مراجعة لكتاب " كريسماس في مكة " لأحمد خيري العمري
دائما ما اتردد كثيرا قبل ان اقرأ ، فصدمتي ببعض الكتب التي قدرت انها جيده ، و اتضح العكس كانت كبيرة .
و هكذا كان حالي مع هذا الكتاب ، كنت متردده ، و لكن صدقا لا اجد كلمات معبرة عن روعة هذا الكتاب ..
احب العراق كثيرا ، احب اهلها و لهجتها ، تذكرني بصديقتي العراقية آية ، التي افتقدها دوما ، و هنا وجدت كل ما احبه ، تاريخ العراق ، بقصة مؤلمة للخليفة احمد المستنصر بالله ، و كيف كان سجنه ، كرما من الله عليه ، ليبقى اخر سلالة بنو العباس ، و ليعاد له الهيبة و الخلافة ، لكن بسبب تسرعه و عدم تفكيره ، قتله التتار نهاية ، لينتهي حكم العباسيين .
اما عن مريم ، تلك الفتاة التي تعيش بهويتين ، لكنها لم تدرك انها لا تعلم عن نفسها شيئا ، الا في مكه ، وجدت ضالتها الروحيه ، في اكثر الاماكن قدسية و روحية ، فتصالحت مع كونها عربية مسلمة تعيش في بريطانيا ، و اصبح كونها عربية مسلمه لا يمثل لها الرجعية و التخلف ، لانها عرفت طبيعة الاسلام الحقة ، بعيدا عن ما يروجه بعض معتنقيه الذين لا يعرفون عنه شيئا .
اما مياده ، تلك المرأة الرائعة ، التي تحملت مقتل اخيها ، و من ثم مقتل زوجها بطريقة بشعه ، فقط لانهم شيعة او سنه ، كما يقال قتل على الهوية ، الى متى ستزهق الارواح فقط بسبب معتقدات دينيه ، اليس الدين هو طريق الخلاص للبشر ، فكيف يقتل الناس ، حتى نهديهم فقط الى طريق الخلاص الذي نعتقده ؟! الم يعلموا ان حياة الانسان مقدسة دوما في جميع الاديان ؟!
لتنتقل ميادة الى بريطانيا مع ابنتها ، لتكتشف نهاية ان الجروح تشفى فقط بمواجهتها .
اما حيدر ، الذي احب انجليزية ايميلي ، و تزوجها ، و انجب ابنته الوحيدة سارة ، و انشغل بحياته ، لينصدم نهاية بان ابنته ستنجب طفلا غير شرعي ، ليتذكر انه مسلم ، و تثور ثائرته عليها ، لكن برايي ان الخطا هو بسببه ، انت لم تعتقد بضرورة مشاركة افكارك مع ابنتك ، و تنشئتها منذ نعومة اظفارها و تعريفها على الدين ، لماذا ينصدم العرب عندما يتزوجون من اجنبيه ، عند انجاب الابناء ، و يصبحون مهووسين بمسألة الدين ، الا يعتقد ذلك الزوج بان من حق زوجته ايضا ان تنشئ ابنه على دينها ، التي تعتقد انه خلاصها ؟!
اما سعد ، اه يا سعد ، عانى من وجوده في ظل اخيه عمر ، و بعدها حاول التنفيس عن عدم انجاب الاطفال ، و عدم نجاح عمله باكتساب مظهر القسوة ، لينهار كل شيئ بوفاة اخيه ، و امه ، و اخيرا والده ، كم كانت رحلة العمرة مؤلمة له ، لكنه وجد نفسه ، و ابنة اخيه .
تعليقات
إرسال تعليق