مراجعة لكتاب "قبل أن تبرد القهوة حكايات من المقهى" ل توشيكازو كواغوشي

 تتناوب الفصول في دورة الطبيعة، كما الحياة التي تمر أيضاً بفصل شتاء قاسي.

لكن لنتذكر أن بعد الشتاء سيحل الربيع.

ان ظننا اننا السبب في فقدان ذلك العزيز، كما حصل مع المحقق و كازو، نحن نستحق السعادة بعد فراقهم لنا، كنا نسبح في متاهة افكارنا، التي لم يعرفها من نحبهم يوما، كنا نغرق في تلك الدوامات، فانشغلنا عنهم، خوفا من مصارحتهم، ففقدناهم، بكينا كثيرا، تالمنا كثيرا، حرمنا انفسنا من هذه الحياة، لكننا ببساطه لم ندرك بان من نحبهم، يريدون لنا أن نمضي في هذه الحياة، لا ان نبقى واقفين نجلد أنفسنا.

عندما نخيب ظن من نحبهم، كما كان مع كيويو، عندما ظن انه فشل و خيب ظن والدته به، فلم يحضر جنازتها، و بسبب عبء هذه الافكار، قرر العودة إلى الماضي ليراها، و ليفقد حياته معها، قرر انه لا يستطيع المضي قدما في هذه الحياه، لكنه لم يفكر بان والدته تريد له الحياة، تريده أن يستمر، و ان يقف حتى لو فشل مرارا ر تكرارا، عندما ادرك حرص والدته على حياته، رجع إلى حاضره و بنى حياة جديدة على أنقاض حياته السابقة.

أسامي، لم تستطع تجاوز موت خطيبها، حاولت ان تمنحه الراحة  بإظهار سعادتها، لكن من لم يكن سعيداً، لا يمكنه التظاهر بعكس ذلك، فعرف خطيبها القادم من الماضي بتعاستها، و بان حياتها لا تمضي قدما، لكنه عرف بانها لن تبقى على هذه الحال طويلا، فهي ستمضي و تبحث عن سعادتها، لانه برغم رحيله عن هذه الدنيا، يتمنى فقط ان يراها سعيدة.

نحن نحتاج إلى السعادة، لان نكمل درب هذه الحياة، عندما نعود إلى الماضي بذكرياتنا، لن نقدر على تغيير ما عشناه و ما عاشه من نحب، لكننا نقدر على تغيير واقعنا و مستقبلنا، بأن نكف عن التعاسة و البكاء، و ان نبدأ بالحياة.

كان كتابا رائعا، لا ينسى ،كطعم القهوة التي أعشقها.