مراجعة لكتاب "أرض تسير نائمة" ل ميا كوتو

 تكمن المشكلة في السماح لتلك العتمة بالتسلل إلى رؤوسنا، مادام لا يسعنا الرقص و لا الضحك، فهيا بنا إلى تلك النصوص، هناك يسعنا اللهو و الغناء.


عندما تحل الحرب ببلد ما، تتبدل الارض و السهول و الجبال و البشر، لا يشبهون سابق عهدهم.

يحل الحزن و التعاسة في كل مكان، يتبدل الضياء بالدم و الجوع و الالم، ربما ما يشقينا أكثر، ان كان من يقتلنا، هو من بني جنسنا، شخصا ألفناه جداً، حمل السلاح ليحمينا من المستعمر، و عندما غاب المستعمر، تحول هو عدواً، و حمل سلاحه ليقتلنا.

هذا ما حصل مع مودينغا و العجوز تواهير ، و مع كيندزو ايضا، هم ضحايا تلك الحرب التي لم ترحم شيئا، اولئك الجبناء اصحاب السلاح الذين دمروا تلك البلاد الرائعة.

في الموزمبيق، ذلك البلد الذي عانى الاستعمار، الحرب الاهلية و العنصرية و الكذب، ذلك البلد الذي يضج بالاساطير، نعم تلك الاساطير التي تمتزج بالواقع، لتمنح للحياة معنى.

ابدع ميا كوتو بوصف جزء من تاريخ بلده، من خلال اساطيره، فابدع كتابا رائعا ،نعم هنا امتزج الواقع بالخيال. صدقا كانت نهاية الكتاب لا تخطر على بال ابداً. 


ربما عرفت الكتاب، رغبة بقراءة ما ترجمته يدا مارك جمال، ذلك المترجم المبدع، لكنني عرفت كاتبا مبدعا جدا، فكان الكتاب اسطوريا ،و جاءت الترجمة بقدر هذا الكتاب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار