مراجعة لكتاب " ذائقة طعام هتلر" ل روزيلا بوستورينو
للان لم اقدر على تجميع شتات افكاري بعد ما قرأت، ربما كلما ازدادت قراءاتي لفترة الحرب العالمية الثانيه، او أيه حرب نشأت بقرار من بعض البشر الذين لا يمثلون البشر، لا تهدف الا للدمار، يدفع ثمنها من يومنون بقدسية ما يفعلونه، و حب الوطن و الكثير من الشعارات الرنانة التي لا تسمن و لا تغني من جوع، لا يدفع ثمنها الا الابرياء فقط، من يعيش حربا، يضل يدور في متاهاتها الى الابد، من يرى من احبهم يفارقونه بالموت امام عينيه، من يقتل شخصا حتى لو كان مقتنعا في لحظتها انه عدوه، لن يعود لسابق عهده ابدا.
للان لم اتصور ان تصل وقاحة هتلر و من حوله، باتخاذ نساء لا حول لهن و لا قوة، كذائقات طعام، فقط من اجل ان لا يتسمم القائد العظيم، الذي جلب الويلات لكل العالم، الذي قتل اليهود، الاسيوين، و كل من لا ينتمي للعرق المبجل، العرق الاري الابيض، يال كل هذه الوقاحة!
صدقاً ابدعت الكاتبة فيما خطته يداها، ابدعت في تضمين قصة حياة روزا ساور، و حياتها كذائقة طعام، كانت مبدعة في جعلي كقارئة تارة اتعاطف مع روزا التي فقدت زوجها في حرب لا ترحم، و تارة اكرهها، لتبريرها لخيانة زوجها، بعذر واهن، بانه غائب و هي تحتاج الى رجل، كان تبريرها قبيحاً لا يتناسب مع فعل الخياة بحد ذاته، تارة امقتها، لخيانتها ايضا لاهل زوجها الذين احتضنوها، و رأوا فيها تعويضاً لابنهم غريغور الغائب، كم كرهت ليني، تلك الفتاة المستسلمة لظل رجل، سمحت له بان يؤذيها، كم كان حال ألفريد مؤلما، فهي الفتاة اليهودية، التي دخلت وكر هتلر كذائقة لطعامه، كم كرهت شلة المسعورات، فمثل هؤلاء هم من يجعلون الحاكم طاغية، بتبرير اي خطأ يرتكبه، و بتعظيم اي منجز تافه يفعله.
كان كتابا متكاملا، كانت نهايته واقعيه، فبعد كل ما مرت به روزا، و بعد كل ما عاناه غريغور في تلك الحرب، لم يعودا ليبقيا زوجا و زوجه، كانت نهاية متوقعه جدا، لم تغيب الكاتبة املي.
تعليقات
إرسال تعليق