مراجعة لكتاب " مشكلة سبينوزا" ل ارفين يالوم

 يال هذا الكتاب الرائع، هنا نجح الكتاب ارفين يالوم، بالجمع بين النقيضين، فيلسوف يهودي مطرود من طائفته كاسبينوزا، و بين مختل، مجرم حرم، معاد لليهود ك ألفريد روزنبيرغ، هما عاشا في حقبتين مختلفتين، لكن كما ورد في الكتاب،. كان ألفريد في صغره معجبا ب فلسفة اسبينوزا، كيف له أن يستغل هكذا معلومه، لنسج كتاب بهذا الجمال؟!!


بينتو " باروخ" اسبينوزا ، ذلك الفيلسوف، الذي عانى من الحرمان اليهودي في شبابه، لانه احب أن يعبد الله بعقله  فقط، رفض ان ينصاع الى تلك الخرافات و الاصنام التي يبنيها رجال الدين ليحافظوا على مكانتهم، و على خوف الناس منهم و من تلك الخرافات التي يروجونها.

انني اتفق مع اسبينوزا، بان الله دوما يعبد بالعقل، لا بكلام رجال الدين، لكنني اختلف معه، بان الله هو من خلق الطبيعه، و ليس هو الطبيعه،. هو من اوجد هذا النظام الكوني الرائع، اختلف معه، بانني ان أحببت الله بكل قلبي، فهو سيحبني، لانه خالقي، و عندما يأخذ مني ما أحبه، فله بذلك حكمة ستتضح مع الايام، اما بخصوص تحويل العقل الى عاطفه، فهذا أمر يصعب تحقيقه على البشر، فالله خلقنا مزيجا بين هذا و ذاك، فبعقلي ادرك وجود الله، و بعاطفتي استشعر محبته لي.

حقيقه، كان فرانكو اكثر عملية من اسبينوزا، فكان هو التطبيق العملي لكلام اسبينوزا، و هو من ذكره بكلامه، و هو اكثر قدرة على التغيير من بينتو، لانه اختار التغيير من الداخل، و ليس من خارج طائفته.


ألفريد روزنبيرغ، القائد الثاني للحزب النازي، صاحب افكار هتلر، تلك الافكار السامة المدمرة، التي كان ينسبها هتلر الى نفسه، صاحب نظرية " تفوق العرق الآري"، و نقاء الدم، كم هو مقرف، محزن ان تعامل الناس بناء على امور لم يختاروها، هل اختار هتلر او روزنبيرغ عرقهم؟!!  بالتاكيد لا، هم اقتنعوا بان اليهود، دمهم غير نقي، رغم أن كل المؤلفات، المحال،. التجاره، كانت لليهود، هم من اداروها بنجاح.

كان ألفريد، يستهجن على اليهود، ايمانهم بتفوقهم على الشعوب، لكنه كرر معتقدات اليهود بخصوص تفوق العرق الآري. مسكين هذا ال ألفريد، كم هو مقرف حكم هتلر، الذي كلف العالم كثيرا من القتل و الجوع الدمار، افكار لم تزد البشر و حتى اؤلائك الآريين سوى دما و خرابا.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مراجعة لكتاب " بوليانا الجزء الثاني " ل إليانور بورتر

مراجعة لكتاب " هيا نوقظ الشمس " ل جوزيه ماورو دي فاسكونسيلوس

مراجعة لكتاب " دكان جدي " ل شيرمين يشار