مراجعة لكتاب " دفتر مايا " لايزابيل ألليندي

كالعادة كتاب رائع لهذه الكاتبه المبدعة ، التي استطاعت تصوير الجزء للمظلم من مرحلة المراهقه ، و الالم الذي يصاحب فقداننا لشخص عزيز ، نحن دوما لسنا قادرين على التجاوز و النسيان ، كما حصل لمايا فيدال ، تلك الفتاة التي تخلت عنها امها ، و هجرها ابوها و ظل طائرا من بلد الى بلد ، لكنها لم تفتقدهما ، و لم تخل حياتها من الحب ، بسبب جديها بول و نيديا .
كان موت جدها بول هو الفصل في حياتها ، فعدم مقدرتها على نسيانه و المضي قدما في الحياة ، بدأت بمعرفتها بفتاتين مظلمتين ، كانتا كما تتدعيان صديقتيها ، لكنهما كانتا بداية الانحدار ، الذي اوصل مايا الى التسمم الحكولي ، فادخلت مصحة اوريغون بداية ، و بعدها حاولت التكيف هناك ، لتهرب من جديد ، ظانة ان ابيها يريد التخلص منها .
و هنا بدأت مرحلة الضياع الثانيه ، التي بدأت باعتداء عليها ، و تواصلت بتعرفها على ليمان بائع المخدرات ، كانت تعزي نفسها بانها ستتركهم قريبا ، و بانها ليست مدمنه ، عاشت حياة بائسة في لاس فيغاس ، لتنتهي بموت ليمان ، و تشردها في الشارع ، و تسولها بحثا عن المخدرات ، ليتم انقاذها مرة اخرى ، بسبب فريدي ذلك الفتى الذي رافقها الحياة في وكر المجرمين ، و الذي كان سبب بقائها حية ، و بسبب تلك الممرضة الرائعة ، التي خلصتها من ادمانها ، و جمعتها بجدتها من جديد .
و بعدها هربت بحياتها ، الى تشيلي بلد جدتها ، لتتعرف على مانويل ، ذلك العجوز الصامت ، الذي يحمل فقاعة دماغيه قادرة على قتله دوما ، و ابذي يحمل ذكريات مؤلمه عن تعذيبه في الحقبة الديكتاتورية ، و بلانكا تلك المرأة التي رحبت بها ، و احبتها دون شروط .
تعلمت مايا في تشيلوي ، كيف يمكن للانسان ان يكون له فرصة اخرى في الحياة ، و ان عليها استغلالها ، و كيف يمكن ان تحب الحياة من جديد ، و ان تسمح للحب بان يداوي جروحها .
صدقا كان كتاب رائعا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار