مراجعة لكتاب "حفلة التيس" ل ماريو بارغاس يوسا
قرأت الكتاب،لرغبة مني لأقرا كتابا قام صلاح علماني بترجمته، ذلك المترجم الفلسطيني العظيم، رحمه الله.
لكنني لم أندم،. ما فتئ ادباء امريكا الجنوبية يبهرونني، و ها انذا اتعرف على يوسا، يوسا المبدع.
الزعيم الديكتاتوري، هو أسوأ ما يحدث لبلد ما، كما كان تروخيو بالنسبه للدومنيكان، و تكون المصيبه بانه لا يتورع بتعداد افعاله و انجازاته التي لا ترى و بأنه سئم من خدمة هذا البلد، لكنه لا يتنازل عن السلطة ابدا، و في حالة تروخيو لم يتنازل عن السلطة و القوة، و الظلم، و الشرب و اخيرا النساء، يال للقرف!
حكم تروخيو الدومينيكان بالحديد و النار، قرب منه الجيش كحال جميع الرؤساء، اولئك الذين ينفذون الاوامر فقط، و طبعا تتضمن تلك الاوامر الكثير و الكثير من الدماء، فهم مسوخ مجبولون على تتفيذ الاوامر، و بعدها يدني منه الناس الجاهله، وليس في ذلك اهانة لهم، فقط لانه يسهل السيطرة عليهم،. بقليل من النقود و الطعام، و هي بالاصل حقوقوهم التي سلبها منهم ذلك الديكتاتور يصيحون الموت الموت لاعداء تروخيو، و هو مجرد مثال،.
أعداء الديكتاتور دوماً، هم من لديهم أمل، أمل بمستقبل فيه حرية و أمان، و من يفكر و يستعمل عقله، و هؤلاء يقبعون في السجون بشتى التهم، اطالة اللسان، التآمر مع موزمبيق و غيرها من هذه التهم.
لنعود لتروخيو، كان يمن على الدومنيكانيين بما حققه لهم، لكنه نسي بان من يحقق الانجازات لا يتحدث عن نفسه، بل انجازاته هي التي تتحدث عنه. ٣٠ عاما سامهم كل انواع العذاب و الاضطهاد، انجب ذكرين لا همّ لهم الا النقود و النساء، لم يترك فتاة جميله في كل الدومنيكان لم يغتصبها، يا لكل هذا الالم!
و طبعا تستغرب جوقة المطبلين له، ان يقوم خمسة شباب بقتله، رغم انني اكره القتل و الدماء، الا انها النتيجة الحتمية لكل ما فعله، لكن للاسف يخونهم اخيرا بوبو رومان، الذي وعدهم بانجاح مخطط القتل و الاستيلاء على السلطة من التروخويين، لكنه فقط جبان، علل ذلك انه خاف من سلطة رجل مات ببساطة، ارعبه عمراً و خاف منه ميتاً، و لم يكن تروخيو سوى انسان، انسان حقير فقط.
بسبب جبن بوبو رومان، اصبح الديك أسداً، فصال رامفيس و جال، و نكل باولئك الابطال الذين انقذوا العالم من ديكتاتور شيطان، فقط لان بوبو رومان كان جباناً، لكنه نال ما يستحقه.
اورانيا، رغم انها شخصية خياليه، الا أنها عبرت عن حال كلاب السلطة كأبيها، اولئك الذين يتملقون الزعيم و يخلقون منه إلهاً، كوالدها اوغسطين كابرال ، ساعد في قيام تروخيو و تنصيبه ديكتاتوراً، و عندما مل منه تروخيو، عانى كابرال الامرين جراء الصد، و أخيراً، ليزيد من حقارته و دونيته، قدم ابنته ذات الاربعة عشر ربيعاً، هدية للشيطان، لم يصدمني الامر، هناك منه الكثير في هذه الحياة.
ابدع يوسا في خلق عمل مبدع، جمع بين الخيال و الحقيقة، لكن كثرة التفاصيل ارهقتني، كان يسهب في وصف تفاصيل لا داعي لها، كمن يسكن بجوار بيت تروخيو، و كان يسهب بوصف صفات شخوص الرواية اسهابا مملاً في بعض الاحيان، لكن كان العمل رائعا، و كانت الترجمة مبدعه فعلا.
تعليقات
إرسال تعليق