مراجعة لكتاب "أخي الأكبر" ل ماهر جوفن

 عندما تفر من بلدك التي لطالما ظلمت بها و عانيت بها، بحثا عن الأفضل، عن الحرية، و عن العدل، تفر هاربا إلى فرنسا.

الكل يحلم بالهجرة،  لنجد العدل و المساواة و الحريات، لكن هل فعلا ستجدها هناك في اوروبا او أمريكا؟ صدقني ما هذه الحريات و المساواة و العدل التي يثرثر عنها الجميع ما هي الا وهم، هل تصدق انهم سيتجاوزون عن كونك مسلماً، مسيحيا ملوناً، هل سيتناسون انك عربي؟! هذا من ضرب المستحيل و الجنون أيضاً.

عندما تضيق عليك دنياك في بلدك، نعم لا يوجد حل الا بالسفر بعيداً، لكن لا توهم نفسك بالمستحيل لا توهم نفسك بانك ستعيش الحرية والعدالة الاجتماعية و المساواة.

هكذا هي حال عائلة آزاد، هاجر أبوه من سوريا، طلبا للحرية و العدالة، لكنه اصطدم ببطلان هذه المفاهيم في فرنسا، فهي دولة عنصرية، لم و لن تعتبره من افرادها مهما فعل.

حاول أبوه ان يبني لنفسه حياة و عائلة، تزوج و انجب طفلين، ليصطدموا جميعا برحيل الأم و الزوجة و تركت له طفلين ليعيلهما. رغم انه يحمل شهادة الدكتوراة، لكنه لا مكان له في جامعات فرنسا لانه ملون عربي، كان مكانه فقط خلف مقود التكسي، حلم بحياة أفضل لأبنائه، ليصبح آزاد سائق أوبر، و حكيم الصغير ممرضا.

كان آزاد متماشيا مع الواقع و الحياة، لم يفكر في الخياة كثيراً، لكن أخاه حكيم، لم يكن كذلك، بحث كثيراً، عرف انه مظلوم هنا، بسبب أمور لم يخترها، حلم بالعودة إلى أرض الأجداد، حتى يفهم واقعه، ففعلا بحث كثيرا ليتطوع لمساعدة المرضى في سوريا، و عاد و هرب من فرنسا في رحلة طويلة إلى سوريا.

لم اتوقع هذه النهاية، ان يكون كل ذلك حلم و خيال ل آزاد الذي يحلم بعودة أخيه إليه، لكنه لم و لم يكن يعرف عنه شيئا.

كان حلما جميلا، و كان أسلوب الكاتب سلساً في التنقل بين ما يرويه الاخ الأكبر و ما يرويه الأصغر.

حاول تلطيف الحقائق القاسية في وصف حياة السوريين و ايصا ما يقاسيه الملونون في فرنسا، ليخرج كتابا رائعا واقعياً جدا.  ❤️


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار