت له عن امها ، تلك المرأه التي كان شغفها في الحياة هو الطيران ، بذلت كل جهد لتحققه ، استغلها ذلك الشخص المدعو خوسيه ، لابعد الحدود ، و لكنها حلقت في النهايه ، حققت حلمها و دفعت حياتها ثمنا للطيران .  كمان دفعت ابنتها رفاييلا حياتها بعد فترة طويله ، في محاولة اصلاح سنتياغو ، الذي ادركت متأخرة انه لا سبيل لاصلاحه ، فماتت و جعلته يموت معها .  كتاب صغير ، لكنه رائع ، ابدع الكاتب في اسلوب السرد ، ابتكر اسلوبا فريدا ، بذكر جزء من الحوار ، و هو جزر رفاييلا ، تاركا العنان لخيالنا لاكمال القطع الناقصه .

ليلة لشبونه ، كتاب يروي الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر اخرى ، تروي معاناة اشخاص ولدوا في ألمانيا ، لكنهم لا ينتمون لهتلر ، فروا من ذلك الظلم بعد ما ذاقوا الوان العذاب في وطنهم ، ليذوقوا عذابا اخرا ، و احتجازا آخرا ، بعد اعلان ألمانيا قرار الحرب .  يروي الكتاب قصة حب بين شخصين لم يفرقهما السجن ، الحرب ، المنفى ، و حتى الهرب . تشاركا بكل شيء في هذه المسيرة الصعبه ، لم يفرق بينهما شيئ غيى الموت ، تلك هي قصة شفارتس و هيلين .  بعد وفاة هيلين ، لم يتحمل شفارتس وحدته ، لم يحتمل غياب ذكراها يوما من حياته و ذاكرته ، فقرر رواية قصتها ، قصة ذلك الحب ، و تلك المعاناة لشخص اخر ، يحفظها في ذاكرته للابد ، فبذلك اعاره حياة جديدة في امريكا بجواز سفره هو ، هو ابذي اثر ان يبقى في اوروبا و لا يغادرها ، فما نفع الحياة الجديدة بدون هيلين .  عمل اكثر من رائع ، كان الاسلوب شيقا ، و السرد ممتعا ، كانت عبارة عن قصة مليئة بالتاريخ و الحب .

الحريه ، السعادة و السلام ، هدف البشرية على مغزى العصور ، نكررها كثيرا و كثيرا ، حتى فرغناعا من معناها ، و هو ما يتحدث عنه راي برادبري في هذا الكتاب الرائع .  تنعم بالحريه ، السعادة و السلام بدون تفكير ، بدون ادنى جهد ، هكذا كان عالمهم ، اذا فكرت ، كتبت او قرأت فانت زنديق فاجر ، سنحرقك ، و سنهدم بيتك ، قبل ان تهدم عالمنا المثالي .  هذه حياة غاي مونتاغ ، رجل الاطفاء ، الذي امضى عمرا يشعل الحرائق في الكتب و من يقرؤنها ، الى ان ادرك الحقيقه ، لا معنى للحياة بدون تفكير  ، بدون تغذية العقل بالكتب .  عندما قرا جملة من كتاب ، ادرك هذه السعادة ، التي غيرت حياته ، من اطفائي الى فار و ملاحق .  هرب بحياته ، ليجتمع بمن هم مثله ، خارجين عن قانون العالم ، جرمهم انهم قرأوا و ادركوا ، قرأوا و حفظوا الكتب ، اصبحوا عبارة عن كتب متحركه ، حفظوا تاريخ البشريه في عقولهم ، بهذا لن يستطيع احد ان يمحوا هذا الجهد الانساني ، بهذا سوف ينشرون الافكار ، و الحرية  ، و السلام . 

كم من لحظات فرح و كم من لحظات حزن حوت تلك الصفحات ، كم بدت ماريا تلك الفتاة البارعة في السرد ، التمثيل ، الغناء ، و المهتمه بالتفاصيل ، كم بدت حيوية ، تحاول نشر البهجه في نفس ابيها المريض ، ذلك الاب الذي تخلت عنه زوجته و خلفت له ٤ ابناء ذكور و بنتا وحيده ماريا .  ذلك الاب ، الذي صارع المرض بحبه للافلام ، قاوم خيانة زوجته بتلك للهواية ، لكن للاسف قهره الحزن و المرض ، و فارق الحياة ، و ترك العائله للضياع .  باتت ماريا وحيده ، لا اب و لا ام ، و اخوانها الاربعه تفرقوا ، بين الموت و السجن و الهروب من المنزل .  لتصبح في النهاية ، وحيده في مناجم ملح البارود ، بعد ان انهى التلفزيون عملها كراوية للافلام ، و بعد ان تركها الجميع .  اعجبني اسلوب لتيلير ، اسلوب مميز ، و قصة اروع . 

استيبان تروبييا الذي تنقل في حياته ، بين الفقر و الغنى ، بين الجهل و الفهم ، بين القسوة و اللين ، عرف الحب في روزا و من ثم في اختها كلارا ، و عرف الخيانه و القسوة التي انجبت له العديد من الاولاد الذين لم يعترف بهم ابدا ، و كان هذا سببا في هلاكه اخيرا .  لم يعرف استيبان ان ما امن به و ما سعى له ، كان وهما ، عندما تناصر الظلم ، و تمجده ، تخلق وحشا يدوسك تحت اقدامه ، كما حدث لتشيلي في عصر الانقلاب ، الذي حلم به تروبييا و زمرته ، لكنهم دفعوا ثمنه غاليا ، بفقدانه ابنه ، و بسجن حفيدته الوحيدة ألبا .  تروبييا الذي عرف الحب مع روزا و كلارا ، احال حياة ابنته بيانكا جحيما و كل ذلك لانها احبت ، احبت بيدرو ، الذي لم يوافق تطلعات والدها،  فضربها ، و اهانها و زوجها بغير ارادتها .  سحرتني كلارا ، تلك الفتاة الوديعة ، التي بقيت هكذا حتى رحيلها ، تلك الفتاه التي عرفت كل شيء قبل اوانه ، التي ملئت البيت من ارواح الماضيين ، تكلمت معها ، و اعلمتها بمستقبلها ، و التي ملئت البيت اشخاصا ، ساعدتهم ، و قدمت لهم الطعام و الماوى .  كان عملا رائعا ، دائما ايزابيل ليندي تتفوق على الجميع بكتابتها ، هذا العمل يشبه مئ

ايميليا حالها عجيب ، فتلك الفتاة التي لا يهزها شيء ، التي تزوجت من اكثر الرجال وسامة و قوة ، و رفضته بشتى الطرق ، ليفر هاربا عن البلدة ، لم تلن الا بالحب .  كان لايمن رغم استغلاله لها ، رغم طمعه فيها ، رغم كل شيء ، كان هو الجانب اللطيف ابذي جعلها تستكين و تهدأ .  لاجله فتحت المقهى ، و صارت اكثر انسانية   لكنه للاسف افتتن بقصه زوجها السابق مارفن هنري ، و حطمها ، و حطم قلبها ، و هربا و تركاها ، عرضه للالم و الدمار .  لم تعجبني كثيرا ، لم يفلح الكاتب بايصال مشاعر و افكار الشخوص ، كان الكتاب جافا ، لم اشعر بروحه بين هذه السطور . 

من السوء بما كان ، ان تكون ضحية ، و الاسوأ من ذلك كله ، ان لا تعلم ما السبب ؟  ان تموت و تعاني و تتالم ، و ليس كأي ألم ، ألم لا يعلمه احد ، ان تكون عباره عن كتلة مشعة ، تتحول تدريجيا الى شيء لا يشبه البشر  ، لحمك يتمزق  ، تختنق باعضاءك الداخليه ، تصبح كتله من شيء ما ، لا يشبهك انت ، كالذي حدث مع العاملين في ذلك المفاعل ، كالذي حصل مع فرقة الاطفاء التي توجهت لاخماد الحريق ، الذي لا يشبه اي حريق ،  و للاسف لم يعلنوا بذلك الا متاخرا . كتاب مؤلم . 

كريستيانا ، لم تقدر على غفران اهمال ابيها لها ، لم تقدر على غفران خيانات زوجها لها ، باتت حبيسة هذه الالام ، لكنها كانت تنتظر عودة زوجها ، كانت تنتظر يوميا ان يطرق بابها و يعتذر ، لكنه لم يفعل ذلك ، و هي لم تغفر ، و لم تتوقف عن حب زوجها الاول و الوحيد .  اسبغت كريستيانا عدم غفرانها لابيها و زوجها على حياتها ، فاهملت ابنتها التي ادمنت المخدرات ، عندما افاقت كريستيانا الام كانت ابنتها على شفير الضياع ، فحاولت بكل قوتها استعادة ابنتها جانا ، علها تستعيد شيئا من ذاتها القديمة .  لسوء حظ كريستيانا ، انا باتت حبيسة الخيانه ، باتت حبيسة القول ، كل الرجال خائنون ، لكن ذلك ليس صحيحا ، فكل البشر قادرين على الخيانه ، و كلنا قادرين على الحب ، فبخوفها من الم الهجران و الخيانة من جديد فوتت على نفسها حبا كبيرا من جان لها .  في النهاية ، استعادت جانا حياتها و عافيتها ، و حاولت ان ترد امها للحياة .  كتاب اعجبني جدا ، اول تجربة لي مع ايفان كيلما ، كانت رائعة زاخرة بالمشاعر و التجارب .

هذا الكتاب جاء تجسيدا لمعاناة شعب كامل ، الارمن ، كيف ذبحوا ، هجروا ، و اجبروا على التيه في الارض .  لكن شعب كالشعب الأرمني ، سيضل حاضرا الى الابد .  كنت دائما أتجنب الكتب التي تتحدث عن الظلم و القتل ، انها تؤلمني ، لكن تلك الكتب و هذا الكتاب ، يجسد كل تلك المعاناة التي عانتها تلك الشعوب ، و كيف تألموا و كيف بقيت آمالهم حاضره ، و بذلك بقيوا على قيد الحياة ، و بقيت شعورهم و تاريخهم حاضر .  السلطان عبدالحميد الثاني ، كان بشعا ، و اسوأ شيء هو اطفاء  الصبغة الدينية على كل افعاله ، لقد نسي ان الله و الاسلام هما يعنيان الحب و السلام و حسن المعاملة  .  سيبقى التاريخ شاهدا على ظلم الارمن ، و معناتهم .  لكن كان السرد في الكتاب مملا ، مع اطالة في السرد لبعض الاحداث   

