مراجعة لكتاب " سجينة طهران" لمارينا نعمت
كما توقعت تماما ، عندما يزول نظام قائم على الظلم و الاستبداد كنظام الشاه في ايران ، على ايدي من يدعون الحريه ، و انهم سيكونون طوق النجاه للشعب الذي ما فتئ يرزح تحت وقع الاستبداد ، فور ما يستولون على السلطة ، كما فعل الخميني في ثورته على شاه ايران ، سوف يكتشف البشر بان هذا النظام الذي وعدهم بالحريه ، سيكون اعتى من من سبقوه ، ستمتلئ السجون من جديد باتباع النظام الفاسد القديم على رايهم ، سيبتدعون مسميات جديده ، و طرق لم يعلم بها احد ، ليزيدوا من عذابات الشعب المسكين .
و هذا ما حدث في ايران ، و ما يحدث في كثير من انحاء العالم .
سجن ايفين ، الذي يعد من ابشع سجون العالم ، قضت فيه مارينا سنتين ، غيرت معالم حياتها للابد ، من اول يوم تم اعتقالها على يد علي ، الى قرار اعدامها الذي لم يتم عند الثانية الاخيره ، الى الحكم عليها بالسجن المؤبد ، لم اتوقع ان المحقق علي الذي انقذها من الموت اولا ، سيكن لها الحب و سيتزوجها ، بابشع الطرق ، بتهديدها بقتل عائلتها .
دائما ما اتساءل كيف لاحد ان يحكم على قرارات احد و ان يتهمه بالجبن او الخيانة و هو لم يعش ظروفه و لحظاته تلتي مر بها ؟!
هل تعتبر مارينا خائنة لانها رضيت الزواج بعلي لانقاذ اهلها و انقاذ اندريه ؟! برايي في تلك الظروف كائنا من كان سيسعى لانقاذ احبائه و انقاذ روحه ان امكن .
دائما من يتعرض لتجربة السجن و التعذيب ، تتغير حياته للابد ، يفقد ذاته القديمه التي كانها قبل دخوله ذلك المكان الموحش .
رغم مرارة زواجها بعلي ، لكنني ارى انها وجدت في عائلة موسوي اهلا لها ، افتقدتهم في ذات اهلها الحقيقيين .
و نهاية كانت مارينا شجاعة ، قررت ان تكون مالكة حياتها ، و قررت الزواج من من تحب ، و قررت انها لا يمكنها مواصلة العيش في ايران ، فهاجرت تركت وطنها ، ذكرياتها ، و رفات اصدقائها و زوجها علي الذي كان بداخله الخير و الشر دائما ، لتنعم بالحريه في مكان جديد .
تعليقات
إرسال تعليق