مراجعة لكتاب " المعطف و الانف " لنيقولاي غوغول
اه كم احب الادب الروسي ، لكل كاتب اسلوب مغاير عن غيره ، و هذه اول مرة اقرا لغوغول ، و قطعا لن تكون الاخيرة .
بدايتي كانت مع " المعطف " ، كان اكاكي اكاكيفيتش انسانا بسيطا ، له فقط عمله ككاتب و ناسخ للاوراق ، هو شخص مجد و ياخذ عمله بكل جدية ، فرغم ذلك كان عرضه للاستهزاء من كل من يحيط به ، زملاؤه في العمل ، و مالكة بيته .
كان حلمه في الحياة هو معطف ، يبدو للجميع كحلم بسيط ، لكنه عظيم لصاحبنا اكاكي ، عمل بجد ، ووفر المال ، و نهاية كان له ما يريد ، معطفا جديدا جميلا ، يقيه برد شتاء بيطرسبيرغ .
و بعد ذلك المعطف ، بات الجميع يحترمه و يقدره ، هكذا هم البشر ، دائما يقدرون المظاهر الخارجية البالية .
لكن فرحة اكاكي لم تدم طويلا ، فسرقوا معطفه ، سرقوا حلمه ، فسارع للشرطه و المسؤولين ، يبلغ عن السرقة ، فلم يبدي احد اي رغبة بالمساعدة ، بل اهانوه و ذلوه ، و ذلك ما لم يحتمله اكاكي ، فغادر هذا العالم البشع .
لترجع روحه ، محققة العدل له ، هكذا هو الحال دوما في عالمنا ، الكثير يسخفون احلامنا التي نسعى لها ، و نحلم بها ، يكسروننا ، لكن الله دوما نصير للمظلومين .
و النهاية كانت مع الانف ، لا انكر انها قصة عجيبه ، فكيف يمكن ان يستيقظ الرائد بدون انف ، و الاكثر عجبا ، ان يرى انفه يتجول على مرأى منه بزي عسكري ، يال العجب !!
رغم غرابة القصة ، لكن هنالك الكثير من الاحداث الغريبة التي لا يصدقها العقل ، هي تحدث في عالمنا .
و لا ننسى ايضا ، ان الجميع يبدون اهتماما كبيرا لمظاهرهم ، و مناصبهم ، و قلة هم من يهتمون بعقولهم و ارواحهم .
تعليقات
إرسال تعليق