هكذا دوما يحصل ، عندما يفكر شخص ما بحقيقة حياته و قدراته ، كما فعل جوناثان ، هو طائر ، خلقه الله للطيران ، احب ان يستكشف متعة الطيران ، و عندما حققها و اصبح طيرا حرا ، نبذه الاخرين ، كيف تجرأ انت على مخالفة قواعدهم الباليه ، من انت لتتكلم عن الحرية و الجمال ؟! . لكن ذلك لم يثني جوناثان عن عزمه ، فبعد نبذه ، استمر يتعلم و يتعلم ، حتى اصبح في عالم اخر ، مع اشخاص يفهمونه و يدركون معنى الطيران و الحرية .  لكن وطنه ، و سربه بيقيا في قلبه ، حتى قرر اخيرا العودة ، كان يريد ان ينشر تجربته و ما تعلمه لجميع سربه ، و هكذا حصل ، فاصبح له تلاميذ تخطوا خوفهم ، و قانون السرب البالي ، هذا ما كان يريده جوناثان ، فشرع يدربهم و ينشر تجربته بينهم ، و يقنعهم بانه مجرد نورس عادي .  لكن للاسف ، كما يحصل دوما ، انتهى عصر التعليم ، و بعد رحيل جوناثان ، اصبحوا يقدسونه ، و يتباركون به ، نسوا ان الحريه و التجربه ، و التعلم ، هي ما جاء بها جوناثان ، كفوا عن الطيران بكل اشكاله ، لكنهم كانوا يدعون جوناثان ، بدلا من يهموا بالعمل .  حتى ضاق ذرعا ، طائر شاب منهم ، و قرر الثورة على مبادئ النورس العظيم جوناثان ، ليدرك ان

فكرة هذا الكتاب غير مسبوقة ، يتحدث عن حياة فقط في بعدين ، كيف ترى الاشياء مسطحة بلا ارتفاع . منذ زمن لم اقرا شيئا رياضيا ، عن الزوايا و الاضلاع ، و الحسابات ، صدقا اشتقت لهم ، و هذا ما اعجبني في هذا الكتاب . علما بان الكاتب اوضح عقاب من يحاول دوما ان يرى الصورة كامله ، او ان يجمل واقع الحياة ، كما حصل في ثورة الالوان التي اخمدها الكهنة ، و جعلوا عامة الشعب بعد ان ضللوهم قتل قائدهم ، كان ذنبه انه حاول تجميل حياتهم بالالوان . و كذلك حصل مع المحامي المربع ، عندما زارته الكره ، و اوضحت له ان الكون واسع ، و يشتمل على ٣ ابعاد ، و هو ما استهجنه بداية ، حتى اثبتت له الكرة صحة نظريتها ، و عندما حاول المربع ان ينقل الحقيقة لشعبه ، كان عقابهم له هو السجن ، لحسن حظهم لم يكتشفوا البعد الرابع !! 🤔

اه كم احب الادب الروسي ، لكل كاتب اسلوب مغاير عن غيره ، و هذه اول مرة اقرا لغوغول ، و قطعا لن تكون الاخيرة .  بدايتي كانت مع " المعطف " ، كان اكاكي اكاكيفيتش انسانا بسيطا ، له فقط عمله ككاتب و ناسخ للاوراق ، هو شخص مجد و ياخذ عمله بكل جدية ، فرغم ذلك كان عرضه للاستهزاء من كل من يحيط به ، زملاؤه في العمل ، و مالكة بيته .  كان حلمه في الحياة هو معطف ، يبدو للجميع كحلم بسيط ، لكنه عظيم لصاحبنا اكاكي ، عمل بجد ، ووفر المال ، و نهاية كان له ما يريد ، معطفا جديدا جميلا ، يقيه برد شتاء بيطرسبيرغ .  و بعد ذلك المعطف ، بات الجميع يحترمه و يقدره ، هكذا هم البشر ، دائما يقدرون المظاهر الخارجية البالية .  لكن فرحة اكاكي لم تدم طويلا ، فسرقوا معطفه ، سرقوا حلمه ، فسارع للشرطه و المسؤولين ، يبلغ عن السرقة ، فلم يبدي احد اي رغبة بالمساعدة ، بل اهانوه و ذلوه ، و ذلك ما لم يحتمله اكاكي ، فغادر هذا العالم البشع . لترجع روحه ، محققة العدل له ، هكذا هو الحال دوما في عالمنا ، الكثير يسخفون احلامنا التي نسعى لها ، و نحلم بها ، يكسروننا ، لكن الله دوما نصير للمظلومين .  و النهاية كانت مع الانف ، لا

عندما اقرأ كتابا ، فأنا ادخل عالمه ، اصير شخصية من شخصيات الكتاب ، اعيش معهم ، احس بهم ، بما يعانونه ، افرح لفرحهم ، اصير جزءا منهم ، اشتاق للكتاب الجيد الذي كنت اهيم في عالمه ، حتى ذلك الكتاب السيء ، اتعلم منه و من مساوئه . الياس بونفين ، شخصيه فريدة ، تشبه في كينونتها كل قارئ نهم ، كان يجول في عوالم الكتب ، بحثا عن والده فيفالدو ، لكنه تعلم دروسا اخرى من شخصيات كتبه المفضله ، مثل هايد ، و راسكولينكوف . الجريمه و العقاب من افضل الكتب التي قرأتها ، لكنني لم افكر يوما ، كيف عاش راسكولينكوف بعد نهاية احداث الكتاب ؟! ، لم افكر يوما كيف سوف تكتمل حياة تلك الشخصيات ؟! لكنني ببساطه لا اهتم ، انا احب شخوصي كما هي ، لان كل كتاب قراته او سأقراه يحتوي على فكره ، حدثا تاريخيا ، او فلسفيا و هذا ما يهمني . اعجبني هذا الكتاب جدا .

ماريان تختار الوحده ، تختار ان تكمل طريق حياتها بدون زوجها برونو ، وحيدة مع ابنها ستيفان ، هو قرار مختلف و صعب ، الكل يحاول ان يثنيها عنه .  الجميع يعتقد ان الوحدة ، شعور قاتل ، هو قاتل في البداية ، لكن يستلذ لك ان تكمل به بعد تجربته ، الوحده تخلق لك عالما خاصا بك ، مشاعر خاصة بك ، تختار من تدخله في حياتك بنفسك ، انت سيد الموقف دائما .  كتاب لطيف ، و فكرته وصلت لي ببساطه . 

هل تاريخ اندونيسيا يكتب و يبنى بناء على قصة فتاة هولنديه اندونيسيه قررت ان تكون "عاهره " ؟!  لا اعلم لقد شعرت بالغثيان من قراءه هذا الكتاب  ، فكانت الكلمات فظيعة ؛ و الاوصاف بشعة ، كان سيئا .  قصة ديوي ايو و تلك اللعنه التي تطاردها هي و بناتها الثلاث الجميلات ، و الفتاة الدميمة "جمال" رغما انها تمنت ان تكون هكذا ظنا منها انها سوف تنتهي من هذه اللعنه الشريرة " الروح الشريره لزوجها الاول و الوحيد ماجيديك" الذي  كانت جدتها الاندونيسيه تحبه ،يال القرف !  الكاتب تاثر برواية مائه عام من العزله ، التي لاادري للان ما هو المميز فيها ، فجاءت كتابه تقليدا لتلك الروايه ، لكن بتفاصيل ابشع و اقرف .  اجبرت نفسي على قراءتها ، رغم طول السرد ، الذي جعلها ايضا ممله . لكن هذا الكتاب جعلني ابحث عن تاريخ اندونيسيا ، بدءا بالاستعمار الهولندي ، ثم الاستعمار الياباني ، و بعدها حرب العصابات ، ثم عودة الهولنديين ، و بعدها استقلال اندونيسيا على يد سوكارنو ، و بعدها ثورة الشيوعيين ، و ظن ثم انتهت الصراعات في البلاد و توحد على يد سوهارتو . 

قرات كثيرا من كتب ادب السجون ، في كل مرة اقف عاجزة عن وصف ما احس به ، هل يستطيع الانسان ان يصل به العجز الى يضرب ، يؤذي ، يشتم ، يهشم و يؤلم انسانا اخر بكل هذه الوحشيه ، فقط لانه عبر عن مطالبه ، مشاعره ، احلامه ، عن حريته بكلمه ،  هل الكلمة هي جريمة الانسان على مدى العصور ، و على اختلاف الدول ؟!  الله خلقنا قادرين على الكلام و التعبير ، على التواصل الفعال مع البشر ، فهل يمكن لكلماتنا ان تسبب هذا الاذى لنا ، فقط لاننا قلناها ، و فقط لانه في هذا العالم يوجد نوع من البشر ، يستمتع بايقاع الالم بالاخرين ، بزيادة معاناتهم ، لانهم يمتلكون السلطه دوما .  بالنسبه لي ، رجب لم يكن مخطأ عندما قرر الخروج بالتوقيع على تلك الورقه ، التي اعتبرها منفذا للحرية ، هل يمكن لانسان تحمل جميع هذا الالم و الضرب ، و المرض ان يعتبر خائنا ، فقط لانه اراد ان ينجو بنفسه ، لان جسده لم يعد يتحمل اكثر ؟!  هذا الكتاب مؤلم ، الكاتب آلمني جدا . 

انهيتها منذ لحظات ، لكنني لا استطيع تحديد مشاعري اتجاه هذا الكتاب الرائع . انا فوكس ، تلك الطبيبة النفسيه ، التي تعاني من اكتئاب ما بعد الصدمه ، بداية كنت احس بعذابها ، لكن لم اكن اعلم السبب ، لاتفاجئ بان زوجها و ابنتها ليسا موجودين ، هم عباره عن اوهام ، هي لم تستطع تجاوز صدمة وفاتهما ، و بالتالي حبست نفسها في بيتها بعد تلك الحادثه . انا نفسي لم اتجاوز صدمة الفقد للان ، فبطريقة ما هذه البطله تشبهني . حدث اخر لم اتوقعه ، ان يكون ايثان ، ذلك الشاب الذي ابدع في تمثيل دور الطفل البائس المغلوب على امره، هو سبب كل هذه الفوضى ، هو الذي قتل امه البيولوجيه ، و هو الي هدد آنا ، و تسلل الى بيتها مرارا و تكرارا ، ليصل به الحال ليقتلها . كان كتابا رائعا ، تاثيرها سيبقى عالقا في ذاكرتي فترة طويله .

لا انكر انه للكاتب طريقة غريبه في هذا الكتاب ، عدم وجود ترتيب معين للكتاب ، جميع الاحداث متداخله فيما بينها ، لدرجه انني في البداية لم اعد اعيي شيئا . لكنها طريقة لها جمالها ، تشد انتباهك ، حتى تدخل في احداث الكتاب . روح خوان هي البطله ، ذلك الفتى الي جاء الى كومالا باحثا عن ابيه ، الذي لم يعرفه يوما ، جاء لينتقم من هجران ابيه له و لامه ، ليقع في قرية تعج بالارواح التي لم تشملها المغفره ، لا يوجد احد على قيد الحياة في هذه القرية المشؤومه . بيدرو بارامو ، شمل الجميع بشره و لؤمه، قتل الكثيرين ، سطى على اموال و اراضي الجميع ، لم يدع روحا الا اذاها ، انتقاما لروح ابيه كما يدعي ، لكن ذلك لم يكن سببا ، فبالتالي روحه لم تعرف السلام و المغفرة يوما . اسلوب فريد ، و نوعيه جديده لم اعهدها يوما في هذا الكتاب .

صدقا خاب املي كثيرا في هذا الكتاب ، رغم جمال لغته و فصاحتها بداية ، لكن لا مغزى من هذا الكتاب ،  لم اجد اي مغزى من كتابته .  جميلة هي حياة الناس في القرى على كنف النيل ، و هو ما اعجبني فقط في هذا الكتاب .  دائما ما اتساءل لماذا من يسافر خارج بلده ، ينسى مبادئه و يتنكر لها هناك ، و يحاول ان يجاري الاوروبيين و الامريكان في حياتهم ، هل بذلك يسعى لكسب احترامهم ؟! الم يعلم بان من يتخلى عن مبادئه و قيمه ، يفقد احترام الجميع له بما فيهم نفسه ؟! ، و جاء هذا الكتاب ليعزز هذا المبدأ المقرف .  اسفي على هكذا حال ، و اسفي على هكذا كتاب . 

بداية هذا الكتاب كانت مع ايامنا التي عشناها ، بعضنا ينسى الماضي بسرعة ، و بعضنا يضل عالقا فيه ، و بعضنا يود التخلص منه ، لكن ماضينا هو مستودع تجاربنا ، لولا فشلنا ، ألمنا ، تعبنا ، فرحنا ، و املنا ، لم نصل الى ما نحن عليه الان ، من يتخلى عن ماضيه و لا يتعلم منه ، يصبح انسانا بلا قيمة و لا معنى .  و بعدها ، الاحلام ، الامال ، الرسائل ، القصص و الكلمات ، ربما كانت مفاهيم و مصطلحات بسيطه ، لكنها بمجموعها هي " نحن " ، نحن لا نستطيع مواصلة الحياة بدونها ، من يتخلى عنها ، يصيبه الياس و الاحباط ، فالامل ، و الحلم ، بهما نستطيع اكمال الحياة و تحقيق ما نصبوا اليه ، بالكلمات و القصص و الرسائل ، نعبر عن افكارنا ، و عن تخيلاتنا و مشاعرنا ، من يتنازل عن شيء منهم ، يفقد جزءا من ذاته .  نحن البشر نتاج افكارنا ، و مشاعرنا ، ربما لا تعني هذه الافكار و المشاعر شيئا مهما لغيرنا ، لكنها لنا تعني كل شيء . لا احد سيقدرك ، كما يجب انت ان تقدر نفسك دوما .  كتاب رائع ، و اسلوب سلس ، عبر عن مفاهيم بسيطه في حياتنا ، باسلوب رائع 

لم يعجبني البته ، يناقش الامور بطريقه سيئه و بنظري اغلب القصص القصيره تدور حول موضوع واحد و هو العلاقات بين الرجال و النساء .  لا يستهويني هكذا نوع من الكتب ، و لا يعجبني مناقشة الامور بتلك الكلمات و الطريقة الفجه . 

كيف لكتاب واحد ان يكون بهذه الروعة ، كريستين تلك الفتاة التي فقدت امها صغيره ، لسبب بسيط ، امها لم تعد تحتمل قسوة هذه الحياة ، فرحلت عن هذا العالم ، فحاولت كريستين جاهدة ، ان تنقذ ٣ اشخاص ، مبتدأة بسايمون ، لكن للاسف سايمون بفقدانه بيته ، فقد حياته .  كارولين ، تلك الفتاة التي عانت من خيانة اصدقائها و من تحب لها ، كلهم اداروا ظهرهم لها ، فحاولت انهاء حياتها ، نجحت كريستين بالنفاذ اليها ، و مساعدتها بمحاولة رؤية الحياة من منظور جديد ، منظور الامل بان القادم افضل .  اما عن ادم ، ذلك الشاب الذي حاول ان ينهي حياته ، بعد ان ادرك بان جميع منافذ الهرب و الاصلاح مستحيلة ، فوالده لم يقتنع بان ابنه ليس هو الشخص المنتظر لتولي مهام شركتهم العائلية بعد وفاته ، و يال لسوء الصدف التي جعلته يكتشف بان من يحبها تخونه مع اعز اصدقائه .  لكن كالعادة كريستين تعهدت له بانها سوف تساعده على تغيير منظوره للحياة ، و لكنها لم تدرك بان محاولتها تلك سوف تسفر عن  حب حياتها .  لم تدرك بان ادم ذلك الشاب اليائس ، هو حب حياتها ، لم تدرك بان كتب التنمية البشريه و المساعدة الذاتيه ، لم تنبهها الى كيفية وقوعها في الحب ، رغ

I am really disappointed , for me its so pitiful that All the book talk about how the four bennet's girl can get married for a rich people , all the story how can they have a relationship with a noble man and how then will they will be happily after , its so pitiful for a girl even a guy , that all his purpose from this life , is just to get loved , then married , i think love and marrige suddenly hapoen in our lifes , its not a purpose , and if any one put it as a target , he eventually didnot find the love with the right person . Even though , i respect Elezabith , she is a clever girl , with a pride , like Mr Darcy .

كانت لهفتي كبيرة لان ابدا بها ، لكن صدمت بها ، السرد ممل جدا لدرجة انني لم اقوى على اكمالها ، و التفاصيل كثيره و ممله ، و للاسف لم تقم الكاتبه بتوضيح الصلات بين الشخصيات فيجعلك حائرا تائها .. كانت تجربه مخيبه للامال ..

في فترة من اعمارنا ، نكتشف ان الظلال قابعة في حياتنا ، ظلال خوفنا ، حياتنا ، تجاربنا ، مشاعرنا ، حبنا ، كرهنا ، و ظلال من احببناهم و رحلوا تتمثل لنا في درب الحياة دوما ، لتكون اشعارا لنا باننا ما زلنا على قيد الحياة .  كم احب هذه القصص التي تمزج التاريخ بالادب ، فلذلك احب ايزابيل ليندي .  تنقلت مع الكاتبه الى عصر الحكم الديكتاتوري في تشيلي ، تلك السنوات الطويلة التي رزحت تشيلي تحت بطش الحاكم العسكري ، و زمرته الظالمه ، من قتل ، تعذيب ، اعتقالات ، و مقابر جماعية ، كما حدث عند اكتشاف مقبرة المنجم ، و كانت بداية لانهيار الحكم الاستبدادي في تشيلي .  لكن في وسط كل هذا الظلام ، يبقى الحب حيا ، ليكون بمثابة الضوء في اخر النفق المظلم ، و هنا جاءت قصة ايرين ، تلك الصحفيه التي لا تحب ان تتقيد باي قيد ، ابنة ام تعيش في حياة غير واقعيه ، بياتريس صاحبة ماوى العجزه ، و ايزبيو ذلك الاب الضال ، الذي يعبد شهواته فقط .  و فرانشيسكو ، ذلك الشاب الذي هاجر ابويه من حكم فرانكو الظالم في اسبانيا ، ليامنا لاطفالها حياة هانئة .  لكن للاسف الظلم ، لغة عابره للقارات ، فتعود القصه لتعاد ، لكن بهروب فرانشيسكو و اي

من اقدر من ديستويفسكي على وصف هذا الصراع القاتل الذي يعتمل في نفس بافيل بافيلوفيتش ، ذلك الزوج الذي طالما احب زوجته ناتاليا ، ليكتشف بعد موتها ، انها لم تكن زوجة مخلصة ، كانت خائنه ، ليقرا بام عينيه دليل خيانتها برسائلها الى عشاقها ، و لسوء حظه انه يعرفهم جيدا ، فلقد استضافهم في بيته !  فيسارع الى بطرسبيرغ ، لينتقم منهم ، فدس السم للاول ، و لكن الكسي فيدروفيتش هو العائق ، فرغم احتقاره له ، هو يحبه و يحترمه ، و هنا ابدع كالعاده ديستويفسكي بوصف هذا النزاع بين الاثنين ، لينتهي ذلك باقدام بافيل بافلوفيتش على ذبح الكسي ، لكنه يفشل ، ليكتب عمر جديد له .  و تشاء الاقدار ، ان يتواجهها بعدها في رحلة عابرة في القطار ، لكن ذلك الالم و الصراع بينهما لم ينته ، لكن الحياة و الايام كفيلان بدمل الجراح ، حتى تستمر الحياة . 

قصة صغيرة قصتها غريتا ، قصة حبها القديمه للشاب فيوري ، و تضحيته بحياته لرؤيتها فقط ، و بعدها فارق الحياه ، تقلق غابريال ، ذلك الشاب البسيط  الهادئ ، ليزور عالم الاموات في احلامه و يقظته ، و يتخيل فراق الجميع ، خالتيه ، و زوجته .  برمزية بسيطه ، اثار الكاتب جيمس فكرة الموت ، و كيف دوما هذا الضيف الثقيل عند ذكره ، يسيطر على الزمان و المكان .  اعجبني هذا الكتاب ببساطة قصته ، و توضيحه لرمزية الموت . 

انا مثل غريغوريوس ، مضت حياتي و انا في مكاني ، اكره التغيير ، لست اكرهه فعلا ، لكنني اخافه ، هو كان اشجع مني فاستطاع التغيير ، كان ظهور فتاة برتغاليه ، ظن انها تحاول انهاء حياتها ، كفيلا بجعله يتخلى عن روتينه المقدس ، كاستاذ بارع للاتينيه ، تلك الفتاه و ذلك الكتاب عن طبيب برتغالي مقاوم ، كان كفيلا بجعله يستقل ذلك القطار الى لشبونه ، ليسير متتبعا حياة اماديو  الكاتب و الطبيب .  اماديو ذلك الانسان المدهش ، من تعلم كل شيء لوحده ، كان مبدعا ، لكن الاسى و الغضب ملأ حياته ، كان يعيش حياة شخص اخر ، لم يختر ان يصبح طبيبا ، رغم انه كان طبيبا مبدعا ، كانت ماريا حب حياته ، لكن للاسف لم يستطع يوما التعبير عن هذا الحب .  اماديو غير حياة غريغوريوس بتلك الكتابات ، جعله لاول مرة يرى العالم و الحياه .  كان الكاتب مبدعا ، لكنه بعد اول ٢٠٠ صفحه اضاع الهدف من روايته العبقريه ، اطال السرد الممل ، فلذلك خيب املي بعض الشيء بذلك . 

دائما ما كنت اتساءل ، من نحبهم كثيرا ، من نتعلق بهم كثيرا ، ان باعدت بيننا الحياة ، هل سيبقى مكانهم شاغرا في قلوبنا ، هل سينبض هذا القلب لهم ، رغم مرور الايام ، ان ظهروا من جديد ؟ هنا كانت الاجابة ، فهاجيمي لم يدرك الا متأخرا انه احب شيماموتو منذ البداية ، و نما هذا الحب دوما ، لم ينساها قط في حياته ، رغم دراسته ، زواجه ، و بنتيه ، و عمله ، كانت هي القطعة الناقصة دوما ، الى ان ظهرت من جديد ، لتملأ هذا النقص في حياته . لكن للاسف ، كما يحدث دوما في حياتنا ، اختفت للابد ، بدون سابق انذار ، لتكون حلما دافئا فقط في حياته ، لتبقى في عالم الذكريات للابد .  كان كاتبا حلوا له طعم خفيف ، ما لم يعجبني فيه التعمق في وصف علاقات هاجيمي  فقط . 

لا اعلم ما هو شعوري بعد انتهائي من هذا الكتاب ، ما انا واثقة منه انه لا يعبر ولو بشكل بسيط عن اسلوب ديكينز الرائع ، لكنها رغم ذلك لها معناها الخاص .  يتحدث ديكنز هنا ، عندما يشكل الاباء ابناءهم كما يريدون ، يحاولوا بكافة الطرق ان يزرعوا افكارهم في عقول صغارهم ، و  هذا لا يتواءم مطلقا مع الفتره التي سيعيشها اطفالهم ، فهم ولدوا لحياة و افكار اخرى .  كما فعل السيد توماس مع اطفاله لويزا  و توماس الصغير ، لينتج طفلين تعيسين ، فلويزا تزوجت السيد باوندرباي و عاشت حياة تعيسه ، الا ان والدها عندما ادرك خطأه دعمها و ساعدها .  و شب توماس ليصبح شخص طفيلي يعيش على حساب سعادة اخته لويزا و يستغلها و يستغل زوجها ، ليسرقة اخيرا .  اما سيسي فتلة السيرك ، فادرك السيد توماس نهاية ، كم كان مخطئا عندما استعجل الحكم عليها بناذ على عمل ابيها ، و بعد سنوات كانت هي سنده و سند زوجته في ايامها الاخيرة . 

هنا انتقلت مع الكاتبه الى حياة رايتشل ، تلك الحياة البائسه لمن ادمنت على الكحول ، لمن خانها زوجها و تركها وحيدة رغم حبها له ، تزوج "آنا" تلك المراه التافهه و جلبها لتعيش في بيت رايتشل ، ذلك البيت الذي لطالما حلمت به ، و اسسته مع زوجها "توم " . في ظل كآبتها ، كانت تركب القطار سعيا الى عملها في لندن ، لتحمل لها الايام صورة ل ميغان و سكوت في بيتهما الذي لا يبعد سوى مسافة قصيره عن بيتها الذي كانت تقطنه مع توم . كانت تنظر لهما بعيني من يعوض من فقده بطلاقها ، فابتدعت قصصا لهما في خيالها ، كانت تنافي الواقع ، فلم يكن سكوت و ميغان زوجا مثاليا ، كانت ميغان امراه لا تعلم ما تريد ، متقلبة المزاج و للاسف متقلبة الرجال ، و كان سكوت غيورا ، عنيفا ، لكن ليس معها هي . تبدا الحكاية مع اختفاء ميغان ، و اقحام رايتشل لشعورها بحبها لتلك الصورة المثالية لسكوت و ميغان في عقلها في تلك الحكاية ، تجاهد مع ذاكرتها لتعلم ما حدث يوم اختفاء ميغان و مقتلها ، لتدرك انها اخر من راها حية ، لكن ذلك يستغرقها فترة طويله لاستعادة الوقائع ، لكونها للاسف كالعادة اسرفت في الشرب . تدور الاحداث لتكتشف ان ز

هذا النوع من الكتب " الديستوبي" ما افضله تماما ،  واقعي تماما ، ففي حياتنا لا وجود للنهايات السعيدة .  و هنا انتقلت مع الكاتب ، الى عالم مثالي كما يتخيله العلماء ، عالم لا يوجد للانسانيه دور ، فالاجنه تنمو في المعامل ، كلمة ام و اب كلمه لا وجود لها ، بل بالاحرى مثيرة للضحك في عالمهم ، يكبرون و يتم تنشأتهم كيف ما يريدون ، لا وجود للالله ، للمنوعات ، للمشاعر ، للزواج ، للفكر و المبادئ في لندنهم تلك . فقط هنالك ابسعادة و الحؤية ، لكن من منظورهم ، من يشعر بالحزن او الغضب يتناول فورا دواءا يساعده على النسيان " السوما" .  الى ان يقرر برنارد ، تلك الشخصيه المتردده دوما ، الذي يحاول ان يكسر القواعد ، لكنه شخص واهن ضعيف الفكر ، يلبس ثوبا ليس له ، ان يزور عالم البدائيين "عالم للبشر" ، ليعرف ان مديره ، الذي يحاول ان ينفيه ، جاء الى هنا ، و ترك فتاته هنا بعد ان تاهت ، و لسوء حظها جلبت الى هذه الحياة طفلا اسمته جون ، يالكارثه !  فجون كبر و عاش مع هؤلاء البدائيين ، لكن امه كانت تتوق الى العودة الى الحضاره ، لانها لم تعتد يوما على حياة هؤلاء .  فعادوا جميعهم الى لندن الح

