مراجعة لكتاب " الساعة الخامسة و العشرون " ل قسطنطين فيرجيل جورجيو

لكن يا عزيزي موريتز هناك بعض الميتات التي لا تخلف وراءها جثثا ، فإن الحضارات مثلا عندما تموت و لا يبقى وراءها جثث ، و كذلك الأديان إذا ماتت و الأوطان ، ان البشر أحيلنا يموتون دون أن يخلفوا جثثا .

لن اقول اكثر من ما قيل ، انت يا موريتز انسان جبار ، لتحتمل التنقل بي ١٠٦ معتقلات من رومانيا مرورا بهنغاريا الى ألمانيا ، ان تمضي زهاء ١٣ عاما ، معتقلا بلا ذنب ، تارة لانك يهودي ، و انت لست يهوديا ، تارة لأنك روماني لكنك في الارض الخطأ في هنغاريا ، تارة لانك ألماني و لكن يال الأسف ، هزمت النازية و انتحر هتلر .
ان البشرية كانت و لا زالت لا تقيم وزنا للإنسان ، ذلك الإنسان الذي بنى كل تلك الحضارات ، و كان هو السبب الأوحد لهدمها ، هو من خطط و فكر ، و لكنه بعقله " الصغير " لم يقم وزنا لنفسه و بني جنسه ، راح يكيل التهم و الجرائم لبني جنسه ، و يزج بهم في السجون ، ابتدع الانسان كل الوسائل للتنكيل و تعذيب الانسان ، تلاعب بالاديان ، غير الهويات و الشخصيات و الاسماء ، ليس لشيء فقط ليحقق قانونا و نظاما ابتدعه هو نفسه .
يال العجب ، و يال بشاعة عصر العبيد الذي كنا و لا زلنا نعيشه .
صدقا ابدع جورجيو كتابا رائعا ، لا عجب انه منع من النشر زمنا طويلا ، لانه يحاكي العقول ، و خوف البشرية دوما من من يمتلك عقلا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار