مراجعة لكتاب " المذنبة" ل مارغريت آتوود
في البداية كان هذا يضايقني كثيراً، رغم أنني لم أكن أتحدث عن ذلك.
و الواقع انه لا يفهم حقيقة التسامح إلا قليلون جداً.
و ليس المجرمون هم الذين بجب أن نغفر لهم ، بل الضحايا. نعم الضحايا، لأنهم كانوا من تسبب في كل هذه المتاعب.
فلو كانوا اقل ضعفاً و إهمالاً، و أكثر حكمة في تقدير الأمور و العواقب،
و ان توقفوا عن التورط في المتاعب، فكم من المآسي يمكن للعالم ان يتجنب في هذه الحالة!
ربما أن تكون بريئا، بات يعد الخطيئة الكبرى في هذا العالم، كما كانت جريس ماركوس، تلك الفتاة الايرلندية التي فقدت امها في رحلة طويلة بحثا عن حياة جديدة، برفقة والدها السكير الذي لا يعرف غير الشتم و الضرب، و رفقة اخوانها الصغار. حاول ابوها ان يتخلص منها، لتجلب له النقود، فبدأت حياتها كخادمة، و انتهى بها المطاف متهمة بجريمة قتل، محكوم عليها بالاعدام.
كانت تصدق الخرافات و الاساطير و تؤمن بها، فخافت ان تحبس روح والدتها في ظلمة السفينة لأنها لم تجد نافذة تفتحها، لتخرج روحها الى ملكوت السموات. و عذبتها أحلامها بوالدتها فترة طويلة، و كذلك خافت على روح ماري، و لذلك عاقبتها و كانت تلك الروح جزءا منها، فكانت مريضة نفسية لا تعلم ماذا تفعل.
كالعادة ابدعت الكاتبة آتوود في وصف حياة جريس المؤلمة، و اجادت بذلك، لم احس بالملل ولو للحظة طوال ٧٥٠ صفحة. لطالما ساورتني الشكوك الى النهاية ان تكون جريس عكس ما احسست، و كان ذلك تعمدا من الكاتبة حتى يستمر التشويق للنهاية، كانت النهاية سعيدة، رغم عدم وضوح ذلك في حياة غريس الحقيقة، لكن آتوود شاءت ان تعطيها تلك النهاية السعيدة عن ٣٠ عاما من الحبس ظلما.
تعليقات
إرسال تعليق