مراجعة لكتاب "سكك الحديد السرية " ل كولسون وايتهيد
ربما مع قراءتي لهذا الكتاب انهارت العديد من المعاني و القيم في رأسي، هذه اعوام الكورونا، ذلك الوباء الذي كشف الحقيقة.
من يعتقد ان سنين اضطهاد و ظلم البشر لبعضهم على اساس لون بشرتهم انتهت هو مخطئ، في نفس المكان و القارة، مازال البشر اصحاب البشرة البيضاء الذين لا اعلم من اخبرهم انهم الساده فقط لانهم بيض، يسومون الملونيين مهما كانت لون بشرتهم سوء العذاب، من تنمر، و قتل و تعذيب، كما حصل مع فلويد و غيره _ لهم الرحمة و السلام _ للان في بلد الحريات، تلك القارة التي ما فتأت تتحدث عن تاريخها المشرق من الحريات، ذلك التاريخ الذي قام على جثث العبيد و الملونيين، و جاءت هذه الرواية تاكيدا على التاريخ المظلم.
كورا، تلك الفتاة التي كان ذنبها انها ولدت عبدة في مزارع القطن في الجنوب، ذلك القطن الابيض، دفع الكثير من الافارقة حياتهم ثمناً له، كانت جريمتها الاولى و الاخيرة سعيها للحرية، ان تكون سيدة مصيرها، اين هو الخطأ في ذلك؟! ألم نولد جميعنا أحراراً؟!!
مؤلم ان يكون الانسان سلعة، يباع و يشترى ان يكون ملكاً لاحدهم. فقط لان لون بشرته بيضاء، ما هذا الالم و البشاعة؟! من انت ايها الانسان الابيض الذي يبيع البشر مثلك، انت انسان مثلهم، ليس لك الحق في تقرير مصير حياتهم.
نعمت كورا بالهدوء في بعض الاحيان في حياتها، لكنها قضت الباقي هرباً من صائدي العبيد و من مالكها السابق راندال، ذلك الإنسان القميء.
كل من أحبتهم، ماتوا و تركوها، بدءا من والدتها مابل، الهاربة الاولى التي قضت نحبها في تلك المحاولة، مرورا بسيزر محرضها و مساعدها الاول في الهرب، مكتشف سكك الحديد السرية او سكك حديد الحرية، لكل عبد يريد حريته و ان يكون سيد قراره، الى رويال، الذي انقذها اخيرا من عودتها الى مزارع راندال، و هو من قادة سكك الحديد.
نعم سكك الحديد كانت واقعا، لم يصدقه اولئك الرجال من اصحاب البشرة البيضاء السذج، هي سكك شيدت بايادي العبيد الذين يحلمون بالحرية، لتكون منارة و دليل على حرية الانسان دوما.
تعليقات
إرسال تعليق