مراجعة لكتاب "فتيان الزنك" ل سفتلانا أليكسيفيتش

 أفغانستان، تلك الدولة التي ما فتأت الدول تسعى لتحريرها، و لا أحد يعرف من من؟!


قرر الاتحاد السوفيتي في نهاية السبعينات، ان يحررها و هي الدولة الصديقة من براثن اعداء الاشتراكية، فكان الثمن الكثير و الكثير من الدماء، وانهيار دولة أفغانستان و رجوعها قروناً إلى الوراء، و لكن هل سيعترف الاتحاد السوفيتي العظيم بتلك الهزيمة؟! بالطبع لا، فذلك الإتحاد الذي جند الأطفال و الكبار لجعل الأفغان اكثر تقدما كما قالوا، دفع الثمن غاليا، دفع جنوده ثمن فعلتهم غاليا، ربما كان أغلبهم بلا قرار، لا يمتلك حق الاختيار، لكنك عندما تقتل انسانا على ارضه، لا ذنب له، الا ان وجد نفسها أمامك أنت الغريب و تشهر بوجهه سلاحا، فقط ليصبح اكثر تقدماً!  يال العجب، أولهذا يقتل انسان! ؟

حاولت الكاتبة تسليط الضوء على معاناة الجنود، فهم لم و لن يعودوا كسابق عهدهم، و لم و لن تنطلي عليهم كذبة البطولة، فهم قتلة لكن ليس بارادتهم، ربما تلك الشهادات ستخفف جزءاً من احمالهم، لكن دم الانسان لا يمحوه عن يداك، قلبك و ضميرك اي شيء.

لطالما أحببت ان اعرف الحقيقة و لا شيء غيرها عن هذه الحروب، و هكذا قدمت الكاتبة هنا فقط الحقيقة، ربما كانت الشهادات بمجملها تدور حول نفس الفكرة، و نفس المعاناة مما سبب الضيق و طول السرد، لكنني أتفهم أنها فقط تريد ايضاح حقيقة حرب السوفييت على أفغانستان. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار