مراجعة لكتاب " النورس جوناثان ليفنجستون " لريتشارد باخ

هكذا دوما يحصل ، عندما يفكر شخص ما بحقيقة حياته و قدراته ، كما فعل جوناثان ، هو طائر ، خلقه الله للطيران ، احب ان يستكشف متعة الطيران ، و عندما حققها و اصبح طيرا حرا ، نبذه الاخرين ، كيف تجرأ انت على مخالفة قواعدهم الباليه ، من انت لتتكلم عن الحرية و الجمال ؟! .

لكن ذلك لم يثني جوناثان عن عزمه ، فبعد نبذه ، استمر يتعلم و يتعلم ، حتى اصبح في عالم اخر ، مع اشخاص يفهمونه و يدركون معنى الطيران و الحرية . 

لكن وطنه ، و سربه بيقيا في قلبه ، حتى قرر اخيرا العودة ، كان يريد ان ينشر تجربته و ما تعلمه لجميع سربه ، و هكذا حصل ، فاصبح له تلاميذ تخطوا خوفهم ، و قانون السرب البالي ، هذا ما كان يريده جوناثان ، فشرع يدربهم و ينشر تجربته بينهم ، و يقنعهم بانه مجرد نورس عادي . 

لكن للاسف ، كما يحصل دوما ، انتهى عصر التعليم ، و بعد رحيل جوناثان ، اصبحوا يقدسونه ، و يتباركون به ، نسوا ان الحريه و التجربه ، و التعلم ، هي ما جاء بها جوناثان ، كفوا عن الطيران بكل اشكاله ، لكنهم كانوا يدعون جوناثان ، بدلا من يهموا بالعمل . 

حتى ضاق ذرعا ، طائر شاب منهم ، و قرر الثورة على مبادئ النورس العظيم جوناثان ، ليدرك انه بمجرد بدءه بالتجربه ، بالطيران و الانطلاق ، هو بذلك مشى على درب جوناثان ، الطائر الحر . 

اعجبتني جدا ، واقعية جدا ، فهذا ما يحدث في عالمنا ، يقدسون الاشخاص ، و ينسون الفكرة التي حررت من يقدسونهم .