مراجعة لكتاب "لا جديد على الجبهة الغربية" ل إريك ماريا ريمارك
لكني أرى الآن و للمرة الأولى أنك إنسان مثلي.
كنت افكر من قبل في قنبلتك اليدوية، في حربتك، في بندقيتك.
اما الآن فلست أرى إلا زوجتك ووجهك و زمالتك.
اغفر لي أيها الزميل و اصفح عني ،
فنحن لا نفتح أعيننا الا بعد فوات الاوان.
لم لا يقال لنا انك بؤساء مثلنا، ان امهاتكم يتلهفن لوعة و جزعا مثل أمهاتنا، و أننا جميعاً نشترك في الخوف من الموت و أننا سواء في الاحتضار و النزع؟
اصفح عني ايها الزميل، كيف يمكن أن تكون عدوا لي؟ لو اننا طرحنا بدلنا العسكرية و بنادقنا، لألفيتك زميلا لي، انسانا مثلي،
خذ ٢٠ سنه من حياتي أيها الزميل و قم، بل خذ اكثر من هذه المدة،
فلست أدري بعد الآن كيف أنتفع بهذه الحياة.
الحروب يقررها الأقوياء أصحاب القوة، و يدفع ثمنها الأبرياء و الضعفاء، الذي كبروا على تمجيد الوطن و الموت في سبيله، لكن الا يحق لهم و لنا أن نعيش ليعيش الوطن؟!
لماذا اوطاننا تطلب منا الموت دوما في سبيل رفعتها، ألسنا نحن من نبني الأرض و نقيم الأوطان؟!
هكذا هي كانت حال بول، في الحرب العالمية الأولى، كان شابا بلغ ٢٠، ممتلئ بالشعارات الرنانة، فتطوع في الجيش لحماية وطنه، لكنه دفع ثمن هذه الحرب الدموية كثيرا، ادرك انه لن يعود لسابق عهده حتى و ان انتهت الحرب، فمن يقتل انسانا، لن يعود لهدوئه و سكينته ابدا، من يشهد موت أصدقاءه سيفقد جزءاً من ذاته برحيل كل غالٍ على قلبه.
كالعادة أبدع ريمارك في وصف معاناة جندي تطوع لحماية ارض بلاده، كما هو حال الكاتب أيضا، في تلك الحرب التي شملت العالم كله، و من ابلغ منه في وصف تلك المعاناة.
تعليقات
إرسال تعليق