هنا انتقل مع هذا الكاتب الرائع ، في كتابه النبي ، الذي يصور نبيا اسماه بالمصطفى ، يشرح مفاهيم الحياة من نظرته الفلسفيه و التأمليه .  الحب و الايمان هما اساس كل شيء ، فبالحب يغدوا الكون مشرقا ، يمككنا العيش به .  اما بخصوص الفرح و الالم ، فلولا الالم لم نعرف طعم الفرح ، و ربما ما كنا نعتقده مفرحا سوف يغدوا سببا لالامنا يوما ما .  الصديق الحقيقي هو من يفهمنا ، رفيق ارواحنا ، نلجأ اليه في الفرح و الترح .  اما عن العمل و الجد ، لو عملنا كاننا نعمل لانفسنا او لاحبائنا ، باخلاص و حب ، ستكون دائما نتاجئنا مبهرة .  و جوهر الحياة هو العطاء ، الذي ينبع من داخلنا ، عندما نعطي فيجب ان نعطي من ارواحنا ، فبهذا نطفي معنى للعطاء .  احببت هذا الاسلوب البسيط في تفسير مفاهيم الحياة ، هذا الرائع جبران يضفي الجمال على كل كلمة .  و من ما زاد روعة الكتاب انني قراته بترجمة جميله لم تنتقص من روعة الكتاب شيئا لانطونيوس بشير . 

لاول مرة اشعر بالغضب من قراءة كتاب ، لا اعلم ما هو الغرض منه ؟!  انه امر سيء ان تكون الكاتبه ايرانيه ، و لا يظهر اي اثر لبلدها الاصلي به ، من يفقد انتماءه الى اصله و هي بلده ، يعش بدون هويه .  الوطن ، ليس نظاما حاكما ، و ليس بشرا ، هو تعلق بارض نشات فيها ؛ عشت فيها و تاثرت بهواءها و ماءها ، للاسف كانت الكاتبه بلا هويه ، حاولت تغيير اسمها للتناسق مع حياتها في امريكا ، لكن من يتنصل و يغير ليتواءم مع بلد جديد ، سيبقى غريبا بها بلا هويه و هو ما حصل معها .  لا اعلم كيف لاي كاتب ان يجعل من والديه موضوعا هزليا ، فعدم معرفه ابويها باللغة الانجليزيه ليس مضحكا ، هو حال الجميع عندما تطأ قدمه ارضا اجنبيه ، و ليس عارا و شيئا مضحكا .  هذا الكتاب جد سيء .. ندمت جدا على قراءته . 

نحن البشر مختلفون جدا ، ما يوحدنا في هذه الحياة هو الالم و المعاناة ، لولا الالم لم نعرف طعم السعادة .  كالعادة يبهرني ادب امريكا اللاتينيه و هذه المراه على يد مارثيلو ، روايات عشرة نساء تراوحت بين من سعت طيلة حياتها لتنال حب امها ،  من كانت ارى نفسها على خشبة المسرح فقط ، حتى خبا جمالها و خبت معه امالها ، بين من اعادت ما فعلته امها ، ام عزباء لطفله ، اصابها الاخباط و الاكتئاب ، بين من امضت حياتها كلها تنتظر زوجا تم اعتقاله منذ زمن طويل ، خائفة من تغيير بيتها ، حتى لا يعود زوجها و لا يجدها ، بين من حاولت الظهور و اثبات نفسها لانها فقط مثلية الجنس ، و بين فتاة فقدت اهلها و كانت عائلة لاخيها الصغير و اختها . و بين فتاة تعرضت لتجربه قاسيه من محتل ارض اجدادها ، لتعود لتشيلي بطفل لا ذنب له ، الا انه كان سبب المها و معناتها .  و اخيرا بين حكاية الطبيبة ناتاشا ، و بحثها الطويل عن اختها حنة .  يبدو ان هذا الكتا وجدني ، و اقول هو من وجدني و انا امر بنفس ظروفهن ، الاكتئاب المزمن ، فلذلك كان لاكتاب وقع اخر علي ، لانني ببساطه اعرف ما يتحدثن عنه . 

هنا ادخلني الكاتب لاول مرة في تاريخنا نحن البشر ، منذ تشكل الارض و خلقنا نحن عليها ، الى وقتنا الحالي .  اثرى هذا الكتاب معلوماتي ، تنقلت معه من الانسان البدائي الذي كان يجمع طعامه و يصطاد ، الى الانسان الذي بنى الامبراطوريات العظمى كالرومانيه ، الاسلاميه ، و الاوروبيه ، و كيف تعلم الانسان الزراعة ، هذا الحدث الذي بسببه كف الانسان عن الترحال ، و ابتدا بتكوين القرى و المدن ، لتتطور لاحقا الى الدول و المستعمرات .  كيف ان هذا الانسان جال الارض و احتلها ، و سفك دماء السكان الاصليين في استراليا ، نيوزيلندا ، و امريكا الجنوبيه ، ليثبت انه كائن فريد ، يسعى للعلم و التطور ، و يريد ان يطور تلك الشعوب ، لكن للاسف اباد الانسان و الحيوان في تلك المناطق .  و كيف تطور الانسان ، و انتهت الحروب بعد ١٩٤٥ ، و اتجه العالم الى تطوير العلم ، لجعل حياتنا اطول و اسعد ، لكن للاسف بتزايد السنين ، تزيد تعاستنا ، و ان باتت حياتنا اطول ، فماذا سنفعل بحياة طويلة بائسه ؟!  ما لم يدركه العلماء للان ، سر السعادة لا يكمن في ابتعادنا عن الامراض ، و جعل كل حياتنا تدار من المنزل ، السعاده تاتي من داخل الانسان ، و ليس من