مراجعة لكتاب "حلم ماكينة الخياطة" ل بيانكا بيتسورنو

 لكن الوقت، و إن لم يمح كل ذكرى، فإنه يجعلها باهتة، الألم الذي ظننت أنه سيمزق قلبك، يصبح أقل حدة.


ان ادق ما يقال عن هذه الرواية انها واقعية، تجمع بين الحياة و متاعبها و تصلك كل تلك المعاناة التي تتكبدها البطله هي و جدتها من قبلها لايجاد عمل لائق يؤمن متطلباتهما، تلك الجدة التي ضحت بكل شيء لتربية حفيدتها و تعليمها مهنة تستطيع العيش منها، فكانت الحفيدة كما أرادتها جدتها. 

كانت الحفيدة  تدرك مصاعب العيش في ذلك الزمن، تدرك الفرق بين الطبقات البشعة في ذلك الزمن، السيد النبيل و عائلته و حتى خدمه له معاملة تختلف عن العمال و العاملات، لكم أمقت تلك الفروق الاجتماعية التي تتاح للبعض فقط بسبب نسبهم و عائلتهم، أيملك الانسان حق اختيار نسبه؟!!!!

كانت البطلة تخاف ان يدق قلبها و تسمح لنفسها بأن تحب، و ذلك عند ظهور جوديو ذلك الشاب النبيل، الذي حاول ان يغير شيئا في قواعد ذلك الزمن البالي، حاول ان يقنعها بانه يحبها لشخصها، و عندما نجح غيبه الموت.

كما هي حال ابنة صديقتها زيتا التي غيبها هي الموت، حاولت ان تكون معيلة لها، كانت الفتاة تخاف ان تروكها هي كما تركتها والدتها أيضا، هي من أنقذتها عندما اتهتمها الدونا ليتشينا بالسرقة لبتعدها عن حفيدها، و لكن كان جزاؤها الابعاد الى دار الأيتام.

كم آلمني ذلك، كم كرهتها عندما ابعدتها، لكن دائما كان ينتصر جانب الخير عندها، فأعادتها أخيرا بعد وفاة والدتها، لتعيش معها للأبد.

قصة حلم ماكينة الخياطة، هي قصة كل انسان بسيط في هذه الحياة، قصة أحلامنا و معاناتنا، لشدة ما أدهشني هو تفاصيل خياطة الثياب التي أوردتها الكاتبة بطريقة رائعة مفصلة، صدقا تمكنت بيانكا بيتسورنو من ابداع عمل متكامل. 


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار