مراجعة لكتاب " روزينها زورقي الصغير" ل جوزيه ماورو فاسكونسيلوس

 المجانين هم الناس الذين فقدوا القدرة على إدراك شاعرية الخالق، انهم أولئك الذين تصلبوا و تصلبت قلوبهم و لم يعودوا قادرين حتى على أن يفهم بعضهم بعضا، ان المجانين الحقيقيين هم من فقدوا القدرة على الاحساس.

نعم هم أولئك المجانين، كان الدكتور واحدا منهم، لانه قرر ووضع شخصاً مثل زي اوروكو مستشفى الأمراض النفسية، فقط لانه نقي السريرة، يتحدث للكون، وتحبه الطيور و الشجر و الزوارق.

كان زي أوروكو يعيش حياة حلوة برفقة زورقه الصغير روزينها، كل أمله أن يستمتع بجمال النهر و الحياة، لا مطالب له اكثر من ذلك.

كان يحدث زورقه روزينها بحياته و قصصه، هارباً من ماضيه المؤلم الذي فقد فيه عائلته، و كانت هي تحدثه عن ما سمعته في هذا العالم الواسع، عن حلمها و هي شجرة كبيره في أن يمر هندي يوما بجانبها و يقطعها و يبني منها زورقاً، و هذا ما كان، اصبحت زورقا جميلاً، روزينها رفيقة ايام زي أوروكو.

كم أحببت قصة التمساح الملك، الذي ضحى بنفسه لينقذ قومه من جشع الإنسان و بطشه، كم أحببت قصة نينينا و كيف غدت شجرة جميلة الى ان اقتلعها الفيضان الذي لا يرحم أحدا.

منذ ان ترك زي أوروكو النهر و زورقه، عانى الكثير في سبيل أن يثبت للجميع بانه غير مريض، كرر العديد من جملهم، الشجر لا يتكلم، الزوارق لا تتكلم، اقنع نفسه بذلك، ولكن داخله كان يتوق لحياته القديمة.

عاد بعد ثلاث سنين امضاها في العذاب في ذلك المشفى، عاد لنهره و ارضه وزورقه، لينفذ وعده للزورق، ليكتشف انه ام يعاني مرضاً قط، ان الله يهبك فهم لغة هذا الكون العظيم، ان كنت نقي السريرة، لين القلب.

كم أحب اسلوب جوزيه ماورو فاسكونسيلوس، تلك السلاسة في السرد و ذلك السحر في القصه، لايصال فكرة لطيفة كمثل هذه القصة ❤️