مراجعة لكتاب " أسباب للبقاء حياً" ل مات هيغ
إحدى أهم الأعراض الرئيسية للاكتئاب هي انعدام الأمل. عدم القدرة على رؤية المستقبل. يبدو لك النفق مظلماً و مغلقاً من الجهتين، و أنت محاصر بداخله. لو عرفت حينها ما سيحدث في المستقبل، لو عرفت أن نهاية النفق ستكون أكثر اللحظات إشراقاً في حياتي، لصمدت ووصلت إليها لأرى النور.
ربما كان الكتاب بالنسبة لي مجرد سرد ممل في بعض الاحيان، لكنه أفادني لانه تحدث عني انا بطريقة او بأخرى، أحسست باني لست وحيدة في صراعي مع الاكتئاب،الوسواس القهري، الرهاب الاجتماعي و فوبيا المجهول.
نعم عندما تترك نفسك طويلا، تواجه الحياة و المشاكل، و الفقد، و الخيبات،و انت هش ضعيف سوف تصل الى ذلك.
كل مشكلة، خيبة و حتى أولئك الذين تخلوا عنا سواء بارادتهم او الموت، كل ذلك ان لم نستطع تجاوزه في وقته، سيتراكم و سيبقى ماء راكدا في عقلك و عقلي.
فاقمت حالتي، وجودي في عمل لا يناسبني، ليس لان قدراتي عظيمة و خارقه، لان بيئة العمل سامه، تشجع الدس و تصيد أخطاء الاخرين ، اضافة الى مديرة لا اجد وصفاً دقيقا لفظاعتها، هنا كانت بداية سقوطي، فقدان رغبتي للحياة، باتت الحياة عبئاً لا أطيقه، و الموت اخافه جدا.
ربما تفكيري بالموت و انهاء حياتي كان عذاباً مستمراً، لكنني سعيدة لانني أعيش الان، استمر في هذه الحياة.
عكس الكاتب، كان العلاج جزءاً مهما في حياتي، تناولت مضاد الاكتئاب لفترة تعد بالاشهر، لكن طبعا الدواء يساعدك لتجاوز مصابك القديم، لكن البداية تحتاج رغبة و عملاً دؤوباً منك، و ها أنا أحاول ان اكون ذاتاً جديده، لا اريد أن أكون انا القديمة، لكن صراعي مع الاكتئاب مستمر، تارة انتصر عليه، و تارة يكون هو أقوى مني.
لكنني الان انسانة أخرى، قوية قدر الإمكان، اعي ذاتي، و مرضي الذي لا اخافه و لا اخجل منه، و سأصبح يوماً ما اريد.
و انا كالكاتب، فادتني الكتب كثيراً، اخرجتني من حالتي، ادخلتني عوالم جديدة، فلذلك انا قارئة نهمه، اريد ان اعيش كثيراً، اعيش في عوالم كثيرة، مع بشر كثيرين لذلك اقرأ كثيراً.
نعم فادتني نصيحتك يا هيغ، عندما كتبت تجربتي هنا في مراجعة كتابك،. احسست انني تخففت من عبء ثقيل في داخلي، فربما عندما تشارك تجربة كهذه، تصبح اخف ثقلاً و تفكيراً،. شكراً لك على هكذا كتاب.
وسنقرأ مراجعاتك و"خربشاتك" دومًا يا نور
ردحذفيومك طيّب
شكرا جدا، كلماتك شجعتني على قراءة المزيد و كتابة المزيد 😊
ردحذف